الفصل الثاني و العشرون

8.7K 314 20
                                    

فقال لي آدم بنبرة لم تريحني

" هصدق لحد ما اشوف اخرتها. "

و بعد أن عدت من المدرسة وجدت أوهام في الغرفة. فقلت لها

" ايه اللي جابك دلوقتي ؟ "

فلم ترد علي فقمت باخراج الكتب من حقيبتي حتى أذاكر فالامتحانات قد اقتربت و لكنها أخذت الكتب و وضعتها على السرير و أحضرت مقعدا و جلست أمامي و قالت

" بصي الوقت ده مش هينفع نضيعه. منتصر أصعب واحد انتي ممكن تقتليه. "

" مش انتي اللي بتخططي و عايزاني أنفذ. اتفضلي وريني. "

" كريم مات من الضرب و عمك من الطعن. منتصر بقى نموته ازاي؟"

" هي لعبة ؟ "

و لكنها لم تعرني أي انتباه و قالت

" هو لسة محددش المكان و الوقت انتي اللي تحدديهم. "

" و يعني أنا هقوله أي مكان مثلا. "

" لا. بس انتي كده هتقتليه علني. "

" يا سلام علني ازاي ؟ "

" زي ما فهمتي. انتي ممكن تطلبي منه تتقابلوا في الفيلا عنده. "

" و المعاد ؟ "

" لما نشوف هنعمل ايه ؟ "

" طب افرض معرفتش. "

" ساعتها انا هضطر أقتل مامتك لأن لازم حد يموت. "

" انتي بتستهبلي !! "

" شش. أنا ماشية مامتك جاية. "

و فتحت أمي باب الغرفة و قالت

" انتي كنتي بتكلمي حد ؟ "

" ايوة على التليفون و خلصت. "

فنظرت أمي و لكنها وجدت الهاتف على المكتب و كأن لم يفتحه أحد. فنظرت ناحيتي و الشكوك تدور في رأسها و قالت

" عالعموم يلا الغدا جاهز انهاردة مش هروح الشغل. "

______________

لقد أصبحت تصرفات رينادا غريبة. فقد سمعتها أكثر من مرة تتحدث في غرفتها و كل مرة تقول لي في الهاتف و لكنني أجد ان الهاتف لم يفتحه أحد. ماذا تفعل تلك الفتاة ؟ لم أعد أفهمها أو أفهم تصرفاتها منذ أن مات أحمد. قلت لنفسي لعل ذلك يكون بسبب ارتباطها الشديد بوالدها.

و لكن مر أكثر من شهرين. و صار لها أصدقاء و لكنها ما زالت متغيرة. لم تعد الفتاة التي اعتدت عليها أن تحكي لي كل شيء و ما جعلني أشعر بذلك حادث عمها. و لكن منتصر يحاول أن يتقرب منها و يتحدث معها في غيابي و لكن لم ؟

ماذا يمكن لرجل مثل منتصر أن يريده من فتاة مثل رينادا ؟

و لكن في يوم ما أذكر أنني رأيتها تقف أمام المرآة و تتحدث بصوت خفيض لدرجة أنني لم أعرف أن أحدد ماذا كانت تقول. ففكرت في أن أخذها لطبيب نفسي حتى أعرف ما بها. و لكنني أعرف رينادا جيدا إذا علمت بمثل ذلك فسوف تنهار.

أيهما أختار ؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن