الفصل العشرون

8.5K 266 15
                                    

رأيت في ذلك الكيس بعض خصل الشعر. فقلت

" و ايه ده ؟ "

" ده بقى اللي هنعرفه كمان شوية. دي لاقيتها في الأوضة اللي اتقتل فيها سمير. زي ما انتي عارفة الشرطة في مصر معندهمش امكانيات قد كده و خصوصا في قضية شبه اتقفلت بعد ما جت سيرة عدلي. "

" مش فاهمة قصدك. "

" هتفهمي يا رينادا. بس الأول أنا عايز منك طلب صغير "

" ايه ؟ "

فاقترب مني و قال

" عايز شعراية حلوة منك. "

فهمت ما يرمي إليه أنه يشك أن ذلك هو شعري و إذا تم إثبات ذلك فذلك يعني أن أقوالي خاطئة لأنني قد سبق أن نفيت وجودي في الغرفة و نفيت رؤية عمي بعد الحادث. أي بمعنى أصح أنا في مصيبة. و لكن ما العمل ؟ إذا رفضت أن أعطيه ما يريد سوف يبين له أنني وراء الحادث و إذا قبلت فسوف يعلم من نتيجة تحليل ال DNA.

و بما أن في كلتي الحالتين سيكشف أمري فقلت له

" حاضر. بس ممكن اطلع أغير و انزل ؟ "

" ماشي. "

و صعدت للغرفة و قلبي كفرس السباق الذي أطلقت له صفارة الجري. تذكرت المقال الذي قرأته على الانترنت و هو أن الشعر يؤخذ منه التحليل إذا كانت الشعرة منزوعة من الجذور. فقررت أن اتصنع الجهل و قمت بقص شعرة من النصف و بدلت ملابسي و نزلت على الفور و أعطيتها له.

و لكن دهشني أنه نظر إلى الشعرة و عندما وجد أنها بدون جذور. قال

" ايه يا رينادا ده ؟ كنت فاكرك أذكى من كده ؟ مخدتيش في الأحياء ان لازم الجذور تبقى موجودة أمال هنعمل التحليل ازاي ؟ "

" بجد ؟! بصراحة مخدتهاش عندي. ثواني. "

و رغما عني أعطيته شعرة بأكملها من الجذور حتى الأطراف و قلبي منفطر خلفها لأن بسبب تلك الشعرة اللعينة سوف يضيع مستقبلي. و لكن ما في اليد حيلة.

و عندما أعطيتها له قال

" بتمنى من كل قلبي ان اللي في بالي يطلع مجرد وهم. "

" ليه انت بتفكر في ايه ؟ "

" بلاش استعجال بالأمور و بالمناسبة ماما متعرفش حاجة غير موضوع عدلي اللي اتقفل يا ريت كمان متقوليش حاجة لحد ما نتأكد."

" حاضر. "

و ذهب منتصر من الباب و معه دليل أدانتي. كم تمنيت من كل قلبي أن تقع منه و تضيع أو يصير له حادث أو حتى يموت. يموت انتظروا لحظة. أوهام كانت محقة و لكن ماذا أفعل الآن ؟ لقد زجرتها و أغلظت لها في الحديث و كل مرة نتخاصم و بسببي.

خرجت أمي من المطبخ و قالت

" ايه ده هو مشي بسرعة كده ليه ؟ ملحقتش أعمل حاجة. ايه اللي حصل ؟ "

أيهما أختار ؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن