رأيت في ذلك الكيس بعض خصل الشعر. فقلت
" و ايه ده ؟ "
" ده بقى اللي هنعرفه كمان شوية. دي لاقيتها في الأوضة اللي اتقتل فيها سمير. زي ما انتي عارفة الشرطة في مصر معندهمش امكانيات قد كده و خصوصا في قضية شبه اتقفلت بعد ما جت سيرة عدلي. "
" مش فاهمة قصدك. "
" هتفهمي يا رينادا. بس الأول أنا عايز منك طلب صغير "
" ايه ؟ "
فاقترب مني و قال
" عايز شعراية حلوة منك. "
فهمت ما يرمي إليه أنه يشك أن ذلك هو شعري و إذا تم إثبات ذلك فذلك يعني أن أقوالي خاطئة لأنني قد سبق أن نفيت وجودي في الغرفة و نفيت رؤية عمي بعد الحادث. أي بمعنى أصح أنا في مصيبة. و لكن ما العمل ؟ إذا رفضت أن أعطيه ما يريد سوف يبين له أنني وراء الحادث و إذا قبلت فسوف يعلم من نتيجة تحليل ال DNA.
و بما أن في كلتي الحالتين سيكشف أمري فقلت له
" حاضر. بس ممكن اطلع أغير و انزل ؟ "
" ماشي. "
و صعدت للغرفة و قلبي كفرس السباق الذي أطلقت له صفارة الجري. تذكرت المقال الذي قرأته على الانترنت و هو أن الشعر يؤخذ منه التحليل إذا كانت الشعرة منزوعة من الجذور. فقررت أن اتصنع الجهل و قمت بقص شعرة من النصف و بدلت ملابسي و نزلت على الفور و أعطيتها له.
و لكن دهشني أنه نظر إلى الشعرة و عندما وجد أنها بدون جذور. قال
" ايه يا رينادا ده ؟ كنت فاكرك أذكى من كده ؟ مخدتيش في الأحياء ان لازم الجذور تبقى موجودة أمال هنعمل التحليل ازاي ؟ "
" بجد ؟! بصراحة مخدتهاش عندي. ثواني. "
و رغما عني أعطيته شعرة بأكملها من الجذور حتى الأطراف و قلبي منفطر خلفها لأن بسبب تلك الشعرة اللعينة سوف يضيع مستقبلي. و لكن ما في اليد حيلة.
و عندما أعطيتها له قال
" بتمنى من كل قلبي ان اللي في بالي يطلع مجرد وهم. "
" ليه انت بتفكر في ايه ؟ "
" بلاش استعجال بالأمور و بالمناسبة ماما متعرفش حاجة غير موضوع عدلي اللي اتقفل يا ريت كمان متقوليش حاجة لحد ما نتأكد."
" حاضر. "
و ذهب منتصر من الباب و معه دليل أدانتي. كم تمنيت من كل قلبي أن تقع منه و تضيع أو يصير له حادث أو حتى يموت. يموت انتظروا لحظة. أوهام كانت محقة و لكن ماذا أفعل الآن ؟ لقد زجرتها و أغلظت لها في الحديث و كل مرة نتخاصم و بسببي.
خرجت أمي من المطبخ و قالت
" ايه ده هو مشي بسرعة كده ليه ؟ ملحقتش أعمل حاجة. ايه اللي حصل ؟ "
أنت تقرأ
أيهما أختار ؟
Fantastiqueبسم الله الرحمن الرحيم تعد هذه القصة هي الأولى لي باللغة العربية و بعض الأحداث مقتبسة من قصص على أرض الواقع أرجو من كل قلبي أن تنال اعجابكم المقدمة لدى كل منا مخاوف و بداخل كل مننا وحش و لكن هل كل منا يستطيع التحكم في ذلك الوحش أو مواجهة م...