الفصل التاسع

12.5K 404 24
                                    

أخذت كلماتها ترن في أذني. لأول مرة أشعر بالرعب بتلك الطريقة و لكنني لم أتراجع عن موقفي. أهي مجنونة أقتل !!

ظل ضميري يؤنبني على ما فعلت في سلمى على الرغم أن ذلك حقي. شعرت أنني شخصية حقيرة خاصة مع كريم. لم أكن أتخيل أن يأتي اليوم الذي أصبح فيه أبشع من سلمى. و تضايقت من طريقة كلامي مع آدم. فعندما رجعت للبيت سألتني أمي

" ايه اللي أخرك كل ده ؟ "

حاولت ألا أبدي الحزن و الضيق داخلي فقلت لها

" مفيش يا ماما. بس حبيت أتمشى شوية. "

فنظرت إلي و قالت

" زعلانة من ايه ؟"

فدخلت غرفتي و قلت

" مش زعلانة أنا بس عايزة أقعد في غرفتي لوحدي. "

" كده !! عالعموم انتي حرة بس أنا مبقتش مرتاحة للتمشية بتاعة كل يوم جمعة. أنا سايباكي براحتك بس خدي بالك أنا هيبقى لي تصرف تاني. "

" أنا أسفة يا ماما بس بجد أنا مقهورة. مش عايزة أكلم حد و لا أشوف حد. "

فاحتضنتني و قالت " أرجوكي احكي. "

" أوعدك هحكيلك على كل حاجة قريب. "

" طيب " و تركتني أمي في غرفتي. فارتميت على السرير و ظللت أبكي بشدة بصوت مسموع و أنا أقول

" ليه كده ؟ ليه استسلمتي للغل اللي جواكي. أنا أعمل كده. "

في تلك اللحظة احتجت لأحد يقف بجانبي. و لكن من ؟ فصديقتي الوحيدة تريدني أقتل و أمي إذا عرفت ستبتئس و آدم لقد نفرته مني. ففتحت هاتفي المحمول و فتحت آخر محادثة بيني و بين آدم لعله أرسل لي و لكنني لم أجد شيء جديد.

ظللت هكذا حابسة نفسي في غرفتي رافضة الطعام أو الشراب غير قادرة على مسامحة نفسي. جاء يوم الأحد فعندما دخلت الفصل ابتسم لي كريم و اقترب مني و قال

" ايه يا بنتي بكلمك من إمبارح مبترديش. "

" معلش مخدتش بالي. "

" احكيلي بقى عملتي ايه في الزفتة ؟"

حقا أنت شخصية وضيعة الأسبوع الماضي كنت تقول لها يا حبيبتي و هذا الأسبوع يا زفتة و الأسبوع القادم سأكون أنا الزفتة. فنظرت إليه و قلت

" أما سلمى تيجي هتعرف. "

" لا ما هي مش جاية انهاردة عشان تعبانة. "

عندما سمعت ذلك شعرت بحزن عميق و تمنيت أن الزمن يعود للوراء و لم أفعل ذلك. و عندما رأيت آدم قلت له

" طب باي دلوقتي. " و ذهبت لآدم و قلت

" آدم ازيك ؟ "

فنظر إلي بغرابة و قال

" اخيرا افتكرتي انك تعرفي حد اسمه آدم. يا ترى كريم زهق منك و لا لسة ؟ "

" آدم انت مش فاهم حاجة اللي حصل ده كان غصب عني. "

أيهما أختار ؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن