الفصل السادس : (أرض السّراب)

78 38 12
                                    

بعد ولوج الإثنين  للبوابة أُغمي على أمجد من شدة الطاقة المتكونة في البعد الأزلي ، فأمسك جون بيده كي لايذهب بعيدا عنه ويصبح في ورطة أخرى ، وراح يمشّط المكان بعينينه .
حقّا إنه لمكان عجيب ! هذه هي الفكرة التي راودته في نفسه حينها ، كيف لي أن لا أعلم بوجود شيء مثل هذا ؟! أظن أن الكثير ينتظرني بعد هذا كلّه .


*********

وفجأة سقط جون من السماء رفقة أمجد على إحدى البرك المستوية في أرض " السراب"

(يمتلك الشياطين والإسترنجينيون قدرة التنفس والتحدث تحت الماء )

- أمجد هل أنت بخير !؟

- أجل ،ولكن لا يزال رأسي يؤلمني إثر الإرتطام

-لاعليك تمسّك بي جيدا ، سوف أصعد بك نحو السطح .

- لا ، لا يا جون فلنكم...

- لاعليك أنت لست ثقيلا للغاية أيها الغبي .

وصل جون رفقة أمجد إلى سطح البركة ، وأفرد كل واحد  منهما شعره نحو الأعلى بسبب عدم قدرتهما على الرؤية  .
  إلتفت أمجد إلى جون وقال : لم لا تسمع كلامي مرّة واحدة فحسب ! ألم أخبرك بأن نكمل
- ههه مالذي تقصده يا أمجد؟! أظن أنّك قد أصبت بإصابة بليغة على مستوى رأسك حتى أفقدتك بعضا من وحدات ذكائك ، إن أرض البشر هنا أمامنا .
- أنت لا تفهم ! إفعل مايحلو لك فحسب
- حسنا لك ذلك ، والآن فلتأتي معي إلى تلك الشجرة هناك
- فلتذهب لوحدك ، أنا سوف أظل هنا ما إن تكمل رحتلك الإسكتشافية هذه .
- حسنا !
سار جون بخطى واثقة نحو الأمام ولكنّه لم يلمح أمامه سوى السراب ، الكثير من الدخان يعجّ هنا في أرض البشر هذا مافكّر فيه جون حينها .
- أهلا
- أ اااهلا ، من أنت ؟
- بل أنت من !؟ كيف لك أن تقتحم أرضنا أيها الولد ؟
حينها خاطب جون نفسه قائلا : لقد ظننت البشريّين أكثر وسامة من هذا ،ولكني أسحب كلامي من الآن.
- عذرا لك ، ولكني قد جئت إلى هنا ..
- أنت إسترنجيني أم شيطان ؟ لا أكاد أجد أي علامة تميزك
- حينها نظر إليه جون بخبث قائلا : هذه نقطة التميز بالذات يا سيدي أما أنا فشيطان ، ولكن هل لك أن تخبرني من أنت ؟
- أنا أنتمي إلى قبيلة الزندان وأسرتي قابعة هناك ، هل تريد أن تراها؟
حينها في نفس اللحظة تدخّل أمجد وسحب جون من يده بشدة قائلا : فلتأتي معي من هنا بسرعة
- هااااا ، انتظر أين تظن نفسك ذاهبا!؟
- أنا أحتاج صديقي في مسألة ضرورية . علينا الذهاب ..
- لا بأس في ذلك تعال معي وسوف أستضيفك رفقة صديقك
حينها أزاح جون يد أمجد عنه وقال له وهو يضرب على كتفه : هيا مابك يا فتى فلنذهب ولنشرب كأس قهوة لقد تعبنا بعد وصولنا إلى هنا !
فردّ عليه أمجد في أذنه هامسا: نحن المؤدبة أيها الأحمق إنهم كائنات النّابا يحبون اللحم المشوي للإسترنجينيين والشياطين !
- فغر جون فاهه وصرخ بعد ذلك محدثا ضجّة كبيرة قائلا : ههه شكرا ، شكرا أقدّر لك هذا ولكنّي أفضّل أن آكُل على أن يتم أكلي .
ردّ عليه كائن الناّبا بخبث قائلا : ولكني لم أطلب رأيك ! هجووووم
حينها حدّق أمجد وجون من حولهما فوجدا الملايين من الكائنات النابية تحيط بهما ، فإلتف جون إلى أمجد وصرخ قائلا: أظن أن لحمك سيكون منتهي الصلاحية يااااااا أمجد .
ردّ عليه أمجد وهو يركض مسرعا نحو البركة : ألا تخاف أن تقتلني من شدّة الضحك أيها الأحمق !؟
في وسط محموم من الصراخ والمطاردة بين النابيين لفريستهم كان يفضّل جون أن يلقي النكات وهو يشارف على باب الموت مبتسما .
- قال أمجد : وأخيرا !!
إلتف من حوله ولكنّه لم يجد جون في البركة ! خاطب نفسه قائلا :مهلا ولكنّي قد رأيته الآن ورائي !
صعد نحو البركة من جديد فوجد أن النابيين قد تمكنّو من الإنقضاض عليه ، حينها جلب أمجد فأسه وشق به رأس النابيين وهو يصرخ على اسم جون . فردّ عليه جون قائلا وأنفاسه متقطعة : ههه أمجد لا تقلق علي! أظن أنهم يريدون أن يأكلوني مع المقبلات بعد السهرة .
- سحقا لك يا جون ! كيف لك أن تمزح في مثل هذا الوقت !
أمسك يده بخفة ورفعه فوق الأعلى وقفز الإثنان في البركة مخلفين ورائهم الملايين من الكائنات الصغيرة المتوحشة .
- لمَ لم تخبرني أنها لسيت أرضا للبشر !
- من الأفضل لك أن تصمت وإلا فسوف أشق فمك بهذا الفأس أيها الأحمق

غمغم جون ضحكا فإنتبه له أمجد وسبح الإثنان نحو عمق البركة بسرعة وحماس كبيرين نحو عالم مجهول لا يعرفان عنه شيئا !!

بيني وبينك عالمان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن