الفصل العشرون : ( أمل جديد )

41 15 11
                                    

سألته وعلامات التوتر بادية على وجهها : وماهي ؟

اقترب منها في حماس وبدأ في السرد : إليك الأمر هذه المخطوطة مقدّسة جدا عند شعب زيولدا لأنها تحمل رموز الأمراء السبعة الذين قد قادوا المملكة طول الزمن ، ومن بينهم لوسفير ، ينقسم الملك في رئاستهم من ملك رئيسي وملك أساسي حيث أن الملك الرئيسي يقوم بالإستماع إلى متطلبات الشعب ويقوم بالإعتناء بإقتصاد الدولة وسيرها وغيرها من الأمور اللازمة ،أما الملك الأساسي فهو الأعلى رتبة منه ولايتم إعلانه أبدا على الملأ إلا على الفرقة المخولة والتي يقوم هو بإختيارها من نفسه ، ولوسيفر هو الملك الأساسي للمملكة حاليا ولا يتم الإعلان عنه كما أخبرتك سابقا خشية من تسرب المعلومات السرية أو عمليات الإغتيال و القتل ، فشعب مملكة زيولدا عدواني جدا ولا يقتنع أبدا بالحكم ، لقد سبق وأن قاموا بقتل الكثير من ملوكهم .

-إذا كان الأمر كذلك فكيف إستطعت معرفة الأمر ؟
- لقد أطلعني به أبي ذات يوم ، فمن أجل إرتقائي للعرش يجب علي أولا معرفة العدو .
- وهل سوف تنصّب ملكا حقا ؟
- لست أدري حقا يا غيث فالأمور أصبحت أكثر تعقيدا مما كانت عليه ، وأظن أن فكرة تغيير شعبنا ستصبح شبه مستحيلة .
- هل سوف تترك تضحية أمجد تذهب هباءا ؟؟ لقد بدأت الحرب بالفعل لا مجال للإستسلام الآن ، بعدما مهِّدت  الطريق لك أتريد أن تهدمها؟
وضع يديه على رأسه وأحناه إلى الأرض في أسف شديد وهو يقول : تدركين جيدا أن أبي قد أخبرني بأنني أملك نفس خاصية التخاطر التي تملكها الشياطين ولكني لا أجيد إستخدامها أبدا وفي المقابل كان أبي هو من يعمل بها ، كما أنّه قد أخبرني بحتمية وجود خاصيات أخرى ولكني لا أفقه منها شيئا ! أيا ترى هذا هو الملك الذي تبحث عنه مملكة توشك على الدمار ؟!
- جون لديك ما لايملكه الكثير من غيرك بالفعل ، لا تستحق كي تثبت بأنك شخص رائع من أجل إستحقاق الملك لأنك قد أثبت نفسك بالفعل !
- وكيف هذا ؟!
- لقد سمعت كل ما حصل معك من قبل ، وفي كل لحظة قد عشتها أنت لم تكتف بما نلت بل كنت تسعى دوما للأفضل ، شيء حقيقي .. منطقي يبدد شكوكك وأفكارك المبهمة حول هذا العالم وبالفعل ها أنت ذا قد فعلت ! لم يكن أحد يعلم بأشن عالمنا إلا الفئة القليلة منكم ولكنك اكتشفت الأمر لوحدك وخاطرت من أجل الوصول إلى ماتريد .
- نعم خاطرت بالفعل ، وكل ماقد جنيته هي أرض قد سقيت بالدم والجثث . تنهدّ قليلا ثم أكمل كلامه مستطردا : أيا يا ليت الدنيا ترحمني ولو لمرة واحدة ، أيجب علي أن أكون دائما الطرف الخاسر في المعركة !؟
ضربت على كتفه ومن ثم عدّلت في هيئة جلوسها قائلة : مابك ؟ أنسيت ! لدينا المخطوطة أيها الأحمق يجب علينا القضاء بسرعة على لوسيفر ، لا شك أنه يبحث عنها كالمجنون الآن دعنا لا نفوت الفرصة .
- أدرك ذلك جيدا ، ولكن أبي هو الشخص الوحيد الذي يعرف كيفية إستخدامها ، وأنت تعلمين جيدا أنه رغم بحثنا الشاق عنه لم نجده أبدا ! نحن نخترق في كل مرة إحتمالا عن مكان تواجده كي نطمئن أنفسنا أخشى أن مكروها قد حصل له بالفعل هو والعم يوهان .
صمتت لهنيهة وجلست تفكر في حل للمشكلة ومن ثم قالت : أيعقل أنهما قد صعدا لعالمي مرّة أخرى !؟
- ربّما ، ولكن ماعساهما يفعلانه هناك !؟
- ما رأيك إذا أن نصعد ونتأكد !
- من المستحيل أن نفعل ذلك نحن لا ندري في أي وقت قد يقومون بالهجوم علينا مرة أخرى ! كما أن أمور المملكة قد كلّفت لي هذه المرة بعد أن أوكلها أبي إليّ .
- مهلا أتقصد أن أباك كان الملك هنا !؟
- نعم هو كذلك ، ولكنه الملك الأساسي فبعد إنتهاج زيولدا لنظام الحكم ذاك كان يجب علينا فعل المثل من أجل حماية شعبنا .
فغرت فاهها وضربت كفيها ببعضهما وقالت في إستغراب : أمور عالمكم معقدّة حقا !!

************

عند مملكة زيولدا وتحديدا عند الممّر

ترجّل من على حصانه وأتى بماكنة ثقيلة تساعده على رفع الحجر الموجود عند المدخل ، رفع العديد من الأحجار بصعوبة كبيرة. كان يتصبب عرقا وفي كل مرّة يتأوه من شدة الألم ، لم يكن عملا يجدر به القيام لوحده و لكن للحفاظ على سرّية الأمر كان يجب عليه أن يخاطر من أجل ذلك .

في تلك الأثناء رفع سيلا رأسه ناحية المدخل واليأس ينهش روحه شيئا فشيئا " أيا ترى حان الوقت بي لألقاك يا يوهان ؟"

إنبثق نور ضئيل من المدخل وتساقطت الأحجار تباعا على الأرض حتى سقط الحاجز بأكمله ، تقدم بخطى واثقة نحو الأمام ومن ثم تحدث قائلا : 
- أيا تراني قد تأخرت عليك ؟
- من أنت !؟
- أظن أن جون قد أخبرك مسبقا بإنقاذي له عند سجن زيولدا .
ردّ عليه سيلا بوهن : أنت إذا ! مالذي تريده ؟ أكفّلك لوسيفر بالقدوم إلى هنا وتصنع الودّ من أجل الوثوق بك ؟ أم أنّك تريد قتلي أنت الآخر كذلك .
- لا هذا ولا ذاك ، لقد أتيت من أجل المساعدة فحسب !
- ولماذا سوف تقوم بمساعدتي !؟
- نحن عائلة في الأخير وهذا مايجب عليّ القيام به .

بدت علامات الحيرة والشك ترتسم على وجه سيلا شيئا فشيئا : قلت لي عائلة ؟

- نعم هو كذلك ، أرجوك أن توصل سلامي إلى جون بعد خروجك من هنا فأنا مشتاق له وبشدّة .

بيني وبينك عالمان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن