الفصل الثالث والعشرون ( هدنة سلام )

31 17 11
                                    

لم تصبح الحياة عادلة في عينيه أصبح يتلقى الصدمات مرة تلو الأخرى ، لم يعد يؤمن بقوة الخير التي كان يقرأ عنها في القصص الخيالية ، تأكد أخيرا أن قوة الشر هي من انتصرت دائما عليه حتى بينه وبين نفسه ... ، لم يكن يخطو إلى الخارج في الصباح مثل عادته ، أصبح باهتا كئيبا لا يرى شبح ابتسامته ، يقلّب الذكريات في مخيلته كدفتر قديم يريد تمزيقه ، موت أبيه في الأول والآن فراق أعز أصدقائه ، و لم يكد يصدق الذي حصل معه حتى أتته صفعة موت يوهان كي تغرقه في القاع من جديد ...

تناهى إلى مسامعه صوت طرق على الباب .
- من ؟
- أنا غيث
نهض من سريره في إعياء وقام بفتح الباب بينما هو ممسك لرأسه من شدّة الألم الذي قد حل به
- هل لي أن أتكلم معك ؟

- بخصوص ماذا ؟

- أنت لم تخرج من غرفتك لعدّة أيام ألا تظن أن الوقت قد أصبح مناسبا للعودة من جديد ؟

حدّق فيها بيأس وضحك :
-العودة للموت؟

قامت برميه على الحائط الإسمنتي بينما هو ممسك لكتفه من شدة الضربة وعلامات الذهول بادية على وجهه .

- إن لم تكن تريد أن أصرخ عليك هذه المرّة فلا تتفوه بالهراء مرة أخرى !

ولكنه صرخ فيها هو الآخر بدوره وقال ساخطا :
وهل يبدو لك الموت هراءا يا غيث !

- بالتأكيد ليس كذلك ، ولكنك ستدع هذا الهراء يحصل أمام عينيك مرّة أخرى ، لقد سمعت كل ماقلته ذلك اليوم أثناء نومك !!

حدّق فيها بذهول وقال : ماذا !؟ مالذي سمعته تحديدا ؟

مسحت الدموع من على وجهها وقالت : أريدك أن تطلعني أنت بالأمر ، ولكنك لم تفعل شيئا منذ ذلك اليوم ، وكأن الأمر يخصك لوحدك .

بيني وبينك عالمان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن