الفصل السابع : (في عالم البشر )

82 36 11
                                    

بعد وصول جون وأمجد إلى عمق البركة انبثق فجأة نور أبيض مشع من العدم  ،  تبادل الإثنان نظرات تشوبها القلق والخوف و بعد لحظة واحدة فحسب ،  وجدا نفسيهما قرابة شاطئ ذهبي كبير يُطِل على مباني ضخمة تشق السحاب ...

قال جون لأمجد في حماس : واااااا ماهذا ؟! نحن الآن في أرض البشر صحيح!
ردّ عليه أمجد قائلا : نعم نحن كذلك .
- إذا والآن مالذي علينا فعله ؟
- لا أعلم !
- ماذا ؟ هل جلبتني إلى هنا كي تخبرني بهذا !؟
- وما رأيك هل أردت أن آتي إلى هنا أيضا ! لقد نفّذت ماطلبه منّي يوهان فحسب !
- عذرا ولكنّي كِدت أن أصبح مقبِّلات لأحدهم وأنا في طريقي إلى هنا .
حينها ضحك أمجد بشدة وهو ممسك لبطنه ومن ثم قال : ههه حسنا ، حسنا لا عليك ولكن ألم تُرد إكتشاف أرض البشر قبل قليل أم ماذا؟!
- ها حسنا ، أتمنى فقط أن لاتقول لي هذه المرّة بأنهم سوف يصنعون من جلدي قهوة كي يشربوها.
- هههه ، أراهن على أنهم لن يستطيعوا أخذ رشفة واحدة منها.
حينها ضرب جون أمجد بيده ممازحا وتابع الإثنان طريقهما في الشاطئ ، وبينما هما مكملان لسيرهما لمح جون من بعيد فتاة قادمة نحوهما فأسرع لكي يلتقي بها ويحادثها ولكن أمجد أغرقه في البحر من جديد قائلا له : أتحِب أن أصاب بسكتة قلبية بسببك أيها الأحمق !؟
- ولكن لماذا !
- ألا ترى بأن شكلنا غريب عنهم أم ماذا!؟
- وما في ذلك لست أفهم !؟
- حسنا فلتصعد نحوها الآن إذن ولكن لا تنتظر مني القيام بشيء إذا حدث أمر ما لك !
- حسنا، حسنا لا عليك إنها تبدو مسالمة على أيّ حال
رمق أمجد جون بنظرة عتاب قائلا له : نعم ، نعم مسالمة جدا مثل الكائن النابِّي الذي كاد أن يقتلك .

صعد جون نحو الشاطئ بسرعة فإنفزعت منه الفتاة وسقطت على الأرض بشدّة وبقيَت محدّقة فيه لأكثر من دقيقة ومن ثم قالت :
اووو ، هل تقبلت دعواتي ياترى !
حينها قال لها أمجد وعلامات الثقة بادية عليه : أجل بالتأكيد هي كذلك ، أرجوك لا تفقدي وعيك بسبب جمالي الجذاب أيتها الآنسة .
- لو كان كذلك ، لسقطت منذ الوهلة الأولى .
-ما مالذي تقولينه ! ألا تعلمين بأننّي...
- وااا لديك حراشف على جلدك !! هذا رائع ! ، هل تستطيع التنفس تحت الماء ؟ او الغوص في الأعماق ؟من أنت ؟ وكيف أتيت؟ أتسكن هنا؟ ما هو اسمك؟ وما..
- مهلا ، مهلا ! لقد شعرت للتّو أنني أستجوب ، مارأيك أن تعطيني شيئا لأؤكله أنا وصديقي أولا ومن ثم سوف أردّ على كل أسئلتك
- أين صديقك أنا لا أراه !
- إنتظري لحظة واحدة فحسب
حينها صرخ جون قائلا : أمجد تعال إلى هنا ، لقد وجدت لك شيئا لتأكله .
خرج أمجد ورمق جون بنظرة إستياء : هاا لماذا تصرخ في كل مرّة أيها الولد ، لقد كدت أن أغفو
تدخّلت الفتاة حينها بسرعة وقالت : مهلا هل تستطيع حقّا أن تغفو تحت الماء !
حينها نظر أمجد إلى جون وقال : من هذه الفتاة ؟
- ها سؤال جيد في الحقيقة حتى أنا لا أعرف اسمها ومن ثم إلتفت جون نحو الفتاة وقال  : ما اسمك؟
ردّت عليه قائلة : مرحبا بكما ، اسمي غيث وأنا أقطن في الحي المجاور . ثم أشارت بيدها قائلة : ها إنه هناك تستطيعان أن تريانه من هنا .
- جيد ، إذا لن يكون الطريق بعيدا
- لماذا هل تريد أن تزور بيتي ؟
- أجل و إن لم نزره فأين نأكل ؟!
- لا عليك ، اليوم سوف نأكل في المطعم على حسابي
رمق أمجد جون بنظرة توتر وإستفسار ومن ثم قال له هامسا في أذنه: ماهو المطعم؟
ردّ عليه جون بخفوت أيضا : و من أين لي أن أدري !
- هيا إتبعاني سوف نتأخر ، المكان مزدحم هناك ، ولكن أولا عليكما تغطية أنفسكما كي يلا يراكما الناس وإن لا فسوف ينفجعون من مظهركم
-عذرا ، ينفجعون ؟
- نعم لأنهم ليسوا متعوّدين على أمثالكم
ردّ عليها أمجد حينها قائلا : هل أفهم من كلامك هذا أنك متعوّدة على أشكال مثلنا؟

- بالطبع فأنا أسكن بجانب الشاطئ وكل مايحصل عليه يكون تحت مرئا من عيني

حينها تبادل جون وأمجد نظرات حيرة وشك وكل ماخطر على بالهما آنذاك أنه هناك من سبقهما إلى هنا بالفعل وربّما منذ زمن طويل أيضا...

بيني وبينك عالمان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن