25

205 15 327
                                    

' watching you closely '

' أُراقبكِ عن كُثب '

-كَانَت تلكَ اللّيلة كَكلّ لَيلة أخرَى لا تتذكّرينَني فيها ، لطالمَا كنتُ غيرَ مرئيا بالنّسبة لكِ و يبدُو بأنني سأبقَى كذلكَ عُمرًا كامِلًا-

كَانَت تلكَ اللّيلة من السّنة ، اللّيلة التِي بَكت فيها هِيل بِكُل قُوّتها ، فَسقَطَت مُتهاوِية أرضًا بينما تُمسكُ جثّة والدَتها ، كانَت فِي عمرِ الخامسَة عَشر و لكنّها شَعرَت بأنّها فِي عمرِ الأربَعين لما تحملُه من فَوق أكتافِها ، فَها هِي ذي تلكَ اللّيلة تعِيدُ نفسَها ، لم تَخرُج الشّابَة من غُرفتهَا بَل مَكثَت مُستلقِيّة فوقَ فراشِها ، الذّكرَى التّاسعَة منذُ رحِيل وَالدَتها و فِي كلّ وقتِِ من تلكَ السّنة ستُجابِهَها نفسُ المشاعِر، سَتُغلقُ على نفسِها بِغرفتِها لِتبكِي دهرًا ، فالوَحيدَة التِي كَانت تُحبّها قد رحَلت عنها ، تشعرُ و كأنّ ذلكَ قد حدثَ منذُ زمنِِ جدّ قصير، كالبارحَة ربّما ؟ .

دَفنَت وجهَها بتلكَ الوسادَة الرّيشِيّة بينما تضغطُ عليها بِيديها ، تاركَة العنَان لدمْعِها ، لَقد أجهَشت بالبُكاء وسطَ غرفَتها ، فكَانت وحيدَة و لَم تَجد من يُواسِي وحدَتها ، لم تَجد من يُطبطبُ على ظهرِها ، يأخذُها بأحضانه ، قائلا لها بأنّ كلّ شيء سيَمرُ و الحياة لن تتوقّف هنَا !

يَبدُو بأنّ لا أحدَ يهتَم ، فوالدُها قَد أخذَ زوجَته إلى الخارِج في موعدِِ بينما صدِيقتها لم تتّصل بها منذُ البارحَة و بالنّسبة لجايكُوب لم يَزرها منذُ أسبوع أو ٱكثر ، لم يتواصَل معها كذلك و لم تفهم سَبب هذا .

إنّه ذلكَ اليوم من السّنة الذِي احتَاجت فيه إلى شخصِِ ما ، أيّ شخصِِ و لكنّها لم تجِد أمامها أحدًا غيرَ إنعكَاس وجهِها الباهِت الذِي تراه في هاتفَها.

رقدَت على سريرها لتسحبَ ذلك الغطاء فوقَ رأسِها ، تحاولُ النّوم وسطَ مشاعر بائسة قد تملّكتها و لكنّ كالعادَة ، منذُ رحِيل أمّها لم تنَم فِي هذِه اللّيلة.

ضَوءُ شُروقُ الشّمس قَد اخترقَ شرفَة تلكَ الشّابة و التِي كانت تُحدّق فِي الهواء بِعيون جاحظَة ، تتملّكها الهالات السّوداء أسفلها و تلكَ هي الحقِيقة ، لم تنَم من البارحَة كما اعتادَت في كلّ ليلَة من ذكرى رحيل والدَتها المحبُوبة إلى قلبِها.

تلكَ الدّموع قد جُفّفت في أطرَاف جفونها ، أمّا هي فقد استاقمَت بِبرود شَدِيد لتحملَ جسدَها الضّعيف نحوَ حمامِ غرفتها ، فأغرقَته في ذلكَ الحوض البارِد من دون أيّ إهتمام بما قَد يُصيبها جراءَ فعلتِها هذِه ، مكَثت ربْع ساعَة على تلكَ الحالَة لتغطسَ برأسها إلى الدّاخل و من دون حتى أن تكتمَ أنفاسِها هي مكثَت تحتَ الماء لمدّة طويلَة ، إلى أن إنقطعَ النّفس في جسدها و شعرَت بالإختناء في عنقِها لتَسحبَ رأسها إلى الخارج بعدها ، تكحّ بِكلّ قوتها و ذلك قد سَبّبته لنفسِها.

𝙑𝙖𝙣𝙩𝙖𝘽𝙡𝙖𝙘𝙠  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن