27

316 19 562
                                    

' Washington's kiss '

' قُبلَة واشنطن '

وَقَعَت تلكَ المرأة فوقَ سَرِير الرّجل نائمَة لِثمولَتها و   قَد شَقّت البَسمة وجهَ الأخير لمَا يرَاه أمَامه ، بِشعرِها الطّويل الذِي يفوت إنحِناء ظهرِها و بتلكَ العُيون النّاعسَة و البارزَة في ذات الوقت مَع شِفاهَها الصّغيرَة. -" تشبِه الجَرو الصّغير " قالَ كلمَاتَه القصيرَة تلك بينمَا ينظرُ إليْها و بِخطوَة منه باتَ يجلسِ قربَها ، فوقَ طرفِ السّرير ذاك ، أمامَ وجْهِها المُتورّد نتيجَة شرابِها ، تصاعدَت كفّه إلى تقَاسِيمِها فبَاتَ يتَحسّسُ بشرَتها النّاعمَة، مِن جَبينها المُتعرّق إلى وجَنتيها ، مُرورًا مُرورَ الكرامِ بأرنبَة أنفهَا ، إلى أن باتَت أصابِعه تحطّ فوقَ ثغرِها.

مرّرَ أنامِله الرّفيعَة على تلكَ الشّفتَين وَ بكُل هدُوء هو إنحنَى لِمسْتوَاها ، بِلين و بطْئ شَديدَين طبَع قُبلَة فوقَ ثَغرِها ، قُبلَة هادئة من دُون أي حرَكة ، فَقط شِفاهَه و شفتَيها يتلَاحمَان معًا ، ثانيَة ، ثانيَتان إلى أن تحرّكت إبنَة هِيل بِرأسها مع عُقدَة فوقَ حاجبيها ، ذلكَ ما جعلَ الرّجل يعود إلى الخلْف مُبتعدًا و بسرعَة هو إستقامَ هاربًا إلى الخارِج .

فَكرَ لو أنّه بقِي لوقتِِ أطْول معَها ، لن يستطيعَ السّيطرَة على مشاعِره أو التّحكمِ في أعصابِه و نفسِه ، الهُروب كان أفضلُ حلّ له.

خَطى إلى تلكَ الحانَة حيثُ يعملُ صديقَه خلفَ المَشرب ثم وقفَ أمامه لِيردفَ بِهمس له -" منَ الواضِح أنّها لن تتذكَر ما حدَث اليوم ، لهذا هل يُمكنُكَ أخذُها إلى غُرفتِك في الفُندق ؟ دعهَا هناك إلى صباحِ يومِ غد ، ستذهبُ مِن تلقاء نفسها إلى المنزِل "

رفَع رَاين كَتفَيه بِعدم مبالاة ثمّ ندّه على النّادل الذي بالقربِ منه ، يأمرُه بالإعتناء بالمشرب إلى غايَة عودته ، أما هو فقَد حرّك رأسه بإيماءة خفيفَة لِيربّت على ظهرِ الرّجل ثم أردف له -" حسنًا ، لا تقلَق ، سأهتَم بالأمر و لكن ، همم ، لماذا لا تدعُها هنا و فقط ؟ أقصد بالغرفَة "
أشارَ إلى تلكَ الغرفَة برأسِه لِيجيبَه دَارك بعدَها -" لستُ متأكدًا من ذَلك و لكن فقط لا يُمكنُني تركها تعرفُ هذه الحانَة ؟ تعرفُ من أكون ؟ تدْركُ جيدًا بأنّ فِيلكس و أنا لدَينا بعضُ المصالِح معا ، إن عرفَ بأنّها أتَت إلى هنا سَيجنُ جنونه و سيفعلُ لها شيء سيء ، أو لربما سيخبرُها بِحقيقتي ؟ كـ ' كيفَ لكِ أن تعرفِي رجلاً مثلَه، قاتلٌ محترِف و زَعيمٌ لمافيَا واشنطن ' سيُحاولُ قلبَها ضِدّي و هي من الأساس ليسَت في صفّي "
لَعقَ رايَن شفَاهه بِلسانه ثُم أردَف -" و لكِن يا دَارك هل ستبقَى هكذا ؟ تراقبُها من بعِيد و تفعلُ من أجلها المُستحيل ، بينما في الحقيقَة هي لا تدركُ وجودَك ؟ إلى متى ستبقى هكذَا ؟ على الأقَل قم بالخُطوَة الأولَى يا صدِيقي "

𝙑𝙖𝙣𝙩𝙖𝘽𝙡𝙖𝙘𝙠  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن