28_الجلسة الأخيرة.

402 63 14
                                    

إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا












ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ما يجمعني بكِ، ليست مجرد مشاعر، وذكريات عابرة؛ بل مشاعر خرجت بصفاء نابع من صميم القلب، في مواقف شتىٰ متفاوتة؛ لتُكوين ذكريات بُنيت بكل حب؛ فترسخت في الفؤاد قبل العقل، ترابطت قلوبنا برباطٍ قوي فكاكه الموت؛ فمهما تشاجرنا، وبعدتنا المسافات؛ قربتنا أربطة قلوبنا، وجذبتنا معًا؛ لتتعانق أرواحنا؛ فيكن محل صُلحنا أحضان بعضنا بعضًا!.

في منزل "آلاء"، والتي كانت تقف أمام المرأة، تثبت حجابها، وعلى أهبة الاستعداد للذهاب نحو الشركة.
أمسكت بعدها بهاتفها عن المنضدة، تضعه في حقيبتها، فتحتها، وألقت به داخلها، ولكنها سرعان ما لمحت دفتر صغير!.
ذلك الدفتر الذي عثرت عليه دون أدنى جهد وقتما اقتحمت غرفة "نسرين"، وبينما كانت تخرج من غرفة الملابس التي اختبأت بها، ترتب الفراش قد ضُرب كف يدها مع ذلك الدفتر بالخطأ؛ فسقط عن المنضدة الصغيرة التي توضع جوار الفراش، لتلتقطه سريعًا، وقد جذب انتباهها أنه يحوي العديد، والعديد من الأرقام!!.
لذا ودون تردد، ومن دون سبب يُذكر كانت تدسه في ثيابها جوار أوراق تبني "زينة".

وها هي الآن تمسك به بين كفيها، أخذته، وجلست أعلى فراشها تقلب أوراقه بهدوء، وتمرر بصرها على الأسماء بتركيز شديد، ذلك حتى وقع بصرها على اسم جعل بصرها يثبت عنده، وأنفاسها تكاد تُزهق من هول المفاجأة، هبت واقفة، وهي تهتف بصدمة، وعدم تصديق:

_مش معقول!.
انا لازم اتصرف بسرعة.

تحركت بعشوائية في أنحاء الغرفة، تفكر في حل، وترتب أفكارها ذلك قبل أن تُخرج هاتفها، وتهاتف "بسنت" حتى تخبرها بضرورة تغيبها عن الشركة؛ لأمر هام ستخبرها به؛ فيما بعد!.
ولكن لم تجيب الأخرى، فأرسلت لها رسالة نصية على تطبيق whatsapp.

ومن ثم هاتفت من على علم بالأمر وقد كان "سامح" الذي رجحته عن الجميع لمساعدتها، وجاءها رده سريعًا بمرحه المعتاد:

_صباح الخير يا ام العيال.

لم تكن هي في مزاج يسمح لها بمواكبة مزاحه السخيف، لذا رددت بجدية:

_"سامح"، اسمعني ضروري.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كانت "نسرين" تضم "ريم" بين ذراعيها، تحاول تهدأتها بعد ما حدث في الأسفل:

_خلاص بقى كفايا بُكى، انتِ قولتي الصح مش غلطانة، ولا حاجة يعني، بس هما عيله تكئب الواحد كده مش وراهم غير عيب وحرام وتقديم المواعظ والحكم، وهما محتاجين درس خصوصي اصلًا!!.

رغم اختلاف الطريقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن