"اقتباس"

268 36 12
                                    

إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا















ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كان الجميع يقفون، تهتز أقدامهم رُعبًا، من هول ما يترقبون سماعه، مِن ذاك الغريب ذو الجسد البدين، الذي استغل إقامتهم لـحفل عقد قران  "زينة" و "حيدر"، وتسلل داخل القصر متنكرًا في هيئة الطباخ المسؤول عن طعام وشراب الحفل، مع رجال آخرين مكونين فريق كامل وكان نصيب الرعب الأكبر مِن حظ "تيم" مَن يدور حوله الحديث، حينما وقف ذلك الرجل بينهم، ونادى عليه بغلظة:

_"تــيـــــم"!.

التفت "تيم" نحوه بعدم فهم، ابتسم نصف ابتسامة، وهز رأسه للأسفل بمعنى _نعم_، فتنهد الآخر وأردف شامتًا فيه بعدما حول نظره نحو "اسماعيل الأباصيري"، ولم يُخفي بسمته:

_معايا حاجة تخص "تيم" حابب اسمعها لك انت والإخوة الكرام.

حرك بصره علىٰ الجميع في نهاية حديثه، ولم يتمهل ثانية أخرىٰ حيث دس كفه في جيب سرواله مخرجًا منه هاتفًا، ثم قام بتشغيل مقطع صوتي بينه وبين "تيم"، والذي كان محتواه كالتالي بعد تعريف كلاً منهما عن نفسه :

_انا "تيم" من طرف..

قال "تيم"، وبتر الآخر حديثه قبل أن يخبره من طرف مَن قد أتىٰ إليه، وردد سريعًا:

_" تيم الأباصيري" غني عن التعريف، اؤمرني!.

أخبره "تيم" بتقطع بعد صمتٍ طويل ينم عن مدى تردده في تنفيذ ما خطته "نسرين" عليه:

_قتل!!
عاوزك تقتل واحد عاوز يسرق مني حبيبتي!.

ضحك الرجل على الجهة الآخر، وقال بعد ذلك معلنًا عن رغباته:

_مليون جنية؟!.

وبنفس النبرة أجاب "تيم":

_موافق.

سأل الرجل:

_اسمه بقى علشان في اقرب وقت اجيب لك خبره!

وبخفوت مسموع قال "تيم":

_"حيدر أكرم"، شغال عندنا في الشركة، وصاحب المصنع اللي مقابل لــ شركتنا، وخاطب بنت عمي محتاج حاجة كمان؟!

اجاب الآخر بثقة:

_ده كفاية اوي وجدًا كمان، بالسلامة انت يا اخويا.

انتهىٰ تسجيل المكالمة، وجميع النظرات المستفسرة، والغير مصدقة موجهة عليه في حين فكت "زينة" قبضة كف "حيدر" من حول رسغها وتحركت على عجالة بأعين يتطاير منها الشرر وبكل ما تحمل من قوة هوت على صدغ "تيم" بصفعة رن صداها في القصر بأكمله، وكردة فعل طبيعية من "تيم" وضع كفه على صدغه متألمًا وسريعًا كان يدافع عن نفسه ببكاء وانهيار:

_والله انا رجعت بعدها وكلمته وقولت له يلغي كل اللي بينا وهعطيه له فلوسه على داير مليم. مفيش اختلاف ان اللي عملته غلط بس انا عرفت غلطتي وتراجعت عنها، وحاولت اصلحها.

بنفس الصوت العالي، أجاب الرجل:

_كداب!.

حدق ببصره داخل حدقتي الآخر وقال مخبره:

_كنت متفق معاك على نص المبلغ قبل التنفيذ والنص التاني بعدين بس انت كنت بتلعب بيَّ الكرة، ولما جيت اخد منك قبل التنفيذ رفضت!.

ثم سأل الجميع الناظرين باهتمام بطريقة تحوي في داخلها فض ما يريده:

_انا يهمني ايه غير الفلوس اصلًا؟!

عاد لصاحب التهمة مرة أخرى وقال:

_ولو انت فعلاً ادتني الفلوس كان ايه يخليني افضحني قدامكم بس طالما هتتناصح عليَّ ف انا همشي بمبدأ يا نعيش عيشة فل يا نموت احنا الكل.

نهره "تيم" بقوله:

_انا مش كداب انت اللي كداب، واكيد "نسرين" هي اللي محرضاك عليَّ!.

تجعد وجه الرجل وسأل مستفسرًا:

_"نسرين" مين دي لا مؤاخذة.

وجه بصره نحو "اسماعيل"، وقال بعدما سحب سلاحه، ووجه فوهته نحو الجد:

_انا عايز المليون جنية يا اما تترحموا على الحاج الكبير!..

شهقت النساء جميعهن واقترب "راحي" منه سريعًا يقف مقابلًا له، وضع كفه فوق فوهة السلاح وضغط للأسفل حتى يضعه الرجل جانبه ويتأدب، وقال اثناء مده يده في جيب سرواله:

_مترفعش سلاحك تاني في بيتنا، انا هكتبلك شيك بالمبلغ ده واتفضل انت واللي معاك اطلعوا بره.

فعل "راحي" ما رأه فعلًا سلميًا كون الآخرين عددهم كبير بالإضافة إلىٰ كونهم مسلحين وحفاظًا علىٰ نساء البيت، وبالفعل أخذ الرجل تلك الورقة التي تتوقف على توقيعه لاستلام المبلغ من البنك، خرج بعدما أشار لرجاله ليلحقوا به، وفي الداخل كان الوضع حقًا مؤسف بشدة الجميع مخذولين ورؤوسهم منكسة أرضًا دون حرف يُنطق، ولكن اقترب "تيم" من "زينة" التي تنظر له باستحقار بالغ، وقال بندم:

_"زينة" صدقيني اللي فات مكنش بإيدي وانا اتغيرت.

ابتعدت عنه باشمئزاز، وأجابت وهي تدور ببصرها بينهم محملة الجميع الذنب:

_انا مش قادرة اوصفلكم بشاعة احساسي، انتم ليه عايزين تخسفوا بيَّ الأرض، ليه مش حابين وجودي، ليه كل اللي كنت اتمنى رضاهم بيأذوني بالشكل ده؟!

اقترب منها "حيدر"، وكوب وجهها بين كفيه لتنظر نحوه، وبالفعل وجهت نظراتها الدامية نحوه؛ فطبع الآخر قبلة تعبر عن مدى حزنه لرؤيته لها منهارة هكذا؛ فسألته هي بخفوت:

_ليه بيعملوا فيَّ كده؟!
انا مستهلش كل اللي بيحصلي ده؟!
انا اضعف من اني اتحمل اي حاجة تانية!.

جذب" حيدر" رأسها وضعها على صدره ولم يكف عن طبع قبلاته الرقيقة الحانية أعلى رأسها، ولم تكف هي عن قولها:

_انا تعبت.

وأثناء تأثر البعض بما يحدث، وبكاء آخرين رفع الجد عصاه وضربه أرضًا ومن ثم قال بحزم وبنبرة بينت مدى جدية قوله الذي لا يقبل أدنى نقاش:

_"تيم" ياريت تطلع فورًا تلم اللي محتاجه واتفضل اخرج بره البيت معدش ليك مكان بيننا!.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مبدئيا وحشتوني وكل اللي سألوا عليَّ دول بجد حبايب عيوني🙈♥♥
هنرجع ان شآءالله نستكمل الرواية في نفس الأيام اتنين وخميس، واتمنى تكونوا لسه فاكرين الأحداث وترجعوا تشجعوني تاني انا بحاول ارجع اكتب من فترة بس كان الشغف في ذمة الله وكنت مشغولة اوي في رواية تعافيت بك بصراحة😂
رواية حلوة بشكل وخصوصًا وليد الرشيد.

احب اعرف رايكم في الاقتباس لاني بجد حاسة اني مش عارف اكتب زي الاول مش عارفه ليه؟!

#رحمة_أحمد_شُلقامي
#رُغم_اختلاف_الطريق

دمتم بخير💜✨.

رغم اختلاف الطريقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن