4_اعترافات تحرق الأخضر واليابس

768 85 10
                                    

إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا









ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ♡♡

هي: أنا قوية سوىٰ في حُضرتك ووجودك، في حضورك أرتعب، حتى من نظراتك تلك التي كانت مصدر أماني، صارت هي نفسها مصدر خوفي وضعفي.
في غيابك أتمنى رؤيتك، وفي بعادك الطمأنينة والأمان، لا أعلم أريدك، أم أريد الخلاص منك؛ فهلا تقترب من بعيد؟!!

هو: أنا هنا لأجلك، قريب حتىٰ في بعادي، ذكرياتكِ، حديثكِ، حبكِ وشغفكِ بي هذه كل أملاكي، الآن ليست بين قبضتي، ولكن سأحصل عليها يوماً.
خلفكِ أنا في كل مكان، قدركِ مهما طال البعاد، حبيبكِ في كل الأوقات، سأستردكِ وهذا وعد وأنا هنا لإيفائه.

 

بعد بضع دقائق عادت الكهرباء، وأُضيئت الغرفة؛ لترىٰ هي ما جلجل كيانها، شيئًا فاق آلامها بمراحل، فتناست أمر الألم الجسدي؛ ليضفي عليه وجع قلبها وألمها النفسي؛ بأضعافٍ مضاعفة؛ فكان الأصعب والأشد ألمًا  ما رأته "بسنت" أمامها، كان "راحي" يقف وأسفل منه يقبع سكينًا مفحمًا، إذن هذا هو ما استخدمه لذبح روحها، نظرت له دون أي ردة فعل تُذكر، فقط عيناها هي ما كانت تتحدث.

_مين عمل فيكِ كده؟

كرر "راحي" سؤاله أكثر من مرة، وهو يزيل الشريط اللاصق الذي يكبت صوتها، وكانت حالته تشبهها في العيون الدامية، والرعشة الهيستيرية التي سَرت في جسده إثر رؤيته ما أصابها.

أما هي فكان نظرها لا يحيد عنه، ألمها لا يوصف في تلك الثواني، يتردد على مسامعها سؤال "راحي"
(مين عمل فيكِ كده؟؟؟)، السكين جوار قدميه عليه آثار الحريق، ويقف أمامها، يسأل بكل تبجح من فعل هذا؟!
ولكن ليتها حتى تستطيع الرد؛ فـحتى أبسط حقوقها للتعبير عما تشعر به وللتخفيف من آلمها حُرمت منها.

في نفس اللحظة التي سأل فيها "راحي"  ركضت" نسرين" من الخارج نحوه، والتي ظهرت من ألا مكان، احتضنت "راحي" بقوة وخوف إثر رؤيتها "بسنت" وما أصابها، والنظرات القاتلة المتبادلة بينهما، أخفت وجهها عن رؤية ذراع "بسنت" فقد سمعت صرير اسنانها وسألت "راحي" بذعر وخوف:

_مين عمل فيها كده؟!

حول "راحي" عيناه نحوها وقد اصطُبغا لونهما أحمر نتيجة حبسه عبراته عن الهطول وكتمه غيظه، طال صمته ورأت "نسرين" نظرات "بسنت" التي لا تحيد عنه، مما جعلها تقترب منها وتسألها:

رغم اختلاف الطريقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن