كان جون غارقا في أحلامه عندما سمع خطوات أحدهم قادما نحو غرفته، إنها والدته تخبره أن وقت المدرسة قد حان، و أجابها قائلاً:
"كم أكره الذهاب إلى ذلك المكان!"ترك جون فراشه و اتّجه للحمّام، و كان يرمق وجهه في المرآة، و عندها عادت أمُه لتذكّره أن الحافلة قد مرّت منذ لحظات، ابتسم جون و قال مازحًا:
"اذن هذه فرصتي لأصِل متأخراً"."ما خطبك يا جون؟"
"أنا أكره تلك المدرسة، و دائما ما أتعرّض للتنمّر"
"أخبرني من هذا الذي يتنمر عليك؟"
"لا داعي لتعلمي من هُم، على كلٍ سأنتقم منهم".
فُوجئت الأمُ قليلًا، ثم قالت:
"كيف ستنتقم منهم؟"
و هنا غادر جون الحمّام متّجها نحو المطبخ دون أن يرى في وجه والدته.
ثم أتت الأمُ وراءه قائلةً:
"سآتي إلى المدرسة اليوم، و ستعرّفني على هؤلاء الحمقى".جلس جون و مدّ يده نحو الصّحن و قال:
"من الأفضل ألّا تتدخّلي، سأهتم أنا بالأمر""أرجوك يا بنيّ، لا تتشاجر معهم"
"حسنا، لن أفعل".
كان جون يتناول فطوره بينما كانت والدته جالسة تحدّق في وجهه، ثم قال:
"سأذهب الآن، هل يمكنكِ احضار مظلّتي؟ أعتقد أنها ستُمطر اليوم""حسنًا، سأعود حالاً".
و لمّا تأكّد أن والدته غادرت المطبخ نهض مسرعًا ووضع سكين مطبخ كبيرة في حقيبته و عاد إلى مكانه.
عادت الأمّ، و وقف جون و أمسك بمظلّته ثم طلب من أمّه أن تنحني ليقبّلها.
استغربت الأمّ قليلاً، اذ أنها المرة الأولى التي ستحظى فيها بقبلةٍ من ابنها.
و بعد أن رافقت ابنها إلى الباب و ودّعته كالعادة، عادت الأمّ إلى الداخل.