أخيرا و بعد رحلة طويلة وصل كريس إلى وجهته رفقة جون، و خرج من الفيلا الرجل الذي كان ينتظر قدومهما، و لما لمحه جون استبدت به الدهشة و انطلق مسرعا نحوه و عانقه بحرارة و همس الرجل في أذنيه:
"أنا آسف يا بني."أما كريس ظلّ واقفا و كان يبدو مستمتعا باللقاء الحار بين جون و والده، و أشعل سيجارة و ابتعد قليلا من المكان، ثم أخرج من جيبه مسدسه و راح يقلّبه و قال في نفسه:
"لم ينتهي الأمر بعد يا صغيري، أعلم أنك لاتزال جائعا."في مدينة نيوفيل، كانت أنجليكا تتجول في واحد من أخطر شوارع المدينة الذي يعجّ بالمجرمين و مروّجي المخدرات، و كانت وحيدة ما جعلها تبدو كغزالة ضعيفة بين حشد من الأسود الجائعة، و فوجئ الرجال برؤيتها وحيدة في ذلك الشارع الذي حتى الشرطة لا تتجرأ على اقتحامه، و لما سألها أحد الرجال عن سبب قدومها، أخرجت من حقيبتها مبلغا ماليا و قالت:
"أريد مسدسا."كان الرجال ملثّمين و رغم ذلك كانوا يرغبون في التأكد من هويتها و أنها لا تنتمي للشرطة، و بعد أن بحثوا في وثائقها لم يعثروا على شيء و وافقوا على طلبها، و اشترت منهم مسدسا و غادرت المكان دون أن يعترض أحد طريقها.
و بعد مغادرتها أقبل شاب و سأل الشخص الذي باعها المسدس و قال:
"لماذا بعته لها؟ أنسيت أننا لم نعد نعقد صفقات كهذه؟"لاذ الرجل بالصمت و قال:
"ألم ترى تلك النظرة في عينيها؟ أعرف تلك الأعين جيدا، إنها لن تتوقف حتى تنال انتقامها أو تلقى حتفها."