5- الطعنة

1.2K 46 10
                                    

لم يكن سماع تلك الكلمات أمرًا هيّنا على جون، و فجأة توقف عن البكاء، و كأن كل ألمِه تحوّل إلى غضب، و فتح حقيبة ظهره و أخرج السكين التي سرقها من المنزل، و حينها كان روبرت و صديقيه قد ابتعدا عنه و لم يلحظوه و هو يُخرج سلاحه.

وقف جون و كان وجهه ملطّخا بالدماء، و الدموع تنهمر من عينيه، و مشى بحذر خلف الأولاد الثلاث الذين شارفوا على الوصول نحو بوابة المدرسة، و كان يُخفي السكين وراء ظهره، و لمّا كانوا على وشك الدخول صرخ جون قائلاً:
"توقف يا روبرت، لن أدعك تتحدث هكذا عن أبي، لن أسامحك هذه المرة".

فوجئ روبرت قليلاً و قال لصديقيه:
"ابقيا هنا، سألقّنه درسا لن ينساه أبدا".

كان جون واقفا على بعد بضعة أمتار منهم، و روبرت يقترب منه ببطء و يضغط على قبضتيه مستعدًا ليبرحه ضربًا، و كان جون يرتجف و أدرك أنه ما من مجال للعودة بعدما أغضب غريمه.

و لما التقى كلاهما وجها لوجه، قال روبرت:
"هل تُخفي حجرًا وراء ظهرك؟ لا يهم، سوف أبرحك ضرباً".

و عندما رفع روبرت قبضته، طعنه جون بكلّ ما أوتي من قوة، و اخترقت السكين بطنه، و انهار على الأرض غارقاً في بركةٍ من دمائه، و صُدم الولدان الآخران مما جرى، و راحا يصرخان بشدّة، و توجّها مباشرة نحو المدرسة.

ظلّ جون واقفا دون حراك، و الذهول يعلو وجهه، و السكين الملطّخ بالدم لا يزال بين يديه، ثم صاح من وقع الصدمة:
"يا إلهي! ما الذي فعلتُه؟".

و بعد ذلك لاحظ الكثير من الناس يخرجون من المدرسة مسرعين، فقام برمي السكين بعيدًا و لاذ بالفرار.



القاتل البريءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن