في تلك الأثناء، كان جون في طريقه إلى المدرسة، يمشي بخطوات سريعة قبل أن يدق الجرس، و قبل وصوله للبوابة سمع صوتا مألوفا:
"هيه جون".أدار جون رأسه و كان هناك ثلاث أولاد في نفس عمره، و كانت النظرات العدائية تعلو وجوههم.
تسارعت دقات قلب جون و قال بصوت خافت:
"ما الأمر يا روبرت؟"تقدم واحد من الأولاد الثلاث و قال:
"يبدو أن الحافلة قد فاتتك اليوم!".هزّ جون رأسه دون أن يقول أي كلمة، و اقترب الطفلان الآخران منه و أحاطوا به من كل جانب. كان روبرت يلعب دور الزعيم، و كان بحوزته كتاب، ثم ألقى به على الأرض بينما كان يتبادل النظرات مع جون، ثم قال ساخرًا:
"آه، لقد أسقطتُ كتابي، هل يمكنك التقاطه؟"ظلّ جون واقفا، ثم رفع رأسه و قال بشجاعة:
"أتظنُ أنني خادمك يا روبرت؟!"تغيّرت ملامح وجه روبرت، و قال بغضب:
"أصبحت تتكلم بطلاقةٍ الآن يا جون! هل نسيت ماضيك؟ ألم تكن تلحس حذائي الأسبوع الماضي؟"و عندها انفجر الأولاد الثلاث ضحكاً، و قاطعهم جون قائلاً:
"أجل، صحيح، لكن لن يتكرّر ذلك مجدداً".و هنا استشاط روبرت غضبا و ضرب جون بلكمة قوية، و سقط على الأرض ينزف من أنفه و راح يبكي بحرقةٍ، بينما كان روبرت و صديقيه يضحكون كالشياطين.
ثم انحنى روبرت و اقترب من جون و قال:
"ستعيش حياةً بائسة يا جون، و نهايتك ستكون أسوء من نهاية والدِك القذر".و في تلك اللحظة دقّ جرس المدرسة، التقط روبرت كتابه و ركل بطن جون بعنف، و قال لصديقيْه:
"هيا بنا، دعوه ينزف حتى الموت".