جلس جون بجانب كريس و قال له:
"هلّا أعطيتني سيجارة؟"
ابتسم كريس و صاح في ذهول:
"منذ متى و أنت تدخّن يا فتى؟ أيعلم والدك بشأن هذا؟"
ظلّ جون صامتا يحدّق في وجه كريس بنظرات خطيرة و أخرج الأخير سيجارة من جيبه و سلّمه إياها و قال:
"أصبحتُ أخاف من تلك النظرات يا فتى."
ثم أردف قائلاً:
"لكن ألا تعتقد أن هذا غريب نوعا ما؟ إنها المرة الثامنة التي يحاول فيها أحدهم قتلي في غضون ثمان سنوات، محاولة واحدة كل عام."
أجابه جون قائلاً:
"أتعتقد أنها كانت تحاول قتلك مرةً كل عام؟"
قال كريس بصوت واهن:
"لما لا؟ فأنا قاتل زوجها في النهاية."
ثم راح يفكّر مع نفسه و يُتمتم بصوت مرتفع.
و حينها نهض جون و قال له:
"يكفي جنونًا يا كريس. دعنا نذهب الآن."غادر جون رفقة كريس من الفيلا التي كانت تسمى "منزل الظلام" نسبة إلى اسم المافيا "دونكلهايت" و التي تعني الظلام.
كانت المهمة هذه الليلة انقاذ طفل اسمه "فين" و هو نجل واحد من رجال مافيا "ليخت" و الذي قام بخيانة رفاقه و أصبح جاسوسًا يعمل لصالح والد جون؛ زعيم مافيا "دونكلهايت"، و لما انكشف أمره قام زعيم مافيا "ليخت" باعدامه و احتجاز ابنه عنده.كان جون يقود السيارة، و كريس بجانبه يتذمّر و يصرخ قائلا:
"هذا جنون، هذا جنون!"
"اهدأ يا كريس."
"هاه؟ كيف تريدني أن أهدأ و نحن على وشك الموت من أجل انقاذ ابن العدو؟!"أوقف جون السيارة و صاح في وجه كريس قائلاً:
"كم من مرة عليّ أن أخبرك أن باول كان في صفّنا؟"
استشاط كريس غضبا بدوره و قال:
"لا، أنت مخطئ. الرجل الذي يخون مرة واحدة بامكانه أن يخون مئات المرات كذلك، ذلك الرجل كان يتلاعب بك يا جون."
"اصمت يا كريس. باول أخبرني بحقيقة مقتل أمي، هو من أعطاني سببًا لأعيش من أجله. لقد كنتُ على وشك انهاء حياتي قبل فترة، و لولا ظهوره لما كنتُ هنا بجانبك."لزم كريس الصمت لوهلة، ثم وضع يده على كتف جون و قال بصوت خافت:
"لقد رأيتُها يا جون، لقد كانت تبدو نائمة مثل الرضيع، لم يقتلها أحد يا جون، أنت قتلتها بفعلتك تلك."
انفجر جون غضبا و أبعد يدّ كريس عن كتفه و صاح:
"لن أصدّق شخصًا قتل صديقه بدمّ بارد، أنا متأكد أنها قُتلت، و الرجل الذي أخبرني بهذا كان يعلم هوية القاتل، لكن للأسف قُتل قبل أن يخبرني بذلك."ساد الصمت للحظات ثم أعاد جون تشغيل المحرّك و واصل القيادة، ثم سأله كريس:
"أنت لم تقتل أحدًا من قبل أليس كذلك؟"
"لا أدري، لكن سيتّضح ذلك قريبا."
"حسنًا، هل لديك خطة؟ أم نحن ذاهبان نحو موت محقّق؟!"
"أعرف مكان الفتى، إنه محتجز في منزل قريب من هنا، لقد كنت أراقبهم طوال الوقت."
"كم عدد الحراس؟"
"ثلاث رجال على ما أظن."
"دعهم لي اذن."
استغرب جون و قال:
"هل بامكانك أن تقضي عليهم بمفردك؟ أم تريد التباهي فقط؟"
ابتسم كريس و قال:
"لن أقبل أن تلطّخ يداك الصغيرتان بالدماء، فأنت القاتل البريء، و لن أسمح لك أن تفقد لقب البريء أبدا."وصل الثنائي إلى المنزل المنشود، و خرج كريس من السيارة و تقدّم في خطوات رشيقة كالفهد عندما يترصّد فريسته، و ما هي إلا بضع دقائق و الكثير من الطلقات النارية و الصراخ، حتى عاد كريس برفقة الولد "فين" و انطلق جون بسرعة مغادرًا المكان.