11- برود

869 36 22
                                    

استشاط كريس غضبًا و ألقى نظرات خاطفة من حوله، و راح يحاول البحث عن أي آثار تركها جون وراءه، و فجأة سمع صوتًا مألوفا و لما التفت وراءه أبصر زميله توم رفقة جون الذي كان مقيّدا بالأصفاد، و بادر توم بالكلام قائلا:
"يبدو أنك نسيت الطريق المؤدي إلى مركز الشرطة!"

ردّ عليه كريس بغضب:
"لماذا وضعت الأصفاد على يديه؟ ألا تعلم أنه طفل صغير؟!"

ابتسم توم و قال بنبرة حادة:
"لكنّه يظلّ مجرمًا..."

و قبل أن ينهي كلامه قاطعه كريس قائلا:
"ماذا تريد يا توم؟"
"أنا أطبّق القوانين بحذافيرها. السؤال موجّه إليك كريس، ما الذي تخطّط له؟"

تجاهل كريس سؤال توم و قال بصوت مرح:
"كيف حال أنجليكا؟"

تغيّرت ملامح وجه توم و قال بغضب:
"تبا لك يا كريس، ما المغزى من ذكر اسم زوجتي هنا؟"
"تمهّل يا رجل! أنا أسئلك عن حالها فقط"
"أنت تحاول استفزازي يا كريس أعلم ذلك، لماذا أنت معجب بهذا الفتى؟"
"لست معجبا به فقط، بل يتوجب عليك اخلاء سبيله حالاً."
"و ان لم أفعل، أستطلق النار عليّ مثلا؟!"

انفجر كريس ضاحكا في هستيرية، و بثّت تلك الضحكة القلق في نفس توم الذي تحسّس مسدّسه و قبل أن يحاول لمسه تلقّى رصاصة في يدّه التي كان يمسك بها قميص جون و سقط سلاحه أرضا، و صرخ توم بقوة من شدّة الألم و جثى على ركبتيه، و أقبل كريس بخطوات سريعة و التقط مسدّس توم من الأرض.

رفع توم رأسه و بدت عليه علامات الدهشة و الذهول، و صاح قائلا:
"سحقا لك يا كريس، ما الذي فعلته بي؟!"

و في تلك اللحظات كان جون واقفا من دون حراك، و لم يستوعب ما جرى هناك، و كان توم كالثور الهائج، ينزف بشدّة و يصرخ في وجه كريس الذي ظلّ هادئًا و كأن شيئا لم يحدث، ثم وجّه مسدّسه نحو زميله توم و قال بصوت واهن:
"أنا آسف تومي عليّ فعل هذا."

و بمجرد أن أنهى كريس جُملته توقف توم عن الصراخ و كأنه استوعب أمرا لم يفهمه منذ البداية، و رفع رأسه و نظر مباشرة في عينيّ كريس و قال:
"افعلها يا كريس."

أطلق كريس رصاصة أخرى من مسدّسه و لكن هذه المرة صوّب نحو الرأس.

تسمّر جون في موضعه، و تنهّد قائلا:
"يا إلهي!"

انحنى كريس نحو زميله توم الذي كان غارقًا في دمائه و أغمض عينيه اللتان كانتا تران بُعدا آخر بعيدًا عن صخب الحياة القاسية، ثم أخذ منه كريس مفاتيح الأصفاد، و قال لجون بصوت خافت و كأن شيئا لم يحدث:
"هيا بنا."

القاتل البريءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن