الآن بعد أن اكتشفنا ماضي مايكل وايت و جوناس و كيف زاد نفوذ دونكلهايت و ظهور مافيا ليخت، و قصة المحقق كريس و اكتسابه لمنصب مرموق في بيت الظلام بعد أشهر فقط من انضمامه للمافيا، بعد سرد كل هذه الأحداث سنعود الآن إلى الحاضر، لنركز على جون و سعيه لايجاد قاتل والدته.
قلنا، أن جون وايت أو "القاتل البريء" كما يدعوه كريس و البعض من رفاقه؛ أصبح أصغر عضو في مافيا دونكلهايت التي يتزعمها والده مايكل، و كان باول الذي انضم إلى مافيا ليخت _و الذي كان واحدا من أبرز رجال دونكلهايت_ قد أخبر جون أن والدته "السيدة وايت" لم تمت ميتة طبيعية مثلما ظنّ الجميع بل ماتت مقتولة، و لكنه لم يخبره عن هوية القاتل، بل كانت هذه آخر كلمات قالها لجون قبل مقتله:
"سأخبرك بهوية قاتل والدتك يا جون، لكن ليس الآن، لكن أؤكد لك شيئا واحدا: القاتل هناك في بيت الظلام، يعيش معك و يأكل معك من نفس الصحن."بعد ذلك الكلام لم يلتقي جون بباول مجددا، فمباشرة بعد عودته إلى زعيمه جوناس قام هذا الأخير باعدامه، لكن لماذا؟ أليس باول صديقه الذي أسّس معه مافيا ليخت بعدما غادر هو و بعض الرجال بيت الظلام؟!
الحقيقة، أن باول لم يكن أبدا صديقا حقيقيا لجوناس و لم يرغب أبدا في العمل تحت امرته و لم يشعر بالانتماء لمافيا ليخت، بل كان حبه لمايكل وايت أقوى من أن يقوم بخيانته رغم أن جوناس كان بدوره واحدا من أعز أصدقائه، لكنه شعر أنه من واجبه الإبقاء على احترامه لمايكل وايت، فباول شخصٌ يثق في الأقوى و له غريزة خاصة تخبره بمن يتوجب عليه وضع ثقته.
مباشرة بعد أن غادر جوناس دونكلهايت و رأى مايكل بعينيه أن الكثير من رجاله متعاطفون مع الرجل الذي طرده، شعر أن ثورة ما على وشك الحدوث، كان يتوقع أن يحدث ذلك، و لذلك لم يفقد هدوئه و رباطة جأشه، فهو لم يمنع أولئك الرجال من مغادرة بيت الظلام و الانضمام لجوناس، و في نفس الوقت قام بارسال باول _أكثر شخص يثق به_ ليذهب رفقة أولئك الرجال و يتظاهر بأنه بدوره يرفض المصيبة التي حلّت بجوناس، فقد أدرك مايكل أن صلة الصداقة ستمنع جوناس من التشكيك في نوايا باول.
و هكذا عمل باول جنبا إلى جنب رفقة جوناس في تأسيس مافيا ليخت، لكنه في نفس الوقت كان جاسوسا يخبر مايكل بكل المعلومات و كل تحركات جوناس لذلك لم تتمكن أبدا مافيا ليخت من مجاراة دونكلهايت طوال سنوات، رغم أن النزاع بينهما لم يكن كبيرا، بل كان مناوشات فقط من حين لآخر.
لكن يجب دائما أن يظهر ذئبٌ ماكر في كل قصة، كان المحقق كريس _الذي كما قلنا قد حاز على مكانة مرموقة في دونكلهايت_ مهتما جدا بمافيا ليخت، و راح يجري تحقيقات عنها كلما سنحت له الفرصة، و في يوم من الأيام، كان ذاهبا ليُدلي بتقرير لمايكل وايت، و فجأة لمحه يتحدث مع شخص ملثّم، لكنه تعرف على صوته، لقد كان صوت باول، و عاد كريس أدراجه، و شعر بالاثارة فجأة و قال في قرارة نفسه:
"حان الوقت اللّعب على جبهتين."مباشرة بعد تلك الحادثة، قام كريس بزيارة مقرّ مافيا ليخت و ادّعى أنه يرغب في الحديث مع الزعيم فحاول الرجال هناك اطلاق النار عليه، لكن جوناس منعهم قائلا:
"تمهلّوا يا رجال، دعونا نستمع لآخر كلماته."
ابتسم كريس ابسامته الخبيثة و صاح قائلا:
"جوناس، أنت تجهل الكثير بخصوص رجالك، دعني أخبرك بسرّ، واحدٌ من رجالك جاسوس يعمل لمايكل وايت."