الفصل الأول

4.8K 149 12
                                    

(مـستـوحى مـــن الــواقـــع )

فصل بتاريخ : 6/14/ 2023

#روايه_بدون_ضمان
من سلسلة رجل شرقي منقرض

⁦✍️⁩#بقلم_خديجه_السيد

الفصل الأول
_________________

في أحد الشوارع الشعبية ، أضاءت الأضواء المبهجة بأعداد كبيرة وبدأ بعض العمال في ترتيب الكراسي الملونه ( بالمفرش الأحمر) وسط الشوارع الرئيسية ، وآخرون كانوا يركبون زينة الزفاف الذي سيشهدونه اليوم!.

كانت تقف شيماء في شرفة منزلها وهي تنظر إلى ما يحدث بالاسفل بنظرات حزينة وفي ذلك الأثناء تقدمت والدتها لتنظر هي الأخري وتتابع ما يحدث باهتمام، في حين رفعت شيماء حاجبها في توجس ، وزمت شفتيها في امتعاض ويأس

= الله يكون في عونها.. يا ترى عامله ايه دلوقتي.

زمت والدتها شفتيها في إحتجاج عندما رأت
ابنها يقف في الخلف وينظر الى النافذة في الاعلي بحسرة

= بكره تتعود وتعيش ده نصيبها في الاخر، زي ما غيرها شاف حياته و نسي .. مش كده ولا ايه يا أسر

رفع عينه بفتور إليها ثم أخذت نفسا مطولا ، وزفر في تعب لـ يهتف بصوت مبحوح متوتر

= هاه ،آآ أنا رايح شغلي عشان ماتاخرش.. عن اذنكم.

ليرحل دون حديث آخر و لحقت به والدته بامتعاض ثم مطت شيماء شفتيها في حزن ، وأطرقت رأسها للأسفل ، ثم ولجت إلى الداخل ...

بينما في الاعلي بداخل أحد المنازل كانت تجلس فوق الفراش بائسة ، محطمة ،مكسورة ، بقاياها دفنتها داخليًا .. رغم أنها بارعة في رسم ابتسامات مجاملة وزائفة .. وكل ذلك يعود لـ فضل عائلتها التي كانت جزء من هذا التحطيم؟ فبدلا ان يساعدوها على اخذ حقها والخروج من العذاب بلا أجبرت ان تظل داخلة لتجد نفسها جرت بأذيال الخيبة .. الدمار .. اليأس..

لتخفض برأسها أرضا وهي تنظر إلى فستان زفافها الذي كان بين يدها وبدأت ان تقطع اجزاؤه بعنف وغل ودموعها تهبط دون توقف... وكان الألم يعتصرها من شعور الظلم و الخذلان .

نهضت هي من على الفراش الذي كانت متكورة عليه وتركت قطع الفستان الذي كان بيديها ليسقط أرضا ، وسارت بخطوات متثاقلة في اتجاه باب غرفتها لتنظر إلي والدها ووالدتها لتجد كلا منهم يجلس ويضع يديه تحت خده بعجز وحزن بينما وهي تصدر أنيناً خافتاً بسبب الآلم .. ونظرات باكية هي إلى والدها بعينيها الحمراوتين والمنتفختين ، تتمنى داخلها بشده ان يتراجع عما يفعله فيها الآن .

لكن قد تم ترتيبات كل شيء فهي تعلم جيداً أنه لا هناك مجال للرجوع !. هي لم تتخيل أن ليلتها ستكون دامية بحق ، لم يطرأ ببالها أن يفعلوا أسرتها بها هذا ، ولم تتصور أن يشارك والدها في تلك الجريمة معهم.. فـ حقاً لقد حطمها وألمها .. وأفقدها أبسط حقوقها .. بينما ظلت ترتجف بشدة ، وتبكي بمرارة وهي ترى المصير القادم المقبلة عليه ..

بدون ضمان (كاملة) لـ خديجة السيد من (سلسلة رجل شرقي منقرض)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن