الفصل الحادي عشر

2K 115 13
                                    

فصل بتاريخ : 16/7/2023

#روايه_بدون_ضمان
من سلسلة رجل شرقي منقرض

⁦✍️⁩#بقلم_خديجه_السيد

الفصل الحادي عشر
_________________

حاولت تجاهد أن تسحب وعيها من هذا
المحيط الأسود الذي يغلفها لتفشل للمرة التي
لا تعلم عددها، ترى من خلف أجفانها المنسدلة
هيئته رجل يعتلها ولم يبتعد الا عندما انهك روحها الصغيرة... شعور سئ تسلل لقلبها فلم تشعر بحماس عروس يوم زفافها مطلقاً.. جاهدت لإرجـاع رأسها للخلف و تعلقت مهرة عينيها بسقف الغرفة وهي تسمع صوت هماماته وهو يتنفس جانبها أعلي الفراش تدل على نومه العميق.

أغمضت مهرة عينيها لتشعر بمرارة لا توصف ذلك الآلم النفسي والبدني..هي رأت رجل ذي قوة وجبروت.. شخص لا يُستهان به! يتلذذ بالمها ولا يرحم، أيقنت هي أن هناك شيئاً ما بداخلها قد مات؟ شيء أُخــذ منها بالقوة  لتصبح بقايا اثـني.. أو حطـام .. فهي لن تنسى ظلمها يوماً؟ خصوصا بعد تلك الليله .

مر وقت وجاء الصباح وهي لم تنهض من مكانها لتغير ملابسها الممزقة و التي تلطخت بدمـاء برائتها بل ظلت على تلك الوضعية ترتجف وترتعش وهي تتآلم في داخلها من هـول ما مرت به.. وأجهشت بالبكاء علي حالها كانت إلى وقت قريب تلك الطفلة الصغيرة الطيبة الساذجة عديمة الخبرة، تسعى لإرضاء الاخرين! ولم يكن لها أي رأي حتي؟ و عليها إستسلام تام لأوامر أسرتها، دون حتي أن تنعم بحب والدها .. لكن رغم كل ذلك كانت حياتها بسيطة للغاية.. أحلامها بريئة .. مطالبها لم تكن بالكثيرة.. حلمت وسعت أن تغير واقعها الأليم التي نشأت به إلي واقع أفضل لتصبح شئ هام بيوم !. لكن مع الأسف تدمرت تلك الأحلام الوردية وأصبحت رمادية !.

تنفست بصعوبة بالغة بسبب ألمها فهي
قاومته رغم حالة الوهـن البادية عليها.. لكن مقاومتها لا تقارن بقوته المشحونة ضدها؟؟
فهي تقف بمفردها في مهب الريح ..جاهدت لتنسل من أحضانه حيث إزداد إشمئزازها منه حقا .

فكيف ينتظر بعد ارتجافها خوفا من بطشه طيلة معاشرته أن تسكن بين ذراعيه ليلا! شعرت به ليله كاملة يفترس جسدها المستباح امامه وهي رافضة لما تتعرض له فتكن تلك الليلة هي الأسوأ في حياتها بالفعل.. كانت راضخة بالقهر مقيدة بالخوف ومنتهكة بوعی کامل.. ولم يغب عن عقلها للحظة ما فعله بها بطريقة وحشية لا رحمة فيها

فكذلك الزواج المبكر مشكلة طفلة غير ناضجة لا فكرياً ولا جسدياً كيف يريد أن تقوم بدورها مع رجل ناضج !!. وهي طفله صغيره لم يكن بحياتها تعرف سواء اللعب و الدراسة .

وهنا تساءل العقل؟ أين الإنسانية بذلك..و الاخلاق.. والضمير.. و العقل.. لكن مع انحدار الأخلاق وتدنى القيم لا صوت للانسانيه ولا ظل للضمير !.

تمنت البعد و الرحيل !. لكن ليست الحياة بالامنيات وهي تعلم ذلك جيداً وبعدها عنه لن يتحقق بتمنيها.. إلا بموته أو موتها .

بدون ضمان (كاملة) لـ خديجة السيد من (سلسلة رجل شرقي منقرض)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن