الفصل السادس عشر الجزء (1)

1.7K 124 11
                                    

فصل بتاريخ : 5/8/2023

#روايه_بدون_ضمان
من سلسلة رجل شرقي منقرض

⁦✍️⁩#بقلم_خديجه_السيد

الفصل السادس عشر الجزء (1)
_________________

كانت كمن يقف على نيران متقدة وهي تقف بين الدرج بداخل منزلها و حقيبتها معها فركت قبضتي يدها بعصبية لاعنة تلك التعيسة التي تحظى بأثمن اللحظات بحياتها، لكنها لم تستطع منع نفسها من البكاء من شعورها بالخذلان فالجميع أصبح يبتعد عنها واحد يلي الأخر ولم يعد لها أحد ! وكل ذلك دار معها بسبب اعتداء متعمد عليها من قبل شاب أهوج في وعيه، فهي الضحية هنا وليست المذنب هنا! لكن الجميع يعاملها وكانها المذنبه في تلك القصه.. بكت في صمت متأثرة بكل ما خضعت له.

هبطت فريدة آخر خطوتين أمامها فوصلت في الدور الثاني، واستندت بيدها على الدرابزون وبدأ حلقها جافاً للغاية من فرط التوتر والخوف، حاولت أن تفكر بذهن صافٍ لتنجو ببدنها مما تورطت فيه من متاعب مقلقة مؤخراً .. لتفكر هل تعود إليهم وتتنازل للمره الثانيه عن حقها؟ هل تجعل كرامتها مداس تحت اقدام الجميع! هل تكسر نفسها للمره الثانيه! هل تتغاضى عن اهانتها بأبشع الطرق تعرضت لها، هل هي فعلا المخطئة؟.. هل بتلك الطريقه ستنال رضي أسرتها؟ عندما تترك حقها يضيع بلا ثمن! وتترك شخص مثل حسام يبخس بها بأعنف وابشع الطرق ويستمر في اهانتها واذاها دون توقف وكل ذلك حتى تجعل المجتمع ينظر اليها بنظره جيده .

لكنها لا تستطيع هذه المره ان تتنازل مجدداً قد فعلتها مره وتذوقت من العذاب اطيان .. ومن الندم أشد وإن كان يعتقد والدها أنه بهذا الشكل قد نجح في طحن مقاومتها للحصول علي مصلحتها بالتنازل عن حقها، إذن فستكون أكثر من سعيدة لتبيّن له أنه ليس هناك من يستطيع أن ينال سوى ما تريده هي منحه إيّاه، وإذا كانت خسارتهم مقابل عدم التنازل، ولا تعود إليهم؟ فاذا ستختار الخساره بكل تأكيد !!!!..

وقبل أن تتحرك للرحيل وهي لا تعرف أين؟
انتبهت لصوت عمها الآتي من الخلف وهو يهتف قائلاً

= فريده تعالي يا بنتي .

رفعت رأسها لتنظر ناحيته بوجه ملتهب من حمرة الآلم المكتوم ، وردت بإقتضاب عابس

= عم حسين! شفت أخوك عمل فيا ايه؟؟  طردني، طردني عشان كنت عاوزه اجيب حقي
طردني عشان مش قادر يواجه! طردني عشان قلت له انه جبان؟ قال لي اطلعي بره بيتي مش عاوزك و طول ما انتٍ مكمله في الطريق ده هتخسرينا ، ما يعرفش ان انا فعلا خسرتهم من زمان.

وقف عمها قبالتها، وحدق فيها مباشرة وهو يجيبها بجدية

= اهدي يا حبيبتي وما تقوليش كده، هو بس متعصب وحاسس بالعجز انه مش قادر يعمل لك حاجه ولا يجيبلك حقك .. انتٍ بنته يا فريدة وهتفضلي بنته وحته منه مهما عمل وحصل ما بينكم.. هو للأسف مفكر انه لما يعمل كده بيحوط على مصلحتك ويمنعك من اي اذيه

بدون ضمان (كاملة) لـ خديجة السيد من (سلسلة رجل شرقي منقرض)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن