الفصل الخامس عشر الجزء (1)

1.7K 104 16
                                    

فصل بتاريخ : 30/7/2023

#روايه_بدون_ضمان
من سلسلة رجل شرقي منقرض

⁦✍️⁩#بقلم_خديجه_السيد

الفصل الخامس عشر الجزء (1)
_________________

نحْن لا نمُوت حِين تُفارِقنا الرُّوح وَحسب، نمُوت قبْل ذلك حين تتَشَابه أيَّامنا ونتوقَّف عن التّغيير.. حِين لا يَزْداد شيءٌ سِوى أعْمارنا وأوْزانِنا.

جني الليل ليأتي العذاب من جديد كانت فريدة مستيقظه ولم تغفو من التعب والبكاء طول الوقت علي ما راح، فهذا حالها منذ خروجها من المستشفى تجلس وحيدة في غرفتها ولا تتحدث مع عائلتها ولا تجلس معهم! فأصبحت تتعامل معهم وكأنهم غرباء عنها، حتى الطعام تتناول القليل بمفردها ليساندها على العيش لا اكثر.

لكن داخلها قررت تلك المرة لم تستسلم إلي أي شخص مهماً كأن! تعلقت فريدة عينيها بسقف الغرفة لم ترمش عينيها وكأنها فى غيبوبة لتشرد عن واقعها الأليم تتمنى أن تفهم كيف طاوعت نفسها وتقبلت فكرت أن تتزوج من مغتصبها حينها؟ كيف واقفت أن تعيش معه تحت سقف واحد؟ وتتقبل أن تعاشر نفس الشخص الذي قتل روحها وأفقدها شرفها وحقوقها... عليها أن تعترف بأن أكبر خطأ ارتكبته بحياتها عندما تنازلت عن قضيها ولم تحارب أكثر من ذلك .. كأن يجب أن تقف أمام الكل حتي وإن كانت ستحارب عائلتها نفسها، والمجتمع.. والعالم .. وكل من يعترض .

تبدلت نظراتها للقسوة وألم وهي تتذكر كيف ارتسمت بعض الراحة الممتزجة بالتشفي بأعينه عندما بخسها كل حقوقها، بالأول شرفها وحقوقها القانونية و كرامتها و بالاخير طفلها وحرمها من الأمومة كلها فلم تستطع أن تولد و تحمل جنين اخر بعد ذلك! جزاء منها داخل أحشائها وتسمع كلمه "أمي" آه كم صعبة خسارتها هذه المرة .

كانت مستعدة لدفع أى ثمن للتخلص منه صحيح، لكن لم تتمناه أن تكون تلك هي الخسارة الفاجعة !!

لم تستطيع الإنكار بأن عائلتها أيضا السبب في تلك الحالة التي وصلت إليها معه.. فلم يجدوا حل غير زواجها من مغتصبها ليصمت الجميع
وبالمقابل فقدت الكثير و عانت، و سعاد والدته و حسام وافقوا علي الفور حتي يتخلص من سجنه فلم يكلفه زواجه بها كثيراً حيث كأن يريد والدها تزويجها ليطمئن قلبه كما أخبرها لذا تساهل كثيرا فى حقوق ابنته لينالها ذلك الخسيس ويفعل كما يحب تماماً .

تزوجته لمدة أربع أشهر و كانت أسوأ أيامها ، كانت تثق أن زواجها منه لم ينتهى بالخير لها وقد حدث بالفعل؟ تنهدت بألم وهى تتذكر تلك الأشهر التى عاشتها مع شبيه الرجال ذلك، و
لم ينغص حياتها الآن سوى استئصال الرحم واهانتها التي تعرضت لها، لتتحول حياتها لجحيم بفضله و بفضل أمه التي بدلا من أن تعترف بخطا أبنها .. بل عاونته على السير بذلك الطريق وتصلح من اخطائه حتى يتمادي من تلك الأفعال الشنيعة .

بدون ضمان (كاملة) لـ خديجة السيد من (سلسلة رجل شرقي منقرض)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن