الفصل الاول

118 5 1
                                    

كانت ليلى فى السادسه من عمرها جميلة جدا تحمل ملامح فرنسية رغم أنها مصرية ورثت جمالها من والدتها المولوده في رشيد وقد كان الفرنسيون يقطنون بها أثناء الحملة الفرنسية ويتزوجون منها فأصبح معظم أبناءها يحملون الملامح الفرنسيه

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

كانت ليلى فى السادسه من عمرها جميلة جدا تحمل ملامح فرنسية رغم أنها مصرية ورثت جمالها من والدتها المولوده في رشيد وقد كان الفرنسيون يقطنون بها أثناء الحملة الفرنسية ويتزوجون منها فأصبح معظم أبناءها يحملون الملامح الفرنسيه .. عندما أنتقلت الى شقة جارتهم الي تسكن نفس العقار ..ام دعاء اقرب الجيران لوالدتها..
كان هذا شئ قد أعتادت عليه منذ أن أصبحت أمها مريضة بالسرطان وتقضى فى المستشفى أسبوعا من كل شهر تتلقى فيه العلاج .. فكانت تأخذها جارتهما أم دعاء لتبقى عندها حتى عودة امها الى البيت مرة اخرى..
وفى احدى المرات طالت أقامتها لديهم عن كل مرة وتأخرت أمها فى العودة حتى قالت لها دعاء ابنة جارتهم التى تكبرها بعامين قائلة لها
- انتى عارفة ان مامتك مش هترجعلك تانى خالص ؟
سألتها ليلى ببراءة
- ليه مش هترجع ؟
- لأنها ماتت .. وده اللى خلى ماما تعيط امبارح .

لم يستطع عقلها الصغير وقتها أستيعاب فكرة الموت وكيف أنها لن ترى أمها مرة أخرى .. ولأنها أعتادت غيابها ورقادها الطويل بسبب المرض لم يبلغ بها الحزن مبلغا كبيرا,
وبعد أيام جاء الى بيت أم دعاء رجل يدعى سعيد ومعه زوجته وكانت ليلى جالسة على الأرض مع دعاء وشقيقيها الصغيرين داخل غرفة صغيرة تلعب بقصاصات الورق قد صنعت منها مركبا صغيرا .
قالت لها أم دعاء برقة وهي تمسك بيدها وتقدمها للضيفين
- ده عمك سعيد يا ليلى وزوجته السيدة عزيزة .. سلمي عليهم .
كانا شخصين لم تراهما ليلى أبدا فى حياتها من قبل .. صافحتهما بخجل وابتسمت لهما فكافآها بأن أعطياها علبة مليئه بالحلوى أخذتها وذهبت تقسم ما بها بينها وبين دعاء وشقيقيها أمام أعين الضيفين المبتسمين وعند استعدادهم للمغادرة قالت لها أم دعاء والدموع فى عينيها
- دول قرايبك يا ليلى وهيخدوكى تعيشى معاهم .
تقبلت ليلى الأمر بهدوء وذهبت معهما .
أعجبت ليلى ببيتهم .. فهو أفضل كثيرا واكبر من الحجرة التى كانت تسكن فيها مع أمها كما كان لديهم تيلفاز ملون وشرفة تقف فيها لترى الأولاد فى الشارع وهم يلعبون وكان لديهما ايضا أبنة جميلة وحيدة تدعى سها وكانت تكبرها بخمس سنوات وطلب منها سعيد وزوجته أن تناديهما بأبى وأمى كما تفعل سها ولأنها كانت خجولة وقليلة الكلام أخذت فترة طويلة الى أن تجرأت على منادتهما بهذين اللقبين ...
لم تفرح سها بوجودها ولم تتقبل بسهولة ان تأتى فتاة لا تعرفها وتشاركها حب والديها وتشاركها فى أشياء أخرى كحجرتها وسريرها وألعابها ولذلك لم تتركها تنسى ولو لمرة واحدة أنها متبناة.
عندما كبرت ليلى عرفت أن أمها كانت قد تزوجت من أحد رجال بلدتها الذى يعمل فى القاهرة فى مصنع ملابس.. وأنتقلت من بلدتها الريفيه للقاهرة
وبعد عام من زواجهما سافر والدها الى دولة الامارات للعمل وترك ليلى طفلة رضيعة وأمها وحدهما وبعد أشهر قليلة من سفره أنقطعت أخباره عن زوجته ... وجاءتها أخبار متضاربة عنه ... فهناك من قال أنه أدين فى قضية سرقة وتم حبسه وهناك من قال أنه تعرض لحادث وقتل .. وهناك من قال أنه تزوج وغير مكان عمله ولم يعد أحد من رفاقه اللذين سافر معهم يعرف عنه شيئا .. فأضطرت أمها أن تخرج للعمل .. فقد كانت غير قادرة على العودة الى بلدتها حيث زوجة والدها التى لن تقبل بعودتها بعد أن تخلصت منها بتزويجها , وبعد ثلاث سنوات من العمل الشاق كخادمة في البيوت أو المحال المحيطة أصاب أمها المرض الذى لا شفاء منه وماتت تاركة ليلى وحدها ...
كان سعيد قريب والدها الوحيد فى القاهرة وعندما ذهب لرؤيتها وقع حبها فى قلبه وقلب زوجته .. ولأنهما كانا يعرفان ما سيؤول اليه مصيرها ان أعطياها الى عمها شقيق والدها المعروف فى العائلة بقسوته وجبروته .. فقد عرضا عليه أن يأخذاها لتربى مع أبنتهما ولم يجدا من عمها معارضة .

بحر الاحزان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن