الفصل التاسع

36 4 1
                                    

في ستوكهولم  ... عاصمة السويد
كان يقف في غرفة الفندق يتابع معاونيه الجالسين أمام شاشات الحاسب الآلي والارقام تجري في تصاعد .. ملايين الدولارات تتسابق أمام صورة كل فتاة .. ففتياته ليست عاديات .. أنهن الاجمل في العالم .. ومازلت صغيرات السن وعذراوات .. والأهم أنهن رياضيات وراغبات بعرضهن للبيع.
ابتسم برضا .. فأفضلهن قد احتفظ بها لنفسه..
ليست الاجمل ولكنها الاطهار والانقى والاوفى قلبا .. لم يستطع أن يضعها بينهم فلن يقدرها أحد حق قدرها وقد لا تجذب الملايين من المال ولكنها قادره على جذب القلوب والأرواح.
تعجب لخفقات قلبه في تلك اللحظة من شدة شوقه إليها.. اشتاق الى هذا اللون الاحمر لوجنتيها كلما همس لها بكلمة شوق ..اشتاق الى صوتها الذي يخفت ويتلعثم كلما أخجلها
بكلماته .. في الليله الأخيره أراد أن يودعها  بطريقته الخاصة.. عندما اصطحبها إلى شقته
لكن براءتها وصدقها أثروا به بطريقة لم يتوقعها ولم يصدق نفسه عندما تراجع وخضع
لمشيئتها .. أنه القادر على اغواء اي امرأه مهما كانت قوة مقاومتها لكنه لم يتحمل أن تكرهه لو أجبرها.
- سيدي ؟
قاطع أفكاره مساعده وهو يمد له يده بالهاتف
- أنها مونيكا .. تقول أمر هام.
عبس سليم وهو يمد يده ليأخذ الهاتف .. أنها تعرف أنه غير مسموح لها بمخابرته هنا.. العمل سري ولا مجال للخطأ فهو يمس سمعة شخصيات مهمة جدا حول العالم واي خطأ قد تطير فيه رقبته لذلك رد عليها بغضب ....
- نعم ...
وظل يستمع لفترة ثم اغلق الخط دون رد.

*****************
نظرت ليلى في مرآة الحمام وفجعها ما رأت ..
كيف كانت تجلس أمامهم بهذا المنظر البشع .
شعر أشعث ومتشابك لا شكل له .. وعينان حمراوتان ومتورمتان من كثرة البكاء وقد تلطخت وجنتيها وانفها وفمها بمزيج من الشحم الاسود وعصير البطيخ الاحمر..
أما رائحتها فهي مزيج من رائحة الشحم ورائحة السمك ..بسبب الخزانة والبطانية حيث نامت وتغطت .. بالإضافة الى رائحة العرق .. مزيج منفر ومقرف ..
تأوهت ببؤس وقالت لنفسها
- ده كان عندهم حق يبصولي وكأني جايه من كوكب تاني .. ما عامله زي القطه الجربانه اللي لسه طالعه من صندوق الزباله.
ظلت ليلى تنظف في نفسها وتغسل شعرها لوقت طويل .. وعندما خرجت ..كانت تشعر انها انسانه جديدة نظيفه ومنتعشه .. والاكثر من هذا أنها في امان .. ارسلان رجلا طيباً وعملها برقة ورغم فظاظة أدهم وقسوتها إلا أنه قبل بوجودها وتركها تستخدم حجرته واهتم بها وجلب حقيبة الإسعافات الأولية واجلسها على المقعد وركع أمامها يشق سروالها بالنقص ليضع المطهر ويعالج جرح ساقها المصاب وهو يقول:
- الحمد لله.. الجرح طلع بسيط مش زي ما كان باين عليه.
بعد أن نظفه وضع عليه ضماده مضاده للماء وتركها وخرج هو وارسلان.
ارتدت ليلى الملابس التي احضروها لها ..سروال من الكتان وبلوزه كريمي فاتح
قصيرة الأكمام .. كان السروال طويلا بعض الشئ وقد استنتجت أن صاحبتهم التي اعارتهم لها ستكون طويله ونحيفة
جلست تمشط شعرها بالفرشاة وتركته منسدلا على ظهرها .
همت بالخروج فأكتشفت أنها لا تملك حذاء.. فخرجت إلى الممر حافية القدمين.
عندما وصلت إلى حجرة الجلوس وقفت تراقب الجالسين هناك بحذر .. لم يشعر أحد بوجودها فراحت تتأملهم بفضول.
كانوا ستة أشخاص سبق لها أن تعرفت أربعة منهم .. وقف ادهم على البار يشرب المياة الغازية وقد أبدل ثيابه ..يلبس شورت جينز وقميص جينز ملامحه تعكس مزاجه الحاد .. وعلى أحد الارائك الجلدية الوثيرة .......
جلس أرسلان وبجواره زوجته الشقراء تاليدا .. لا تعرف أين رأتها في السابق .. وكانت ذراعه تحيط بخصرها وهما يتحدثان ويتهامسان .

بحر الاحزان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن