صاحت سها بغضب:
هو ايه اللي خايفة .. خايفة من ايه هو انتي لسه عيلة صغيرة ؟
انخفضت ليلى رأسها وقد احمر وجهها خجلا من روئية البعض يلتفتون إليهم بسبب صياح سها ..وكذبت قائلة:
- اسفة .. بس دي اول مرة اسافر لوحدي.. وحيكون مع ناس غريبه عني ..وممكن يضايقوني لو معجبهمش شغلي ..خاصة اني من وقت تخرجي اشتغلت معاكي ف الشركة كموظفة استقبال ومعنديش اي خبرة سابقة كمضيفة او في خدمات المطاعم
شحب وجه سها وهي تنظر إلى هذه البريئة.. وقالت لها بغضب وتوتر :
- اهي فرصة ليكي علشان تتعلمي.
ثم قست ملامحها وهي تتابع
- مبقاش فيه فرصة للتراجع دلوقت.
تمتمت ليلى بإستسلام وهي تتراجع في مقعدها.
- عارفة .. أن بابا محتاج الفلوس دي.**********
عادت سها معها إلى الإسكندرية بعد يومين بعد أن اقتنع والديها بحجة غيابها لفترة .. وكان والدها أكثر من أبدى قلقه وانزعاجه من هذا التغيير في مكان العمل وراح يوصيها بأن تنتبه لنفسها وتتواصل معه بإستمرار لكي يطمئن عليها .
كانتا صامتتان خلال ساعات السفر وكان حال سها غريب ..وشكت ليلى أنها حزينة لفراقها.
كانت ليلى ترى ملامح الحزن والقلق في عينيها وهي تودعها في الميناء .. وقالت :
- حبقى اتصل عليكي علشان اتطمن على بابا ومتنسيش اللي اتفقنا عليه ..لما يتصل سليم بيكي اشرحيله الموضوع وعرفيه السبب اللي خلاني اوافق على الشغل ده وقولي له ميزعلش مني .. واني حأحاول اتصل بيه.
كنت اتمنى اني أقوله بنفسي بس زي ما قلتي اكيد مكانش حيوافق ابدا .
عندما احتضنت ليلى اختها مودعه..تملصت منها بسرعة وكأنها تكره احتضانها وهذا ما جرح احساسها بشده .
صعدت إلى اليخت و استدارت لتلوح لها فلم تجدها على الرصيف ..
ابحر اليخت بمجرد صعودها إليه فورا متجها إلى ميناء ليماسول - قبرص حيث أنها علمت أنها أول محطات الرحلة والتي ستكون أول مرساة لهم كما علمت مسبقا من السيدة مونيكا.
كانت تحلم دائما .. أن ترى ما بعد الأفق وكم قرأت عن مدن قبرص بطبيعتها الخلابة .. التي سيرسو بها في رحلتهم وتمنت زيارتها ..
نيقوسيا العاصمة الجميلة بمناظرها الطبيعية وتراثها الرائع وليماسول الميناء التجاري الاول وبافوس العاصمة الثقافية المليئة بمعالمها السياحية الفريدة ومقابرها التاريخية وحدائقها الأثرية وصخرة افروديت ألهة الحب والجمال .ولارنكا وهي الميناء الثاني لقبرص وبعدها المعارض الفنيه والمتاحف الأثرية بالإضافة إلى الطبيعة الخلابة .. تمنت أن يحالفها الحظ ولو برؤيه شئ من هذا في وقت الراحة من العمل ولو ساعة واحده في كل مرسى لهم.
أنت تقرأ
بحر الاحزان
General Fictionقصة واقعية جدا ولكن أحداثها تدفعك لتعيش بخيالك احزان ليلى ومعاناتها في رحلتها المريرة القاسية..