- ليلى .. مش مصدق أني لقيتك أخيرا حبيبتي ....
هزت رأسها بذهول وهي تردد
- لا مش معقول انت تاني .. لاااا.
وسقطت مغشياً عليها لأول مرة في حياتها
بين ذراعيه .
لم تصدق ليلى ما يحدث لها .. لقد عادت من حيث بدأت .. على ذلك اليخت مجدداً...
أفاقت من اغمائها لتجد نفسها في فراش واسع مريح في حجرة ذات سقف منخفض
وعرفت اين هي ..
قفزت من الفراش واسرعت إلى الباب يسيطر عليها الذعر بأبشع صوره .. فتحت الباب لتسقط مرة أخرى بين ذراعي سليم فتراجعت إلى الوراء وكررت القول
- لا .. انت تاني .. ارجوك سيبني امشي .
اكتفى بمد يده إليها قائلا بهدوء
- متخافيش يا ليلى.. انا مش ممكن ااذيكي.
هزت رأسها وقالت باكيه
- اكيد حتأذيني .. ما انت سبق واذيتني قبل كده.
انزل يداه إلى جانبه بإحباط
- صدقيني مش انا سبب وجودك على اليخت
ومش ممكن اعمل معاكي حاجه زي دي ابدا .. انا كنت عايزك زوجه ليا .
قالت بلهفه وجسدها يرتجف
- طيب لو كلامك صح سيبني امشي من هنا ..
لو كنت بتقدرني زي ما بتقول يبقى مش حأقبل اني اكون في مكان زي ده .. مش كده .
- ده مش يخت مونيكا يا ليلى .. ده يخت تاني ومفيش فيه حد غيري أنا و أنتي ..
اطمني .
فقالت وهي تسير بحذر إلى الباب
- حرجع الفندق .. فيه اصدقاء ليا مستني
هناك وحبقى اقابلك ونتكلم بعدين .
وصلت إلى الباب ولم يمد يده ليوقفها ولكنه قال :
- صعب اني اسيبك تمشي دلوقتي .. اليخت اتحرك بينا وابتعدنا كتير عن مونت كارلو.
تجمدت في مكانها وتابع
- متخافيش من حاجه .. انتي فى امان معايا .
أسرعت إلى النافذه وازاحت الستائر ..كان يقول الحقيقه.. كان اليخت مبحرا بالفعل .
كان كابوسا يتكرر وتعيشه من جديد وللمرة الثانية تفقد وعيها .*************
أراد ارسلان أن يستمع شجاعته ويواجه واقعه
لأول مرة .. في هذا البيت الكبير توجد حياته
الحقيقية .. الحياة التي ما كان يتجاهلها وينكر حقوقها عليه .. كان لابد من صفعه ليفيق .. ليعرف الفرق بين الطيب والخبيث
فتح الباب وهبت ريح تخيلها وكأنها ريح الجنه تهب في وجهه تبعها صياح ولديه
وهما يقفزان على السلم الرخامي ..تلقاهما بين ذراعيه ووجد الدموع لأول مرة تملأ عيناه .. سلمان البالغ تسع أعوام والذي يشبهه كثيرا وراجح البالغ خمس سنوات ويشبه أمه أكثر .. وعندما رفع وجهه رأى سلمى زوجته تقف وابتسامه هادئه على شفتيها ..متواريه خلف الباب .. تضم حجابها
لأن السائق ما زال يجلب الحقائب.سلمى
أنت تقرأ
بحر الاحزان
General Fictionقصة واقعية جدا ولكن أحداثها تدفعك لتعيش بخيالك احزان ليلى ومعاناتها في رحلتها المريرة القاسية..