استيقظت ليلى أثناء الليل دون أن تعرف سببا لإستيقاظها..
لمحت صينية عشاء موضوعة على المنضده .. يبدو أن أحدهم قد أحضرها وهي نائمه .. لكنها لم تكن جائعه .. ففضلت العوده الى النوم..شعرت بالبرد فقامت لتفتح الخزانه ..وجدت بها غطاء صوفيا .. أخذته وتغطت لتشعر بالدفء وتنام مرة أخرى في سبات عميق .. استيقظت مره اخرى صباحا ..
وقامت من السرير تبحث هذه المره عن أي شئ حذاء لترتديه فهي لن تخرج حافية مرة أخرى حتى وجدت واحدا خفيفا رجاليا ..
تذكرت انها قد خلعت حذاءها وقذفته في البحر أثناء انتقالها إلى هنا حتى تستطيع التسلل دون صوت .. لتأخذ صينية العشاء التي لم تمس إلى المطبخ .. بعد أن تناولت قرصي الدواء الموجود على الصينية ..
لتخفيف الم ساقها.صعدت إلى سطح اليخت ..الذي كان يشق طريقه في الماء بسرعه ..
وقفت ليلى عند السياج.. تطلع إلى الشمس وتستمتع بدفئها وتستمد منها نشاطها.. وقررت أن تكون مفيدة في هذا المكان .. فهي ليست بضيفة هنا على اية حال .. قامت برص المقاعد الموجوده على السطح ودلفت إلى المطبخ لتنظيفه .. وبعد أن انتهت منه استعدت لتحضير الفطور .
ظهر ادهم فجأة نازلا إلى غرفة الجلوس وبنظرة سريعة إلى المكان عرف بما قامت به.
وقال بجفاء دون أن يلقي تحية الصباح:- لو حتجهزي الفطار..خليه لاربع أشخاص بس..الستات هنا مش بيصحوا بدري .
هزت رأسها بطاعه فتابع بلهجة تحذير
- ابقي خدي بالك مينفعش اميلي على حاجز اليخت بالطريقة اللي عملتيها من شويه .. من حسن حظك أن اليخت ماشي بطئ .. لو بسرعته العادية كان زمانك وقعتي في البحر ومحدش كان حياخد باله.أنهى كلامه وصعد مره اخرى ....
فكرت .. لقد رآها في الوقت الذي ظنت أنهم نيام وأنها وحيده .
كان يجب أن تعرف أن هناك من هو مستيقظ
فاليخت لا يقود نفسه .كانت منهمكة في تحضير الافطار عندما استيقظ ارسلان وفهد ..والقيام عليها تحية الصباح ببشاشه مما رفع من معنوياتها بعد
معاملة ادهم الجافة لها.وضعت لهم الفطور على المائدة الموجوده على سطح اليخت وكان ريمون قد انضم لهم.
اثنى ارسلان وفهد على الطعام كثيرا ..في حين اكتفى ادهم بهزة رأس وشكرا ريمون
وابتسامة سعيدة على وجهه .. فقد خففت عنه بعض من أعباء العمل التي يقوم بها..
فأبتسمت له.
اجفلها ادهم بصوته الحاد وجعلها تعود إلى المطبخ خانقة وهو يقول:
- كلنا بتشرب القهوة تقيلة و من غير سكر.
أنه حتى لم يدعوها للإفطار معهم مثل
ريمون .. هل لإنه يراها أقل منه مقاما؟
صنعت لنفسها شطيرة وكوب من الشاي
قبل أن تصنع القهوة .. فلينتظر حتى تفطر ..
هي ليست بخادمته وان كانت قد تطوعت زوقيا منها لتحضير الافطار فليس معناه
أن يعامله كخادمة .. ولكنها عادت وفكرت
أنها لا تستطيع الاعتراض فهي متطفله عليه
وعلى اصدقائه ويجب أن تدفع ثمن إقامتها.
وجدت آلة صنع القهوة السريعة كانت قد وضعت الاكواب وبدأت تصب القهوه عندما
فوجئت بفهد يقف امام البار ويبتسم لها
وقال:
- هل تحتاجين للمساعده؟
ردت بسرعة وفظاظة
- لا .. شكرا
رفع حاجبيها بدهشه وقال بجدية ..
- انتي لا تحبينني أليس كذلك.
ارتبكت وهي تنظر له وتقول:
- اسفه لو ده الانطباع اللي وصلك مني .. انا مش بكرهه حضرتك .
قال بصراحه:
- كنتي تختبئين في غرفة ادوات الصيد ورأيتني مع تاليدا هناك .. لا الومك أن اختي هذا الانطباع السئ عني ولكن لا تظلمني.
دهشت ليلى باستخفافه بما فعل مع صديقه
فأستفزها لترد عليه:
- بظلمك .. ؟!! كنت بتخون صديقك مع زوجته وتقولي بظلمك....
- ولماذا لا تقولين أنها زوجة خائنه قامت بإغواء صديق زوجها.
ردت مصدوهة من رده
- وانت برئ ومغلوب على امرك .. مش كده؟
دهشت عندما ضحك بصبيانية ..
- لست بريئا جدا في الواقع .. ف٥نا ضعيف أما النساء ولست معتادا على رفض دعوة صريحة من امرأه جميلة.
- طيب وصاحبك ملوش اي اعتبار عندك؟
هز رأسه بإستخفاف وقال
- هو الكلام .. من يتزوج امرأة مثلها ويعرف عنها ما يعرفه.. لماذا يلوم الآخرين إذا ما أخذوا ما يعرض عليهم.
صدمها كلامه وابتئس وجهها .. فرقت نظراته لها وقال :
- صدمتي من كلامي أليس كذلك؟
- انتي بريئة وصغيرة .. وآسف لأن اخبرك أن الحياة ليست كما كنتي تنظيمها .. وأعتقد أن تجربتك الأخيرة خير دليل على ذلك.
ثم مد يده ولمس يدها بأصابعه فأجفلت وسحبت يدها بسرعة لتصطدم بأحد أكواب القهوة الساخنه وتنسكب على اصابعها فصرخت.. اسرع فهد إلى جوارها وأمسك يدها المحترقة وهو يتمتم بعبارات الاسف.
- انا آسف حبيبتي لم اقصد ايذائك.
جاء صوت أدهم باردا كالثلج من خلفهم
- ايه اللي بيحصل هنا؟
أخبره فهد دون أن يستدير
- لقد أحرقت القهوة يدها.
دخل أدهم إلى المطبخ نافذ الصبر مزيجا لفهد من طريقه بفظاظه وأخذ اناءا عميق ملأه بالثلج ..
حركاته العنيفة والسريعة جعلت ليلى تنكمش وتنسى الالم في اصابعها .. كما ابتعد فهد ..فقال ادهم بحده
- ارسلان مستني القهوه .. انت مش قلت داخل اجيبها ..؟
أنت تقرأ
بحر الاحزان
Ficción Generalقصة واقعية جدا ولكن أحداثها تدفعك لتعيش بخيالك احزان ليلى ومعاناتها في رحلتها المريرة القاسية..