تحاملت ليلى على نفسها وتسلقت سلم اليخت بعد أن اوصلها صديقها البحار الطيب بهذه الطوافه ذات المجاديف وما أن وصلت إلى السطح وقفت مندهشة تتأمل حولها.. فقد وجدت اليخت لا يقل فخامة عن اليخت السياحي الذي كانت فيه.
حاولت الا تصدر صوتا وهي تخطو لكي تبدأ رحلة البحث عن مكان للإختباء ولكن معدتها كان لها تفكيرا خاصاً بها واصدرت صوتاً مزعجاً لتذكرها أنها لم تأكل شيئاً منذ صباح الأمس وهي ايضا عطشه وقد يطول اختبائها
فيجب أن تحصل على بعض الزاد....
و دون أن تفكر بعواقب ما تفعل نزلت درجات
السلم إلى داخل اليخت وكانت الاضواء خافته بالداخل ولكنها استطاعت أن تميز أنها بحجرة جلوس مودرن كبيرة تضم عدد من الارائك والمقاعد الجلدية الوثيرة وكان على يمينها مطبخا مفتوحا على حجرة الجلوس ببار من الخشب المصقول عليه رخامه لامعه بلون العسل ...توجهت إلى البراد الكبير و لعابها
يسيل ولم تدرك كم هي جائعه الا عندما فتحت البراد ووقعت عيناها على كل ما لذ وطاب من اللحوم والدجاج والجبن متعدد الانواع .. لحوم بارده ومعلبات لا تعرف ما تحتويه معظمها ..وقررت أن تأخذ القليل من اللحم البارد وبعض الجبن و فاكهة.. فلا يجب أن يشعر أحد بأن شيئا مفقودا ..لكنها لم تستطع مقاومة شريحة البطيخ القابعة في طبق على أحد الرفوف فسحبتها دون تردد..
ثم أغلقت البراد ولمحت سلة الخبز وقبل أن تمد يدها إليها سمعت صوت باب يفتح ويغلق,
اختبأت تحب البار بسرعة ولعنت نفسها على فجعتها ..سيكتشفون وجودها حتى قبل أن يتحرك اليخت..وسمعت صوت خطوات تقترب من حجرة الجلوس .. تبدو أنها لإمرأه .. كعب حذائها يدق على الارضيه الخشبيه .. وتنادي:
- ادهم .. ادهم.
كانت تنادي على شخص يدعى أدهم وتابعت بلغه عربيه بلهجه مغربيه :
- حبيبي انت هنا؟
دعت ليلى أن لا تدخل تلك المرأة إلى المطبخ وأن تعود إلى غرفتها ..لماذا هي مستيقظه الٱن ؟ وعادت تلعن نفسها على غباءها.. لم تذهب المرأه كما تمنت ليلى ..وبعد لحظات بدأت تشم رائحة دخان سجائر فكادت أن تبكي.. ستشرق الشمس بعد قليل وقد يستيقظ الباقون وقد يكتشفون وجودها قبل أن يتحرك اليخت مغادرا وحينها ستفشل خطة هروبها قبل أن تبدأ..بعد دقائق سمعت شخص ينزل الدرجات ويقول بدهشه :
- جميلة ؟ .. انتي ايه اللي مصحيكي دلوقتي؟
تحركت المرأه وهي تقول بدلع:
- لم استطع النوم بعد شجارنا بالأمس .. ذهبت إلى حجرتك ووجدتها خالية فقلت أنك ربما تكون مثلي قد جافاك النوم.
رد ادهم ببرود:
لأ مش صح .. انا صحيت بدري علشان استعد للإبحار باليخت واسخن المكنه.
يبدو أن جميلة قررت تجاهل بروده في معاملتها وقالت بدلال
- ادهم حبيبي .. انت ما زلت غاضبا مني؟
- بلاش تنعمي في صوتك يا جميلة علشان مش لائق عليكي الحنية دي .. اتفضلي روحي نامي علشان حنتحرك خلال ساعه .
كان يريد التخلص منها هذا ما وصل إلى إدراك جميلة فاستشاطت غضبا وأطلق لسانها كلمات سريعة لم تفهمها ليلى بدت أنها شتائم .. قالتها باللغة الإسبانية ثم انصرفت مسرعة.
ذفر المدعو ادهم بقوه وقال بحنق شديد وبصوت مسموع :
- الستات دي حتى لو كانوا اميرات .. لما ميصلوش للي هما عايزينه بتبقى لسنتهم طويلة وبيبقوا ولا بنات الشوارع.
ذهب ادهم أيضا وساد السكون.. بعد لحظات خرجت ليلى من تحت البار لتسحب الخبز وزجاجة ماء وتصعد إلى السطح .
تحولت السماء إلى الوردي الباهت الممزوج بالازرق الفاتح ..وخيوط الشمس تطل بآشعتها على الماء.. مشهد كانت ليلى تود أن تقف لتتأمله ولكن للأسف يجب أن تجد مكان للإختباء قبل أن يستيقظوا.
سارت وهي تعرج إلى مؤخرة اليخت تحتضن الاكل بين ذراعيها تبحث عن غايتها وقبل أن تصاب بالاحباط وجدت غرفة بابها على السطح .. فتحتها بحذر .. فقد تكون لأحد البحارة .. وقد تجد أحدهم نائما بالداخل .ولكنها لم تجد أحد .. كانت الحجرة صغيرة تراصت بداخلها ادوات الصيد بكافة أنواعها وأنابيب الأكسجين خزانة بباب جرار تحوي بدل الغطس .. وهي التي تناسبها .. للاختباء بداخلها..
وجدت أيضا بطانيه صغيرة .. فرشتها في قاع الخزانة لتسهل عليها الجلوس .. كانت رائحتها كرائحة السمك ولكن لا خيار لديها.....
جلست تتناول بعض الطعام سريعا مقتصدة على قدر الإمكان وخبأت الباقي في زاوية الخزانة ثم دخلت الى الخزانه وجرت الباب الجرار لتغلقه .. لم تتوقع أنها تستطيع النوم في هذه الوضعية الصعبه القاسية.. لكن عليها النوم وسقطت صريعة له على الفور من شدة التعب والارهاق.
أنت تقرأ
بحر الاحزان
General Fictionقصة واقعية جدا ولكن أحداثها تدفعك لتعيش بخيالك احزان ليلى ومعاناتها في رحلتها المريرة القاسية..