وقفت ليلى بجوار الصالون الكبير الذي اجتمعت مونيكا بهم فيه سابقا تشاهد وعينيها مذعورتان ما يحدث بالداخل ..قطع من اللحم العاري ..خليط من الأصوات والضحكات و فرقعة الكؤوس ..
لن يجديها نفعا التحجج بالمرض وقد جاءتها الأوامر بالانضمام لزميلاتها فقد ذهبت لها ميرا لتناديها ساخرة وقالت :
- السيدة مونيكا تريدك وتقول إن مرضك طال أكثر من اللازم .. أسرعي حتى لا ترسل لكي من يجلبك بطريقة لن تعجبك.
قفزت تفكر وترتعش بخوف ..ماذا تفعل؟
كيف تستطيع مقاومتهم والخلاص منهم؟
أخبرتها نجلاء أن لا خلاص منهم إلا إذا كانت جثة هامدة وهذه ايضا يبيعونها أعضاء مفككة.. للإستفاده منها.
العقاب الذي قد يلحقوه به أشد من اي عذاب قد تتخيله.. إذن لا سبيل لها سوى أن تطيعهم وهذا مستحيل.
كان يراقبها زوج مونيكا من بعيد واقترب منها وهي تنظر له بخوف وهو ينظر لها ويبتسم ابتسامه صفراء زادت ملامحه قساوة وسألها :
لماذا تقفين هكذا ؟.. ولما لم ترتدي اليونيفورم الخاص بكي ؟ أليس لديكي عمل تقومين به؟
هزت رأسها بضعف وقالت:
لأ معنديش حاجه اعملها ..ومش ده الشغل اللي جيت علشانه.
ضيق عينيه واختفت ابتسامته قائلا بصوت بارد :
- بدلي ملابسك وادخلي بين الضيوف وقومي بعملك الذي قبضتي من أجل القيام به.
ارتعش جسدها واقتربت من البكاء وقالت تتوسل له:
- ارجوك.. انا عايزة ارجع بلدي وحرجع لكم الفلوس اللي اخدتها منكم.
صمت الرجل للحظات يقيمها بعينيه بنظره غامضه ثم قال:
اتعرفين عقاب من يعصى الأوامر ؟
نعم .. هي تعرف فقد أخبرتها نجلاء ..أن أقل شئ هو الصعق والضرب ..يليها الاغتصاب الفردي أو الجماعي ..والاستبعاد من العمل على اليخت على انت تباع لأحد الملاهي الليلية بقبرص للعمل كعاهرة .. أو حتى الانتهاء ببيعها لأحد المراكز الطبية لإستخدام اعضائها البشريه لمن يحتاجها .. فهم لن يغلبوا في أمرها وسيقتادوها إلى مصيرها حتما.
قالت بتوسل مره اخرى
- ارجوك .. انا منفعش في الشغل ده..
انا معملتش حاجه زي دي قبل كده ومكنتش اعرف حاجه عن الشغل قبل ما آجي هنا.
قال بسخرية بارده
- حقا؟.. إذن صديقنا المشترك لديه ما يفسره لنا.. تعالي معايا.
وجذبها من ذراعها بقسوة غاروا أظافره بجلدها واتجه إلى باب جانبي يفضي إلى صالون صغير لا يصله صوت الموسيقى والضجه سوى قليلا..وعلى إثر الضوء الخافت رأت السيده مونيكا بأحضان رجل تجلس فوقه بطريق فاحشة ..نظرت ليلى بحده إلى وجه زوجها متوقعه صدمته وثورته ولكن ولذهولها كان هادئا جدا وبارد وهو يقول:
- لدينا مشكله هنا.
ظنت ليلى أن مونيكا لم تسمعه أو أنها تتجاهل ما سمعته لكنه ابتعدت ببطء عن الرجل وقالت بتأفف
- ماذا حدث؟
تحدث اليها بلغة غربيه لم تفهمها .. ربما هى اليونانيه وعلى إثر ما قال ..اعتذرت من الرجل الجالس إلى جوارها كي يتركهم وحدهم لبعض الوقت ..
وقف الرجل وخرج.
سألتها مونيكا بنظرة قاسية وهدوء بارد:
- هل انتي عذراء؟
هزت ليلى رأسها بالايجاب.
- ايوه .. ومكنتش ..
قاطعتها مونيكا بإشارة من يدها
- فهمت ..فهمت لكن اللي انتي عايزاه ده مستحيل.
ثم لوت شفتيها بإستغراب وتابعت.
- لم يعتد سليم على توريد من هن مثلك ولكن لا مشكلة ..لدينا الزبون المناسب لكي وستعتادين الأمر بعدها ..سنعلمك كل شئ لا تقلقي.. هناك أكثر من واحده مثلك بهذه الرحلة .. سيساقون لمصيرهم معكي.
صرخت ليلى بضعف وقلت حيلة:
- لا ارجوكي سيبيني امشي.
تجاهلها مونيكا ونظرت لزوجها
- تعرف ما عليك فعله ولا اريد ضجه حول هذا الأمر.
سألها بإستغراب :
- الن تتصلي بسليم لإستيضاح الأمر منه.
- لا.
صار زوج مونيكا وهي وراءه تفكر أنها نهايتها .. وقالت له :
- استطيع شغل أي وظيفة حتى بالمطبخ أو كعاملة نظافة .. مش مهم .. وصلا إلى إحدى الغرف وفتحها وادخلها بها دافعا لها بقوة ثم قام بإغلاقها عليها بعد أن قيدها وكممها ..
لتجد نفسها في مواجهة ثلاث فتيات من جنسيات مختلفة.. مقيدين ومكممين أيضا واهلكها الخوف من مصيرها وهم معها..
![](https://img.wattpad.com/cover/341174567-288-k349393.jpg)
أنت تقرأ
بحر الاحزان
Narrativa generaleقصة واقعية جدا ولكن أحداثها تدفعك لتعيش بخيالك احزان ليلى ومعاناتها في رحلتها المريرة القاسية..