أدخلها سليم إلى حجرته الخاصة واغلق
الباب عليها من الخارج بالمفتاح .. كانت
قد استسلمت لمصيرها .. ولم يعد لديها
القدره على المقاومة.
دارت بعينيها تتأمل ما حولها .. سرير اسود وفراش اسود واغطيه حريريه سوداء وسجاد
اسود وستائر سوداء .. الجدران فقط بيضاء .
طلب منها سليم أن تستعد لكتب الكتاب .. ولكنها لا تعرف كيف تستعد ..
انسابت دموعها من جديد وهي تقف في منتصف الغرفة لا حول لها ولا قوه .
فتح الباب ودخل سليم ونظر لها عابسا وقال
- انتي لسه واقفه زي ما انتي ؟
اقترب منها وكان يحمل علبة مستطيلة وقال
- البسي دول .. المأذون وصل .
تجمدت الدماء في عروقها .. واتسعت عيناها
من الخوف .. جز سليم على أسنانه من غاضبا
من ردة فعلها وصاحب :
- بلاش تختبري صبري يا ليلى .. لغاية دلوقت انا بتعامل معاكي بطريقه كويسه .. فبلاش تدفعيني لتغيير معاملتي ليكي .
ثم ألقى بما في يده على الفراش وقال قبل
خروجه :
- قدامك نص ساعة بس بعدها حأرجعلك ولو
ملقتكيش جاهزه حضطر اني اساعدك بنفسي.انكمش جسدها وارتجفت شفتيها فتابع بنفاذ صبر .
- وبالله عليكي كفاية عياط .***********
رن جرس الباب وانتظر ولكن لم يجيبه أحد ..
انتظر قليلا وطرق الباب بقوة وكانت النتيجه
واحده ..
اصابه اليأس فأمله الاخير أن تكون قد عادت
إلى بيت والديها .. ولكن لا يوجد أحد هنا ..
جلس أدهم على درجة السلم المواجه للباب
ودفن وجهه بين كفيه بتعب .. لقد أخبره ارسلان من قبل أن غضبه سوف يفقده كل شيء .. وها هو قد فقد أهم شيئ في حياته
لو كان فكر وتريث لأدرك أن ليلى ليست بالفتاه التي تلقي بنفسها على رجل .. وكان
من الأولى أن يكون هو ذلك الرجل .
لقد أحبته وكان من السهل عليه أن يكتشف ذلك من شدة تعلقها به وعيناها التي كانت تبحث عنه بإستمرار .. إنها شفافة كطفل
صغير يسهل قراءة مشاعره .. أراد أن يحتفظ بها إلى جواره سعيداً بامتلاكها .. أعجبه فكرة
أن يمتلك امرأه بمواصفاتها .. كانت تغريه وعندما شعر بمنافسة أصدقاؤه له هب ووقف
كجدار عازل بينها وبينهم وكان على استعداد
لخسارتهم من أجلها .. وأدرك مؤخرا أن ما يدفعه لذلك لم يكن حب الامتلاك ولكنه حب
من نوع آخر .. مشاعر الغيرة الحارقه .. لقد
صدم عندما رآها بين ذراعي فهد .. اعمته الغيرة والغضب إلى حد جعله يفكر بقتلهما
في تلك اللحظة .. ذهب وقرر تركها وهو يلعن
نفسه لأنه أحب بعد أن كان يعتقد بأنه أصبح محصنا ضد مشاعر الضعف التي تسمى الحب
.. فقد خانته جميلة واحس بالقهر مما فعلته به ولكن خيانة ليلى كادت أن تفقده عقله وحرقت قلبه وتقريباً تمنى الموت عن هذا الإحساس ......
أمر ريمون بالإبحار وصرخ به وهو يسأله عن
الآخرين بأن ينفذ الأمر أو يترك اليخت هو الآخر .. وظل يدور حول نفسه ككتلة من النار
يلعن نفسه ويلعن الجميع .. كان في منتصف الطريق إلى إسبانيا عندما بدأ يفكر .. بدأ يشتاق إليها .. فقدها كان أكثر قسوه على قلبه
من اي شئ آخر .. تذكر عندما تركها وحدها ..
وعندما اختفت وكاد أن يفقد الأمل في العثور عليها .. ثم رآها وهي تعبر الطريق شارده ..
وكادت السيارة أن تدهسها .. توقف قلبه لحظتها عن الخفقان .. صورتها وهي تلقي بنفسها بين ذراعيه تحتضنه بقوة وتتهمه أنه
قد تركها وحدها وذهب .. كل ذلك جعله يفكر بعيدا عن الغضب المدمر الذي كاد أن يلغي عقله وجمله واحده ظلت تتردد في مخيلته ..
مستحيل أن تكون ليلى خائنة ولا يمكن أن تتحول إلى فتاه مستعارة .. لذلك أمر ريمون
بأن يدور باليخت ويعود به إلى مونت كارلو
وهو يدعو أن لا يكون قد تأخر كثيرا وان لا تكون قد سقطت بين أيدي مطارديها .. لقد فعل الكثير كي يمنعهم عنها ويخفيها ..
وفي الفندق وجد الجميع قد رحل .. وكانت حجرتها الوحيدة التي لم يتم تسليمها ووجد ملابسها القليله مازالت هناك ولكن هي كانت قد اختفت .. بحث عنها في كل المدينة ولم يعثر لها على إثر .. وقابل احد أصحاب القوارب التي كانت ترسو بجوارهم وأخبره
أن فتاه كانت تبحث عن اليخت وبدت قلقة
وخائفة .. وكانت تبكي .. بكى قلبه ودمعتي عيناه التي لم تعرف البكاء يوما .. وكان أمله الاخير والواهي أن يجدها قد عادت إلى بيت والديها .. رفع وجهه ونظر إلى الباب الموصد والذي يعتليه الغبار ..
أنت تقرأ
بحر الاحزان
Tiểu Thuyết Chungقصة واقعية جدا ولكن أحداثها تدفعك لتعيش بخيالك احزان ليلى ومعاناتها في رحلتها المريرة القاسية..