الفصل الثالث

84 8 0
                                    


حاول يسيطر على ضحكته وقال
- الطريق طويل
صممت على رأيها قائلة
- مش مهم انا بأحب المشي .
تخيلت فكرة أن تركب خلفه محاوطه خصره بذراعيها رأسها مسنوده على ظهره وشعرها يتطاير خلفها بفعل الرياح.. واستبعدت الفكره وقلبها يقفز بين ضلوعها من مجرد التخيل ..و وصممت على الاستمرار في المشي حتى تخطوا البوابه وهو يمشي إلى جوارها جاذبا الدراجه بيديه وقد شعرت كم هي ثقيلة وهو  يدفعها بجواره يمشي متأففا من ثقلها .. اشفقت عليه قليلا ولكنها لم تغير ما نوت عليه.. وسمعته يسألها
- اذا كانت طريقة حياتنا مش عاجباكي .. ايه اللي خلاكي تيجي وتحضري الحفلة؟!
-سها كذبت عليا وكذبت على ماما وبابا
انا كنت فاكره أننا حنروح اسكندريه نحضر زفاف واحده صاحبتها لكن لقيت نفسي هنا.
- اه .. فهمت .
تمتم ساخرا
- وهكذا وجدت ليلى البريئة نفسها في قبضة الشياطين.
ثم استمر يضحك بصوت مكتوم فقالت بتلعثم
- انا مقصدش اهانتك انت وضيوفك .. اسفه انا بس....
- ولا يهمك .. أنا فاهم قصدك كويس .. ومش بلومك أنا عارف عيوبهم واللي هي عيوبي برضه..
مشوا صامتين ولكنها تشعر أنه ينظر إليها بطرف عينه متسليا .. إلى أن قال فجأه ..
- بجد انا تعبت.. مبقتش قادر على دفع الموتوسيكل اكتر من كده.
- اركب انت
- وانتي
- زي ما انا حمشي وراك
ابتسم لمدها متملقا وقال
- والله تعبت بجد .. معقول مصعبتش عليكي؟
فكرت فاها كالحمقاء تحدق في وجهه الوسيم وابتسامته الجذابه وقالت تجبر نفسها بصوت مبحوح
- لا مصعبتش
- عندي اقتراح انتي حتقعدي ورايا من غير ما تلمسيني وامسكت ف الكرسي كويس وانا حأمشي على مهلي .. ايه رأيك؟ 
نظرت له ثم أكملت سيرها بخيلاء وفكرت هل حقا يحاول اغرائها ام أنها تتخيل
قال متوسلا
- ارجوكي .. .. جربي
نظرت لمقعد الدراجه البخاريه وجدته كبيراً ربما يتسع لأثنين دون ملامسه.. فهزت رأسها بالموافقه فهي أيضا قد تعبت وقدميها بدأت تؤلمها بسبب الكعب العالي الذي لم تستبدله وهي غاضبه من سرعتها وتوترها.
جلست خلفه من أحد الجانبين محاوله التشبث بالكرسي وهو يقول
- جاهزه ؟؟
وانطلق بسرعه فحاولت التشبث أكثر وهي تصرخ به أن يبطئ السرعة أو أن يقف ولكنه كان يضحك وفي سرعة البرق وجدته يصل أمام الشاليه لتجد سها تقف أمام البوابه وهي تترجل لتعانقها سها وهي تبكي وتعتذر لها عما بدر منها وتقول
- ليلى حبيبتي متتصوريش قلقت عليكي اد ايه لما رجعت الأوضه علشان اعتذرلك  وملقتكيش .. كنت حموت من الخوف عليكي وايه اللي ممكن يحصلك ف الطريق المقطوع والوقت المتأخر ده
شعرت ليلى بالاسفل على ما سببته لأختها من خوف وقلق رغم كل شئ وقالت
- انا بخير .. آسفه
ثم التفتت إلى سليم بخجل وقالت
- هو قدر يلحقني
ابتسم لها وقال
- ده من حسن حظي
ابتسمت ليلى ورددت سها بمرح
يلا ندخل انا تلجت من البرد
وتحركوا للداخل ليسألها سليم ..
- حتكملي معانا السهرة ولا ايه.
لترد ليلى وقد كان هذا غير وارد على الاطلاق
- لا انا حأطلع انام .. انا مش بتاعة سهر اصلا
لم يجادلها ايا منهما وصعدت إلى غرفتها عن طريق الشرفه وهي رافضة داخليا أن تمر من صالة الرقص ورؤية اي من المتواجدين هناك.
استيقظت ليلى من نومها مبكرا وكانت سها نائمة في الفراش المجاور لها فأرتاحت لرؤيتها بالغرفة..وذهبت إلى الحمام الاغتسال وبدأت ملابس النوم.. لتجد هاتفها يرن فأخرجته من الحقيبه متوقعه أن يكون والدها وكانت على حق واجتاحها شعور بالذنب على ما سترد به من كذب وردت قائلة:
- صباح الخير يا بابا
- صباح الخير يا حبيبتي.. اخباركم ايه؟
- بخير انا لسه صاحيه حالا.
- وسها ..؟ لسه نائمه طبعا
- اه .. انت عارف يا بابا الصحيان بدري بيعكر مزاجها..
تنهد قائلا :
- عارف طبعا ..وايه اخبار الفرح .
- كان رائعا والعروسه كانت جميلة وسعيده وفرحانه اوي .
رد عليها بحماس
- عقبالك يا حبيبتي انتي واختك .. افرح بيكم قريب انشاء الله
انتهت المكالمة بأن وعدته الا يتأخروا ف العوده.. ثم جلست ترمق الهاتف بحزن ثم إلى سها وتقول في نفسها ..ربنا يهديكي.
خرجت من الشرفة ونزلت إلى الشاطئ الذي بدأ مهجورا في هذا الوقت من الصباح.. خلعت حذاءها  وسارت حافيه فوق الرمال تستنشق هواء البحر النقي .. تنظر إلى الأفق وتتمنى أن ترى ما يوجد على الجانب الآخر من العالم.. ولم تكن تعرف أن القدر سيحقق لها هذه الامنيه بأسرع مما تتوقع.

بحر الاحزان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن