الفصل السادس والعشرين

27 4 1
                                    

أصبحت ليلى وحدها مع أدهم والوضع لا يجب أن يستمر هكذا .. أنها لا تخاف منه
ولا تقلق من ضعفها اتجاهه ولكن المظهر
العام كان محرجا لكليهما أو لها وحدها لإنه
لا يبالي .
- أنا آسف.
كانت تقف مستنده على سور اليخت فأرجفها
صوته واستدارت له وتابع بتوتر غريب عليه :
- كنت سئ المزاج .. فأنا ...
ثم صمت فأنتظرت ليلى بصبر ليتابع
- ليلى .. أنا راجل مش صبور بطبعي ولكن أنا
على استعداد اني اصبر علشانك .. إحنا بقينا
لوحدنا وعارف أن الوضع ده مش حيريحك ..
شوفت ده في ملامح وشك بعد رحيل فهد ..
حنتحرك دلوقتي أو نركب الطيارة لإسبانيا ..
زي ما تحبي .. واول ما حنوصل .. حنعلن
خطوبتنا .. والشهور اللي باقيه من العده
حنجهز فيها لحفل الزفاف .
عقدت ذراعيها أمام صدرها وقالت :
- تعرف يا أدهم انك مطلبتش مني الجواز لغاية دلوقتي ...
اقترب منها وابتسم لها بتملق ..
- أنا آسف لو كنت اعتبرت موافقتك كتحصيل حاصل ..
يمكن يكون اللي قاله أرسلان قبل ما يمشي استقر بقناعاتي ..
طيب لو مش عايزاني بجد ليه رجعتيلي .. مش صح برضه ؟
ابتسمت له بحب وهي تقترب منه بدورها
- ايوه صح .. في الأول .. كنت مستعده إني
اتبعك لأي مكان برغم انك مكونتش وعدتني بأي حاجة .. ومفكرتش بعد ما بقيت حرة غير فأني ارجعلك أنت .. حسيت أن مش حيكون
ليا وجود غير بالقرب منك .. حتى لما استسلمت لمصيري ووهبت نفسي لراجل تاني
كنت عارفة أن سعادتي انتهت للأبد ومبقاش
لحياتي معنى بفراقي عنك .
مال عليها وهمس بمكر بالقرب من اذنها
- تعرفي يا ليلى انك لغاية دلوقتي مقولتليش
إنك بتحبيني ؟
ابتسمت وقد احمر وجهها بحياء وردت بمكر
- آسفه لو اعتبرت معرفتك بحبي ليك .. كتحصيل حاصل .. فاللي قاله ارسلان قبل ما يمشي استقر بقناعاتي .. فلو مش بحبك أوي
وعايزاك جدا جدا .. مكونتش سيبت العالم كله ورايا ورجعت ليك .. مش صح برضه ؟!
ضحك بسعادة وتألقت عيناه بشدة
- ايوه صح ....

*************

ليلى ..
كيف حالك ...
افتقدتك كثيرا جدا ..
أخبرني فهد عن تطور علاقتك بأدهم وفرحت كثيراً من أجل كما ..
انتي فتاه طيبه وادهم جيد جدا بطريقته الخاصة .. لطالما عاملني باحترام لم أكن
استحقه وهذه حقيقة .. انتي السبب في
أنني كشفت روحي أمام نفسي .. كنتي
مرآه رأيت فيها حقيقتي ولم يعجبني ما
رأيت وشعوري اتجاه ذاتي لم يكن جيداً ..
أنهيت عقد العمل في فرنسا وعدت إلى
بلدي .. إلى مزرعة والدي .. لم تتخيلي كم المعاناة التي تسببت لهم بها ولم أكن استحق مسامحتهم لي ولا كمية دموع الفرح التي
ذرفوها من أجل عودتي .. اخي كما أخبرتك سابقاً لديه طفلان .. صبي وفتاه ..  أتعلمين
ماذا سمى طفلته ؟ .. نعم أسماها ماريا ..
لتذكرهم بي .. ارأيتي ما الذي فعلته من أجل
عائلتي ومن أجلي ؟ .. انا شاكرة لظهورك
في حياتي .. انتي ملاك من النور أنار ظلام دنياي .. لقد قررت أن أبقى ببلدي وسأفتتح
بها دار أزياء خاص بي .. فقد أصبح لدي من
الخبره والمال ما يؤهلني لذلك الآن ..
حبي لفهد لم اتخلص منه تماما ولكني أصبحت على ثقة من أنني قادره يوما ما
على نسيانه خاصة وقد عرفت منه أنه قد وجد انسانه احبها حقا وينوي الإرتباط بها
وانا اتمنى له السعادة والخير .
راسليني إن استطعتي وانتظر زيارتك ..
ارجوكي اجعلني لرامي مجددا وسوف أرسل
لكي عنواني ورقم هاتفي ومعكي الآن عنوان البريد الالكتروني .
سأنتظر ردا منك .
والى لقاء قريب
ماريا
دمعت عينا ليلى تأثراً برسالة ماريا .. أغلقت
الهاتف ووضعته على المنضدة أمامها .. الهاتف
الذي أهداه لها ادهم فور وصولهما إلى اسبانيا
حتى يطمئن عليها أثناء وجوده بالعمل ..
اليوم الذي وصلا فيه كانت خائفه وقلقه من ردة فعل عائلته على خطبة أدهم لها ورغم تأكيده المستمر بأن ليس هناك. اى داعي
لقلقها إلا أنها لم تأخذ بكلامه الا بعد مقابلتها
بوالدته .. كانت سيدة وثورة جدا وتبدو صارمه .. تشبه في ذلك ادهم كثيرا ..

بحر الاحزان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن