بعد انتهاء الحديث مع ارسلان أصبحت
تشعر بالراحه .. ها هي قد تخلصت من
إحدى العقبات ولم يتبقى أمامها إلا فهد
عندما يطلب سماع ردها .
حملت كوب القهوة الذي تركه ارسلان ..
وعادت إلى المطبخ لتتركه وتذهب إلى
غرفتها مباشرةً.
ظنت ليلى أنها ستسقط في النوم سريعا
لإنها استيقظت مبكرا وما حدث بهذا اليوم
ارهقها نفسياً ولكنها لم تستطع النوم وظلت تتقلب في الفراش بعدم راحه .
كانت الساعة قد تجاوزت الثانيه صباحا
عندما سمعت صوت طرقات على باب غرفة ادهم .. كتمت أنفاسها وارهفت السمع ..
توقفت الخبطات ثم تعالت من جديد ..
ابتسمت ليلى بحقد .. أنها جميلة بالتأكيد
ويبدو أن ادهم يرفض أن يجعلها تدخل إلى
غرفته وتمتمت ليلى بتشفي
- احسن .. تستحقين اللي بيحصلك يا وقح
يا عديمة الاخلاق ....
وقفت وذهبت إلى الباب ووضعت أذنها عليه
تستمع بطرب إلى خطوات جميلة وهي تبتعد
لم تجرؤ على الاحاح عليه خوفا من أن يسمعها أحد وخاصه ليلى ....
وعندما اطمأنت لرحيلها فتحت الباب وخرجت
راغبة في صنع كوب من اللبن الدافئ قد يساعدها على النوم .. مرت من أمام باب غرفة ادهم في نفس اللحظه التي فتح فيها بابه ووجدتها أمامه .. توقفت ونظر هو إليها بدهشه .. كان النور خافتا فأخفى احمرار وجهها .....
- ليلى ؟ .. هو انتي ؟ ..
قالت بإبتسامه
- ايوه اصل مش جليلي نوم.
اقترب منها خطوتين
- افتكرت حد تاني اللي بيحبك على الباب .. لو اعرف ان انتي....
فتحت فمها لتصحيح له الخطأ ولكنه لم
يمهلها الوقت لتفعل فقد سحقها على الجدار قائلا بشغف .
- انا كمان مش جايلي نوم .. طار النوم من عيني من اول يوم سكنتي فيه في الأوضاع اللي جنبي .. كل ليلة اتمنى انك تيجي وتخبطي على بابي .. متتصوريش اد ايه لتمنيت أن ده يحصل .
حاولت ليلى دفعه عنها وقد انعقد لسانها من الصدمه .. سمعا صوت باب يفتح ويغلق فسحبها إلى داخل غرفته واغلق الباب بسرعة
فقالت تحاول الشرح ..
- لا .. مش انا اللي.....
ولكنه وضع كفه على فمها يمنع صوتها عن الخروج وقال هامسا وهو يبعدها عن الباب
- هششش .. فيه حد صاحي وممكن يسمعنا .
تيبس جسدها فزعا .. فقد يكون هذا الشخص جميلة ولو رأتها هنا لحدثت فضيحة هي في غنى عنها الان فهي لا تريد المزيد من التعقيدات وعاد يهمس .
- تعالي
سحبها إلى الفراش وهي تقاومه بصمت خشية أن يسمعها أحد أن هي صاحت
حاول تمديدها على الفراش ولكنها تخشبت
في جلستها وانكمش جسدها وقد بدأ الذعر
ينتابها فقال محاولا تهدأتها بصوت يختلج بالمشاعر:
- اوعدك اني مش حأذيكي .
وعندما امتدت يده إلى جسدها يتلمسه شهقت بصوت عالي ودفعته عنها فتراجع
إلى الخلف ونظر إليها مرتبكا متأملا الرعب
على وجهها قائلا
- متخافيش يا حبيبتي أنا مش حأذيكي أو اجبرك على حاجه مش عايزاها.
تراجعت عنه وراحت تقف ببطء وحذر
وعيناها مترقبتان لاي حركه قد يقوم بها
باتجاهها.. كان ينظر إليها بحيرة وعندما أصبحت بعيدة عنه وقريبة من الباب ظل هو جالسا مكانه لم يتحرك ففارقها جزءًا من خوفها وقالت وجسدها يرتجف من الخوف والغضب معا
- مش انا اللي خبطت على بابك وعمري ما كنت حأعمل كده ابدا.
شحب وجه ادهم فتابعت وشفتيها ترتجف والدموع تهدد بالانهمار من عينيها
- كنت رايحه المطبخ اجيب كوباية لبن دافئ علشان تساعدني على النوم ده كل اللي كنت عايزاه .
ظل جالسا في مكانه وقد اظلم وجهه بنظرة غضب عنيفة وقال
- امشي من هنا حالا.
فتحت الباب بسرعة وكأنها كانت تنتظر الاذن منه.. وعادت إلى غرفتها وأغلقت الباب ..ومن ثم تركت بدموعها العنان .. أنها الآن مضطرة للرحيل .. صعب أن تظل بينهم بعد كل ما حدث .. ثم فكرت .. مازال هناك عرض زواج فهد.
***********
![](https://img.wattpad.com/cover/341174567-288-k349393.jpg)
أنت تقرأ
بحر الاحزان
Ficción Generalقصة واقعية جدا ولكن أحداثها تدفعك لتعيش بخيالك احزان ليلى ومعاناتها في رحلتها المريرة القاسية..