وصل سليم اخيرا إلى صقليه في وقت متأخر من الليل وكان قد استأجر طائرة خاصة عندما لم يجد طيران مباشر إليها .. كما تأخرت تأشيرة السفر يوما بأكمله ....
لم يكن لديه صبرا لكل ذلك وقد جاءته الاخبار بأن اليخت الذي هربت على متنه ليلى قد ظهر اخيرا في باليرمو ولكن اي من رجاله لم يراها ضمن ركاب اليخت أثناء تنقلهم ولكنه رجح بإنها لم تترك اليخت لإنها لا تملك جواز سفر.
كان أكثر ما يخشاه حقا أن تكون قد تركت القارب في أي ميناء آخر وتكون بذلك قد ضاعت منه .. ستكون مطارداته التى استمرت لأيام ما أنفقه من الوقت والمال لا معنى له.المال ليس مهما ولكن الوقت هو الأهم فكلما مر الوقت يعني أن يختفي أثرها عنه وفرصة عثوره عليها تصبح أضعف .
أخذته سيارة من المطار الى الميناء مباشرةً وهناك استقبله رئيس فريق البحث الذي استأجره للبحث عنها وعاجله بالقول فور نزوله من السيارة :
- للأسف الشديد .. لقد ابحر اليخت سيد سليم.
ثار سليم في وجه الرجل
- امتى حصل ده وليه مبلغتنيش قبل ما آجي؟
- من ساعتين وحدث ذلك فجأة.
زمجر سليم بوحشيه وبدا كأنه راغبا في الفراغ شحنة غضبه في شخص ما فتراجع الرجل خطوتين قائلا :
- لا تقلق سيدي لقد قمنا بزرع عملاء لنا في كل موانئ البحر المتوسط وبمجرد ظهور اليخت سيأتينا خبر عنه.
تمالك سليم أعصابه بصعوبه فكلما ظن أنه قد اقترب اخيرا منها تتسرب بعيدا من جديد.
قال :
- وايه اخبار اليخت اللي طلبت الحره ؟
رد الرجل سريعا :
- جاهز وفي انتظارك للإبحار في أي وقت .
كان اليخت كما طلبه .. صغير وأنيق .. استأجره من أجل ليلى .. ليقضيا فيه شهر العسل .. لقد قرر أنه سيتزوجها فور أن يجدها
ويأخذها في رحلة أحلامها ليعوضها عما حدث لها على متن يخت مونيكا ..ولينسيها كل ما مرت به .. كان مازال يحدوه الأمل أنها مازالت تلك العذراء .. لم تمس .. كم يتمنى أن يكون الرجل الأول لها .. لقد أخذ الكثير من الفتيات .. لكن ليلى هي كل من يريد حقا
ومهما كان ما حدث لها ستظل دائما الانقى والاطهر بينهن جميعا.**************
حاولت ليلى فتح عيونها ولكن جفنيها كانا ثقيلين جسدها هامدا .. فركت عينيها ثم فتحتهم بعد جهد وتثاءبت بقوه .. ظلت للحظات لا تستوعب شيئا .. عقلها مشوش
ستارة النافذه مفتوحه ..الشمس على وشك الغروب .. الغروب ؟!! ولكن كيف ؟!! ومتى ؟!!
عقدت حاجبيها تعصر ذاكرتها .. لقد نامت قبل منتصف الليل بساعتين على الأقل والان الشمس تغرب ؟!!! لقد حدثت فجوه زمنيه في عقلها .. عبست وعقلها يحاول التركيز .. المركب يسير بسرعة.. لقد ابحروا .. ابحروا ؟!
هبت جالسة وقد اتسعت عيناها من الصدمه ..
كل الاحداث تتدفق إلى ذاكرتها .. كيف نامت كل هذا الوقت ؟!! .. قامت بسرعة فشعرت بدوار وسقطت على الفراش مرة أخرى ..
رأسها ثقيلا جدا ويؤلمها ..وتذكرت قرصي الدواء الذان أعطاهم لها ادهم بالأمس وبعدها نامت كالميته ولم تستيقظ الا بعد عشرين ساعه .. لقد خدرها .. أعطاها اقراص منومه ..
لقد خطفها .. إنه يريد خادمة لخدمة اميرته ..
عبده لا تتجرأ على طلب المغادرة وعندما تفعل يقوم بتخديرها ليجبرها على البقاء .. صاحت بحنق ..
- هما فاكرين نفسهم ايه ؟ اميرة وثلاثة اقطاعيين وبنتين مرتزقة .. فاكرين نفسهم ملوك وغيرهم عبيد .. طيب انا حأعرفهم رأيي في عنجهيتهم الفارغه .. فاكرين اني ضعيفة ومغلوبه على امري علشان مليش أهل ولا مال
أنت تقرأ
بحر الاحزان
Ficción Generalقصة واقعية جدا ولكن أحداثها تدفعك لتعيش بخيالك احزان ليلى ومعاناتها في رحلتها المريرة القاسية..