عرف سليم أن ليلى سوف تتخذ ذلك القرار ..
وادهم هذا كان يعرف .. فيبدو أن كلاهما يعرفان ما يدور في رأسها الصغير الجميل
لذلك وقف صامتا .. متابعا .. وتركها تتخذ قرارها .. واقترب منها قائلا برقة:
- متقلقيش .. انا حأهتم بعيلتك علشانك انتي .
كانت تنظر إلى سها وقالت بحزم دون أن تلتفت إليه :
- حتتجوزها .
ظن سليم للحظه أنه لم يسمعها جيدا وقال من بين أسنانه غير مصدقا
- انتي قلتي أيه ؟
وقفت سها بدورها مذهوله ومتسعة العينين
التفتت ليلى إلى سليم .. وتابعت بهدوء
- انت مدين ليا بده .. ومدين الراجل اللي رباني واللي اهتديت على شرف بنته وخليته يموت بحسرته .. كنت حفضل معاك علشانه ودلوقتي حفضل معاك علشان بنته .. شرطي دلوقتي علشان يتم جوازنا هو انك تستر عرض بنت الراجل والست اللي كانوا ليا أب وأم.
لم يعرف سليم ماذا يقول لها .. هو لم ير مثل
هذه المخلوقه في حياته من قبل .. لم تسع إليه طمعا بشكله أو بماله ولم تطلب من الدنيا
اكثر مما أعطتها .. تشعر بالوفاء إلى رجل ميت والى اخت لم تعاملها يوما إلا بسوء .رآها الآن تضحي بسعادة قلبها وبهناء بالها
استمرارا بالتضحية وحبا في الوفاء .. ولأنه
هو مازال كما هو .. قال بلهجة شيطانيه :
حانفذلك رغبتك واتجوزها .. وبعدين حأطلقها ولكن بشرط .
انتظرت ليلى سماع شرطه بقلب غائر
- مش حأستنى .. بعد ما يتم الجواز هيكون
جسمك ليا بدون قيد أو شرط ..وحنبدأ
حياتنا مع بعض.
لم تذرف عينيها الدموع ولكن قلبها كان
يبكي بالفعل .. بكى وهو يرى حبيبه يذهب مكسور الخاطر .. انفطر ألما وهو يضحي
بسعادته ليريح غيره .**********
وصل فهد إلى البيت وقد وصل به الغضب
إلى أقصى مدى .. لأول مره يشعر بمثل هذا الإجرام ورغبه متوحشه لإيذاء احد .. تلك الفتاه التي تركته وحده في طريق مقطوع
وكان قد ترك هاتفه في السيارة وجعلته يسير
لأكثر من خمسة كيلومتر في الظلام حتى وجد سياره نقل تقله إلى الطريق العمومى
واخد من هناك سياره اجره إلى البيت .
الجميع كان نائما .. وفكر بطريقة شيطانيه
أن سعير تلك تنام كالملاك قريرة العين دون
أن تهتم بما حدث له .
ولكنه اكتشف انها مازالت مستيقظه عندما
اقتحم غرفتها ووجدها تقف بالنافذه كما لو كانت تترقب وصوله ومازالت ترتدي ثوبها الاحمر .. واتسعت عيناها فزعا وهي ترى الشر يتطاير من عينيه فجرت بسرعة عب الغرفة
وهي تصيح به :
- أخرج من غرفتي يا قليل الحياء.
ولكنه لم يبالي بسلاطة لسانها هذه المرة وقرر أن يعلم لسانها كيف يبتلع كلماته اللاذعة والى الأبد .. جذبها من يدها فطار جسدها النحيل واصطدم بجسده الصلب وابتسم بشراسة ..
وقال :
ستدفعين ثمن ما فعلتيه بي الليلة .طرحها على الفراش وثبت ذراعيها فوق رأسها
واسكت صراخها بعناق وقبلها قاصداً معاقبتها
ولكن ما لبث أن انتفض جسده .. وتعالت صرخته عندما نبشت أسنانها الحاده شفته السفلى ووقف بعيداً .. وهو يقفز من الألم ويسب ويلعن .. ونظر إلى يده ورأى الدماء عليها .. فنظر إليها بغضب وذهول .. وكانت
تجلس بركبتيها على الفراش واضعة يديها في خصرها وشعرها المشعث وتنظر إليه بشراسة قطه بريه تستعد للهجوم للدفاع عن نفسها .. وقالت:
- اذهب الى الطبيب .. أنها تحتاج الغيار وربما الخياطه .. وسوف وتحتاج بعدها إلى شهر قبل أن تجرؤ حتى على تقبيل عنزه صغيره .
![](https://img.wattpad.com/cover/341174567-288-k349393.jpg)
أنت تقرأ
بحر الاحزان
Narrativa generaleقصة واقعية جدا ولكن أحداثها تدفعك لتعيش بخيالك احزان ليلى ومعاناتها في رحلتها المريرة القاسية..