- انا بجد بأهتم بيكي ووعدت اني أرعاكي .
تتردد تلك الكلمات في عقلها .......
لقد سمعت نفس هذا الكلام من قبل ..بنفس الطريقة وبنفس القسوة .. أرادت أن تقول له
بمرارة ( ترعاني بأن ترسلني إلى انك لأعمل لها
خادمه ؟ تربطني بك بعلاقة كاذبة وتخدعني
لتحميل اصدقائك مني ؟ أن كان هذا هو نوع الإهتمام الذي تقصده ..فأنا لا أريده ) ....
أمسك يدها بنفاذ صبر وسحبها معه إلى السيارة المنتظرة .
فكرت وهي تجلس بجواره في السيارة ..
أنها لن تعلن له ما عرفت .. لقد قررت أن تبقى
معه ..فقد بقى القليل وتنتهي الرحلة وسوف
توافق على أن تذهب لتعمل مرافقه أو خادمه
لوالدته .. فلا يهم الأمر ولقد عرفت من ريمون
ان والدته تقيم في اسبانيا .. ومع الوقت وبعد
أن تلملم شتاتها ستبحث لنفسها عن حياة خاصه بها بعد أن تعتاد على الغربه والوحدة
ويصبح لها معارف يساعدونها على إيجاد عمل
مناسب فهى تجيد لغتين بالإضافة إلى اللغه العربيه .. يجب أن تكون قوية وسوف تنجو بإذن الله.*************
استيقظت ليلى في اليوم التالي مبكرا ..
وعند الظهر أصابها الملل فقررت أن تذهب إلى اليخت .. فقد اشتاقت إليه لتتناول الغذاء مع ريمون ومن هناك ستتصل بأدهم .. ليعرف
مكانها حتى لا يحدث مثل ما حدث بالأمس.
سارت مسافه طويلة حتى وصلت إلى المرفأ وعبرت الطريق الى الرصيف ووقفت حائرة
تدور بعينها واليخوت كثيرة ومتراصة ..
حتى لمحت اليخت واقفا بين قاربين شراعيين كبيرين ..
كان ريمون يقف عند المؤخرة فنادت بإسمه
فأستدار وابتسم لها بترحاب قائلا:
- مرحبا بالانسه المرفهه نزيلة الفنادق الفخمة.
قالت ضاحكه.
- اهلا بالبحار الحقود .
- ما الذي جاء بكي ؟!
- ساعدني الاول علشان اطلع وبعدين حأقولك
انزل السلم ومد يده لها فقفزت وتعلقت بيده حتى استقرت قدماها على السلم وصعدت إلى السطح.
قال ريمون مازحا :
- يبدو أن البقاء في غرف الفنادق الفخمة لا يروق للبعض .
- علشان متعودتش على الرفاهية .. انا متعوده على الشغل .
سألته وهي تشعر بالجوع.. فهي لم تتناول طعام الإفطار .
- انت اتغديت يا ريمون ؟
قال لها :
- كنت على وشك تحضيره للجميع .
توقفت ليلى بغته وسألته
- ومين الجميع ؟! ..هو فيه حد غير هنا ؟
- الم اقل لكي منذ قليل أن غرف الفنادق الفخمه لا تروق للبعض .. سيد ادهم هنا ..
جاء بالأمس في وقت متأخر ولحقت به الأميرة جميله .. واويا إلى الفراش بعد الفجر
واستيقظت منذ قليل .
شحب وجه ليلى وهاجمها شعورا مرا بالغيرة
من حسن حظها أن ريمون مشى بعد أن القى قنبلته في وجهها ....
أرادت العوده من حيث جاءت فهي لا تعرف
كيف ستواجههما .. لقد قال ريمون اويا إلى الفراش ولم يقل ذهب كل منهما إلى فراشه منفردا .. ارتعشت وصعدت الدموع إلى عينيها
ولكنها ابتلعت ريقها وصممت أن لا تبكي..
لا يجب أن تحبه وهو ليس ملكاً لها لتغار عليه
ولم يعدها بشئ جاد حتى تحاسبه .
وقفت في المطبخ تعمل بحماس زائد في تحضير الطعام .. وقد طلبت من ريمون أن يتركها تقوم بالعمل وحدها .
خرجت جميلة تتهادى في ثوب السباحة وفوقه مئزر خفيف و قفت متفاجئة من
رؤيتها ليلى وسرعان ما اشتعل الغضب على وجهها وقالت:
- ما الذي تفعلينه هنا؟
ردت ليلى ببرود تداري غيظها وحقده وهي مستمره بعملها :
- يجهز الغدا .
اقتربت جميلة بشراسه وقالت
- لا تتذاكي علي .. سألتك ماذا تفعلين هنا ..
في اليخت .. ولستي في غرفتك بالفندق .
ردت بتحدي :
- انا من حقي اروح أي مكان عايزاه .. انتي ملكيش الحق تسأليني .. ولا ليكي دخل بيه .
- هل تعتقدين حقا انك ذو شأن ؟ ..
انتي مجرد دمية سيلهو بها ثم يتركك عندما يمل منك .
كان الغضب قد استبد بليلى ..فهاجمت جميلة قائلة بوقاحة يدفعها حقدها عليها :
- مش عارفه تقصدي ايه بكلامك .. لكن اللي متأكده منه إني مش أنا الانسانه المتاحه للتسليه لأي حد .. أنا مش زيك .
شهقت جميلة بقوه واقتربت من ليلى تريد صفعها وهي تقول بغضب شديد :
- كيف تجرؤين على انتي ايتها الخادمه الوقحه .
كانت ليلى مستعده لها ..أمسكت بمعصم جميلة ودفعت يدها بعيدا عنها بقوة جعلتها
تترنح إلى الخلف ..فوقفت تنظر إلى ليلى وقد جن جنونها وكانت تهم لمعاودة الهجوم لولا ظهور أدهم وهو يهبط الدرج ونقل نظراته بينهما بحده .. وكانت كلتاهما تقفان بتحفز غاضب في مواجهة الأخرى فقال ببطء وقد ضاقت عيناه :
- هو ايه اللي بيحصل ؟
استدارت إليه جميلة .. في حين اشاحت ليلى بنظرها عنه وقالت جميلة :
- لقد اهانتني تلك الخادمة.
ضمت ليلى شفتيها بقوة تمنع نفسها من الرد عليها .. تقدم أدهم ووقف بينهما وقال بهدوء
موجها كلامه الى جميلة
- لازم أوضح حاجه الاول .. ليلى مش خدامة
- دي تبقى صديقتي .
رفعت ليلى وجهها إليه بدهشه .. في حين اتسعت عينا جميلة وهو يتابع كلامه موجها نظره الى ليلى :
- ايه اللي حصل ؟
قالت بتمرد :
- هي اللي بدأت بإهانتي الأول فأضطريت ارد عليها.
صرخت جميلة ثائرة :
- أرأيت ؟ .. أرأيت وقاحتها ؟
رد ادهم ببرود
- اللي فهمته أن انتوا الاتنين غلطتوا في بعض .. وكده تبقوا خالصين .
تعاظم غضب جميلة
- هل جننت بتساوي بيني وبين تلك ال.....
قاطعها ادهم بحده
- كده كفايه .. اذا كنتي شايفاها اقل منك يبقى المفروض كنتي اتجنبتي الوقوف أمامها ومجادلتها ومش معقول أنها هي اللي حتجيلك وتبدأ معاكي الخناق.
شهقت جميلة ساخرة بغضب
- ومن قال إنه ليس هناك من سبب .. ماذا
في رأيك أتى بها إلى هنا أن لم تكن تطاردك
وعندما وجدتني معك غضبت وغارت.
احمر وجه ليلى بشدة واطرقت برأسها لا تريد النظر إليه وبعد لحظات من الصمت قال بصوت هادئ :
- تعالي معايا .
رفعت ليلى رأسها إليه وندمت لأنها فعلت ..
فقد كان يطلب ذلك من جميلة وليس منها ..
والتي أصبح وجهها شاحبة ومتألما وكأنها تعاني من ألما ما .
راقبتهما ليلى بحزن وهما يصعدان إلى السطح وادهم يضع ذراعه حول كتفها ويضمها إليه برقه .. وعضت ليلى على شفتيها بمراره ..ففي لحظه يعطيها الامل وفى الأخرى يأخذه منها..
ويظهر لها عدم الاهتمام ....
خرجت من المطبخ وتوجهت إلى أجنحة النوم
شئ واحد تريد التأكد منه .. ذهبت إلى غرفة جميلة ووجدت الفراش غير مرتب .. فاستدارت وتوجهت إلى غرفة نوم ادهم وترددت بقلب خافق وتقدمت إلى داخل الغرفة ووقفت تنظر إلى الفراش المرتب
والذي لم يمس منذ آخر مره رتبته بيدها..
اشتعلت النيران في رأسها وصدرها .. وامتلأت عيناها بالدموع .. ادهم لم ينم في غرفته .. وهناك غرفة واحده فقط قد تم استخدامها ليلة أمس.
لم تدري كم من الوقت قد مر عليها وهي تقف بائسه وعاجزه عن الحركه .
- انتي مستنياني يا حبيبتي ؟
جاء صوته ساخرا ومرحا من خلفها فجزت
على أسنانها وحل الغضب محل الحزن والأسى وراحت تنعته في سرها بكل الألفاظ النابيه التي تعرفها .. واستدارت له ورأسها شامخا ..
- انا كنت جايه أرتب الاوضة.
التوت شفتيه بتسلية
- بس هي مش محتاجه ترتيب .
قالت بمراره
- ايوه فعلا .. مش محتاجه ترتيب لإنك منمتش فيها ليلة امبارح.
رفع حاجبيها بدهشه ثم انفجر ضاحكاً بشده
- اها .. انتي بتغير بجد زي ما قالت جميلة
شعرت بالغيرة من استخفافه بمشاعرها والت بحده ودموع الغضب والقهر تلمع في عينيها
- انا مش غيرانه .. وبمناسبة جميلة .. مش خايف أن حبيبتك تيجي وتشوفنا مع بعض وتزعل منك ؟!..
اقترب منها ببطء وقال
- هي مش هنا .. بعتها الفندق مع ريمون ...
استوعبت كلماته وهو يتابع بعبث
- احنا لوحدنا دلوقتي .. ايه رأيك ؟
وكان يمد يده نحوها ..فضربت يده واسرعت إلى طاولة الزينه تحمل زجاجة العطر بشراسه
وهي تواجهه ..
- لو حاولت تقرب مني حاضربك بيها في دماغك ..
اقترب بثقة وهو يضحك بإستخفاف .. فقذفته بها بحده ولكنه مال وتفاداها فأمسكت بأخرى اكبر منها وقالت بإنفعال :
- المره دي مش حاغلط في التنشين أن فكرت
تقرب مني
لدهشتها ..ضحك بمرح وقال :
- خلاص ..خلاص .. مش حقرب .. سيبي اللي في ايدك وخلينا نتكلم مع بعض بهدوء .
قالت بغضب
- عايز اتكلم في ايه؟
زفر بقوه ورد عليها بجديه
- انا منمتش مع جميلة .. رغبتي في جميلة ماتت من سنين .. وفهد عمره ما كان حيسمح لها بالتواجد هنا أن كان عنده ذرة شك في أن
عندي النيه اني اقربلها .. انا قضيت ليلتي نايم على الكنبه إللي في كابينه القياده واسألي ريمون وهو حيأكدلك كلامي ده .
- وليه منمتش في اوضتك ؟!
- بصراحه .. منعا للفتنه زي ما بيقولوا ..هي فاجأتني بوجودها ليلة امبارح .
- بس انت لما وقفنا في باليرمو كنت بتغازلها
قدام عيني وكن واضح انكم ...
قاطعها ضاحكا
- حتصدقي لو قلتلك اني عملت كده بس علشان اضايقك ؟ .. معرفش ايه دوافعي ولكن
لقيت احمرار وشك مسلي وقتها .
هبطت يدها إلى جانبها ببطء وهي تفكر ..
هل تصدقه ام لا ؟ .. بدا صادقا .. هو مغرورا
لدرجه لا تجعله يبرر تصرفاته ويكذب كي يرضي أحدا وخاصة هي بالتأكيد .
سألته بهدوء
- وليه سيبت الفندق وجيت هنا .. كان ايه السبب ؟
زفر بعمق وقال بضجر
- كتر الخناق والقلق خلوا خلقي يضيق فجيت اريح اعصابي.
سألته ساخرة وهي تفكر في جميلة
- وارتاحت اعصابك؟
ضحك مرة أخرى وقد فهم مغزى سؤالها وأنها تقصد سهرته مع جميلة الجميلة
- لا طبعا محصلش وما صدقت اني قدرت اتخلص منها قرب الفجر .
بالكاد استطاعت أن تمنع توسع ابتسامتها وهي ترتسم على شفتيها فمد يده وقال
- تعالي هنا .
سألته وقد عادت إلى حذرها
- عايز ايه .
- انا جعان وكنت فاكرك خلصتي الغدا .. لما لقيتك مش في المطبخ .. جيت ادور عليكي
.. شوفتي .. نيتي كانت سليمه جدا.
تخلت عن حذرها عندما فتح الباب وخرج فتبعته .
قضيا بقية النهار على متن اليخت وسعدت ليلى بصحبة أدهم وريمون بعد أن انتهى سوء التفاهم الذي حدث بينهما وفي نهاية اليوم حضر ارسلان وحياها هي وريمون ثم نظر إلى أدهم بتجهم فشعرت ليلى وريمون بالتوتر الذي ساد بينهما فقررت الانسحاب وتركها وحدهما ليتصافيا .
جلس أرسلان على المقعد المواجه لأدهم وقال
- هل سيظل الوضع بيننا هكذا لوقت طويل ؟
رد أدهم
- انا مش زعلان من حد
- نعم .. انت لا تغضب من أحد ولكنك تتصرف طوال الوقت كوصي علينا جميعا.
- انا مقصدش اتنمر على أي حد منكم لكن تصرفاتهم احيانا بتضايقني .
عقد أرسلان حاجبيها وقال
- لو بخصوص ليلى فقد ابعدتها عن تفكيري بمجرد أن أدركت أنها أصبحت تخصك ..
أما فهد فأنت تعرفه جيداً.. سيأخذ وقته وسينسى عندما يجد فتاه أخرى .
تململ أدهم بضيق وقال بعصبيه
- اكره اوي انكم تتكلما عنها وكأنها غنيمة حرب تتنافس على من يستحقها اكتر من التاني .
ابتسم أرسلان وقال
- لأول مرة أراك تخشى على مشاعر امرأه بهذا الشكل .... هل احببتها ؟★★★★★★★★
تفتكروا أنه بيحبها ..
ردوا قبل ما اكمل ....
أنت تقرأ
بحر الاحزان
Ficção Geralقصة واقعية جدا ولكن أحداثها تدفعك لتعيش بخيالك احزان ليلى ومعاناتها في رحلتها المريرة القاسية..