وقفت سها أمام فراش والدها المريض بجسد متوتر وهو يقول لها :
- يعني ايه مبتردش على التليفون ؟ .. دي بقالها اسبوع مسافرة ومتصلتش بينا ولا مرة
ودي مش عادتها .. دي لو اتأخرت دقائق في الشغل ..كانت بتتصل تطمنا علشان منقلقش .
ردت سها بإرتباك وهي تتحاشى النظر إلى عينيه :
- يمكن بتتأخر في الشغل بالليل .
هز رأسه بقوه وقال بقلق:
- لا .. لا ده مش عذر .. انا من الاول مكونتش مرتاح لسفرها .. وكنت حاسس انها قلقانه ومش مبسوطه بالسفر .
قالت سها بسرعة :
- حأحاول اتصل بالإدارة وتسبب لها رساله علشان تتصل بينا.
- ايوه اتصلي بالإدارة واسألي عليها والا حضطر اسافر لها بنفسي .
تدخلت امها قائلة
- أهدى انت بي علشان تعبك ميزيدش يا سعيد .. إنشاءالله حأتصل بينا وحنطمن عليها.
- لا قلبي مش مرتاح . . انا حاسس انها في مشكله .
في تلك اللحظة رن جرس الباب فانتفضت سها دون سبب وسألها ابيها بشك وريبه :
- ايه .. مالك ؟
قالت بوجه شاحب :
- مفيش حاجه .. انا كويسه.
وقفت امها وهي تقول:
- حروح اشوف مين اللي جاي ف الوقت ده.
أمسكت سها بذراعها وقالت بخوف :
- ماما .. بلاش تفتحي الباب .
سألتها امها بدهشه وقلق :
- ليه يا بنتي ؟
أصبح جسدها يرتجف بشكل واضح وجرس الباب عاد يرن بإلحاح .. وتقطعت أنفاسها وهي تقول بتوسل :
- بلاش تفتحي ارجوكي يا ماما .
فكرت بشكل محموم .. كان عليها أن تهرب قبل مجيئه .. لقد اتصل بها كثيراً ولكنها أغلقت هاتفها كي لا اجيبها .. كانت تعلم أنه سيأتي من أجلها .. فبالتأكيد اكتشف ما حدث وأتى لينتقم منها خاصة وقد جاءها خبر أن ليلى قد انتحرت .
صاح والدها في امها بصرامه وجلس بتحفز :
- روحي افتحي الباب .
استدارت سها له لتعترض .. فأخافتها نظرته
العنيفة .. واخفضت رأسها .. لن يسامحها والدها ابدا لما فعلته بليلى وبنفسها .. لن تجد بقلبه المريض ذره من الرأفة عندما يعلم بجريمتها لذلك ..هي احتفظت بالمال لنفسها ..
سوف تهرب بعيدا بالطفل الذي بأحشاءها.
طرقات عنيفة على الباب افاقتها من أفكارها .. واسرعت امها لتفتح الباب وقالت بتوتر :
- سليم .. ازيك يا ابني ؟ .. حمد لله على السلامه .
- فين ليلى ؟
- ليلى مسافرة في .....
- هي لسه مرجعتش ؟! .. متصلتش بيكم ؟!..
- لا هي .....
كانت سها قد خرجت .. ووقفت من بعيد ..
تنصت.. وعندما سأل عن ليلى راودها الأمل أنها لم تمت .. ومالت قليلا لتنظر إليه ثم شهقت بفزع عند رؤيته فشعر بوجودها واتجه إليها بسرعة فصرخت بذعر وحاولت الهرب ..
لكن سليم كان قد لحق بها وجذبها من شعرها بعنف .. فصرخت امها من خلفه:
- انت ايه اللي بتعمله ده .. سيب بنتي.
تجاهلها قائلا لسها بعنف :
- كنتي فاكره انك حتفلتي بعملتك دي .. عارفة ايه اللي عملتيه فيها ؟
الوقت سها بعنف وصرخت به :
- عملت فيها اللي كنت انت عايز تعمله فيا .. كنت عايز تتجاوزها هي .. وانا تبيعني في سوق النخاسة .
جذب رأسها للخلف بعنف وقال:
- لإنك رخيصة وحقيره وده اللي تستحقيه .
دفعته عنها بقوه وسقطت على الأرض تزحف بعيدا عنه .. كان والدها قد خرج يقف بينه وبينها وقد ازرق وجهه من القلق والمرض ..
ووقفت امها مذهولة عاجزه عن التحرك والكلام .. وقال والدها بتعب :
- هو ايه اللي حصل لبنتي ليلى .. عملتوا فيها ايه .. انتوا الاتنين ؟
وقف سليم ينظر إلى سها وهي على الأرض يمنع نفسه بصعوبه عن خنقها وهي تقول بحقد :
- اتخلصت منها .. لأن مكنش المفروض تكون في حياتي من الأساس .
شهقت امها بالبكاء وقالت:
- ايه اللي عملتيه فيها يا بنتي؟ فين اختك؟
صرخت فيها بجنون :
- هي مش اختي .. انتي فاهمه .. عمرها ما كانت اختي .. ومكنتش المفروض تكون في حياتي .
أنت تقرأ
بحر الاحزان
Fiksi Umumقصة واقعية جدا ولكن أحداثها تدفعك لتعيش بخيالك احزان ليلى ومعاناتها في رحلتها المريرة القاسية..