الفصل الثامن عشر

24 4 2
                                    

... فهل احببتها ؟
رد بضيق شديد
- حب ايه اللي بتتكلم عنه ؟ .. كل الحكاية اني شايف انها محتاجه للرعاية.
وعندما لاحظ نظرة ارسلان الساخرة إليه تابع
- ما انكرش أنها تعجبني لنفس الأسباب اللي خلتك تعجب بيها انت وفهد وان كنت افكر بالارتباط مش حلاقين من هي جديرة بده غيرها وبرضه لنفس الأسباب.
وروى له ضاحكا محاولتها لفتح رأسه بزجاجة العطر عندما اعتقدت أنه سوف يهاجمها .
اتسعت ابتسامة أرسلان وقال بنظرات شارده
- سلمى .. زوجتي كانت مثلها .. عندما خطبتها وجلسنا معا لأول مره بمفردنا ..
أردت أن اتودد لها ولم اتوقع ما أقدمت عليه
عندما تجرأت وامسكت يدها وحاولت تقبيلها
رفستني في قصبة ساقي بقوة رهيبة ونعتتني
بعدين الشرف .. وتركت منزلهم في ذلك اليوم وانا أعرج بألم وكرامتي تنزف وقد شيعتني نظرات أسرتها بفضول وريبة ..حتى أنني خفت أن تخبرهم بما فعلته فأجد أحذيتهم تتطاير على رأسي وانا خارج.
ضحكا بشده حتى دمعت أعينهم وتابع ارسلان
بحنين :
- كانت رقيقة كالفراشه ولكنها كانت تتحول الى تنين مجنح عندما اتمادى معها.
- وهل اتغيرت بعد الجواز ؟
هز ارسلان رأسه بحيرة وقال بعد تفكير
- ربما لم تتغير هي .. انا من تغير .. أو ما اعنيه هو أنني أنجزت مهمه كلفت بها إلا
وهي أن يصبح لي بيتا وزوجه تنجب لي الاطفال وعدت امارس حياتي كما اعتدت
إن تمارسها .
ساد الصمت بينهما لبعض الوقت حتى قطعه
ارسلان وقال:
- فهد في حالة ضيق .. تعلم أنه لا يصبر على الخصام .. ما رأيك أن نقضي الليلة بدن النساء
ونستمتع بليلة رجالي خالصة ونتصافى .
وافق ادهم وقد استحسن الفكرة ..فقد اعتاد ثلاثتهم على قضاء تلك الإجازة وحدهم منذ
سنوات .
عادت ليلى بصحبة ادهم وارسلان إلى الفندق
وعرفت من حديثهم أنهم سيقضون سهرتهم
بلا سيدات وقد اوصلها ادهم إلى غرفتها ..
ونبه عليها أن لا تخرج وحدها وان أرادت الخروج فلا تبتعد عن الفندق .. لكنها فضلت
عدم الخروج وطلبت عشاءها بالغرف وصعدت إلى فراشها مبكرا ونامت بلا احلام .

***********
قال ارسلان بحماس وهو يسير بين أدهم وفهد ذاهبون إلى احد البارات بالكازينو
- اتعلمان ؟ .. اشعر بالراحه ونحن بمفردنا .
ابتسم أدهم فيما ظل فهد متجهم ..طلب زجاجة خمر كامله وبدأ يشرب .
قرر ارسلان أن لا ييأس واستمر في المزاح واستدعاء الذكريات وهم طلاب بالمدرسة الداخلية في بريطانيا فقال فهد ساخرا
- اه .. نعم .. كانت أفضل ايامك يا أدهم.
نظر له ادهم فتابع قوله
- كنت أمارس علينا هوايتك المفضله .
افعلوا ولا تفعلوا .. تحب السيطره ولا تسمح لنا أن نرفض لك أمرا أو تخالف تعليماتك .
قال ارسلان بتجهم
- هذا غير صحيح ..ادهم كان يساعدنا ولا تنسى أنه أخرجنا من الكثير من المشاكل.
استمر فهد في سخريته
- اممم ...صحيح .. فهد مراهق متهور ويحتاج إلى من يضبط سلوكه وارسلان غلبان وطيب
ولا يجب أن يترك ليتصرف وحده أو يتخذ قرارا من دون ادهم القوي العاقل.
نهره ارسلان
- فهد .. كف عن سخريتك
قال ادهم بهدوء
- سيبه ..سيبه يخرج كل الي جواه .
التفت له فهد بغضب وقال
- هل كذبت في شئ .. هل افتريت عليك بالكلام مثلاً ؟ .. حتى وإن كنا في حاجه اليك حينها.. ماذا عن الآن .. لماذا تصر على ممارسة السيطرة والضغط علينا وكأننا مازلنا أطفالا في حاجه إلى وصايه ؟ .. لماذا تحجر على مشاعرنا وتصرفاتنا وكأنك الوحيد الذي يفهم ؟
ووجهات نظرك وحدها هي السليمه ولا تحتاج إلى نقاش ....
قال ادهم ببرود
- ايوه ..كده هات ما عندك .. لقد اقتربنا من لب الموضوع .
قال فهد بحنق وهو يضغط على كأسه ..
- نعم ..انا اقصد ليلى .. لماذا لا تجعلها تختار
بإرادتها الحرة بيننا ؟!....
اشتعل وجه ادهم بالغضب وقال بلهجة تحذير
- موضوع ليلى انتهى بعد ما ادتك ردها.
- لقد ارهبتها .
- لا .. محصلش
- بلى فعلت .. لقد رفضتني لأسباب اعرفها جيدا ولكني كنت قادر على إقناعها من خلال تصرفاتي أنني تغيرت وانني جاد في شأنها ولكنك  أسرعت واندسست بيننا مستغلا خوفها وضعفها.. ولإنها تراك الأنسب لها ..
فأنت من بلادها وتتحدث لهجتها ..لهذا شعرت بالانتماء لك على عكسي انا وارسلان .. لكنك لا تريدها حقا .. انت تفعل ما تحب أن تفعله دائما .. أن تسيطر ولا تجعل شئ يتسرب من بين يديك .
تدخل ارسلان محاولا تهدأة الأمر
- هذا يكفي .. ليلى وحدها من حقها أن تختار .
نظر إليه فهد وعيناه محمومتان
- وانا معك .. نصارحها بكل شئ حت يكون اختيارها عادلاً .. فأنا خاطرتي بإستخراج أوراق رسمية لها لأنقذها من مطارديها ومن السجن .
رد ادهم بحده ..
- هي عارفه ده ومع ذلك رفضتك .
قال فهد بإنفعال
- وهل سيظل رفضها قائما بعد أن تكتشف كذبك ؟ هاه وتعلم انك كذبت بشأن والدها ..
الذي لم يستطع إجراء الجراحة ومات بسبب
فجعته على ابنتيه.
ضم ادهم شفتيه بشده وهم بالوقوف ولكن ارسلان منعه بأن ضغط على ذراعه بشدة
وقال لفهد :
- لقد كان قرارا اتخذناه نحن الثلاثة .. بأن
نخفي عنها الأمر حتى تستقر في مكان ونطمئن عليها أولا.
قال فهد بعناد ومكابره :
- لا كان قراره وحده ونحن وافقناه كالعادة وبدون نقاش .
رد عليه ارسلان بغضب هذه المرة
- لقد أفسدت ليلتنا بنواحك .. كف عن التصرف كطفل اخذت منه لعبته واهدأ .. العالم ملئ بالنساء.. لم ينتهوا بعد عند ليلى
وحدها.. وكفى شربا .. لقد انهيت الزجاجه كلها وحدك .
اشاح فهد بوجهه بمرارة ثم نظر إلى أدهم الذي أصبح وجهه مسودا من الغضب ولكنه
ظل مسيطرا على أعصابه وقال :
- دعونا نذهب من هنا ....
واتجه بنظره إلى ارسلان وقال باحتقار :
- وانت منافق ..هو كذاب وانت منافق .
صفق ادهم بيديه وقال ساخرا :
- رورك جه يا ارسلان ..فأستعد .
نظر إليه  ارسلان بسخط وقال :
- كفى هذيان .. وهيا بنا .
ولكن فهد كان في حاله من الصراحه والوقايه لا تتكرر في حياته كثيرا.. وكان يشعر بأنه في مهمه لمعاقبة اصدقائه فهم دائما يستخفون به ويروا أنفسهم أفضل منه فآن الاوان ليواجه كلا منهما بعيوبه فقال لأرسلان :
- نعم انت منافق .. لا تشرب الخمر وتعتبرها منكرا ولكنك تدفع ثمنها .. لا تلعب القمار لإنه ميسر ولكنك تحفظنا على الذهاب والسهر بالكازينوهات لتراقبنا ونحن نلعب .. انت لاتزني .. فاازنا حرام ولكن عندما تعجبك امرأه
ايا كانت اخلاقها فأنت تتزوجها ..في السر طبعا .. وبذلك تتحايل على الشرع والدين لتحصل عليها في فراشك ....
زوجتك وام اولادك ترتدي النقاب ولا تخرج إلا بمحرم ..ولا تقود سيارة .. والأخرى التي اتخذتها للمتعه ترتدي البكيني وتركيب السيارات والطائرات واليخوت وتتحرش بالرجال .....
هنا مد ادهم يده وأمسك ساعد فهد وضغط عليه بقوة وصاحب بغضب
- لغاية هنا واقفل فمك ومتنطقش بكلمه تانيه
سحب فهد يده بعنف وصاحب
- أتريد حمايته مره اخرى ؟ تخشى على أحاسيسه المرهفة من معرفة حقيقة أنه تيس.
كان وجه ارسلان قد استحال بلون ورقه بيضاء وتابع فهد مهاجما ادهم
- إن كنت صديقا حقيقيا لوعيته وعرفته حقيقة من جعل منها زوجه له .
ثم وجه حديثه لأرسلان
- لقد تحرشت بي زوجتك الغير مصونة وقد رأتنا ليلى معا .. واسألها .. وادهم أيضا رآنا معا وضربني من أجل ذلك .. تحرشت بي عارضه نفسها علي بوقاحة .. وطوال الوقت كانت تفعل.. حتى مع أدهم .. حاولت معه هو أيضا ولكنه ليس مثلي بالطبع فخافت منه ولم تكررها .. اسأله .. أنه امامك أسأله.
استدار ارسلان إلى أدهم وال بصوت ميت
- هل ما يقوله صحيح ؟
اغلق ادهم عينيه بقوه وعض على شفته فصاح ارسلان ..
- صحيييح ؟
اجفل ادهم من حدة صوته وشعر أن الناس تنظر لهم وارتبك المشهد من حوله وعرف أن سرعان ما سيأتي إليهم أمن الكازينو فأمسك بذراع ارسلان بشده وقال بهدوء ..
- دعونا نخرج من هنا .. ونتكلم بهدوء.
ولكنه سحب ذراعه بعنف وقال:
- اي أصحاب أنتما .. اي اصحاب؟
أدار نظراته المصدومه فيهما وقال
- لا اريد ان اعرفكما بعد اليوم .. انتهى كل شئ .. لعنة الله عليكما .
وخرج مهرولا.. فدفع ادهم لفهد واسقطه على
البار ..قائلا بحده
- مبسوط باللي عملته ؟
تركه يضحك وهرول محاولا اللحاق بأرسلان
ولكنه لم يلحق به ورآه يستقل سيارة أجرة
انطلقت به على الفور .. فأخرج هاتفه واتصل
بجميلة وبسرعة شرح لها الأمر بإختصار وطلب منها أن تأخذ تاليدا عندها في جناحها حتى يلحق بأرسلان لتهدئته قبل أن يقوم بشئ متهور .
وجد ادهم ارسلان يدور في الجناح مثل المجنون يبحث عنها فدخل واغلق الباب وقال
- هي مش هنا.
استدار إليه ارسلان والشرور يتطاير من عينيه
- لقد نبهتها .. وجعلتها تهرب .
- علشان خايف عليك مش عليها .. هي لا تستحق انك تأذي نفسك وعائلتك علشانها
صاح به ثائرا :
- لو كنت تخاف علي ..كنت نبهتني من البدايه
نفخ أدهم بضيق ثم قال :
- الموضوع مش بالبساطة دي .. أنا عارف مدى حساسيتك وكنت عارف انها مجرد نزوة
في حياتك زي اللي قبلها وانك حامل منها أو تكتشف سلوكها المنحرف بنفسك.. فهي ليست بحريصه ابدا .. والأهم من ده ..مكنتش عايزكم تخسروا صداقتكم انت وفهد بسببها
جلس أرسلان قائلا بمرارة
- الصداقه.. الصداقه التي تقوم على الخيانه والتآمر والطعن في الظهر ليست صداقه .
- محدش اتآمر عليك مننا .. كنا ..
قاطعه ارسلان بمراره
- تقوم بحماية.. اتعلم ؟ فهد كان عنه حق عندما قال انك تبالغ في السيطرة وفرض وجهات نظرك ومعاملتنا كأطفال عاجزين ..
كيف تريدني أن أكون شاكرا لك وانت سمحت لعاهرة أن تستغفلني ؟!...
صاح ادهم بغضب مماثل وقد فاض به الكيل
- كنت عايزني اعمل ايه .. اجي لحد عندك واقولك أن مراتك بتغرينا وبتتحرش بينا .
- نعم .. هذا ما أتوقعه من صديقي ومن أخي
لكننا أثبتنا أنكما لست كذلك.
ثم سار إلى الباب وفتحه وقال
- أخرج من هنا .. لا اريد ان اراك انت ايضا من بعد الآن أبدا.

بحر الاحزان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن