7

674 28 2
                                    

جلس ذلك الثلجيي على إحدى الكراسي الموجدة بالمطبخ ، محاولاً فهم ما يجري بهذا المكان فلازال بصدمةٍ منذ يوم أمس بخصوص ذلك الشاب الذي تلقى ضرباً عنيفاً أمام الجميع ، إقتحمت سلسلة أفكاره تلك العجوز اللطيفة ذات الستين عاماً ، لكن على الرغم من كبر سنها إلا أنها لازالت بكامل صحتها و من يراها يظن أنها بأواخر الثلاثين وليس الخمسين

"آيزك عزيزي بماذا تفكر ؟! ... لقد ناديتك عدة مرات .."

آيزك : أوه ... حقاً آسف مدام ماريا ...كنتُ فقط شارداً ...قولي لي مالذي أردته مني ؟! ...

ماريا : لا عليك لقد إنتهيت منها ... أخبرني ما الذي يشغل بالك ؟!

ايزك : مممم ... البارحة ... ذلك الشاب ... مالذي يحدث ؟!

ماريا بحزن : يبدو أنه بعد عودة السيد الصغير سنشهد الكثير من الأحداث السيئة ....

آيزك بذهول : السيد الصغير ؟!؟؟! أتقصدين أن ذلك الشاب الذي تعرض لكل هذا التعنيف هو سيد هذا المنزل ؟!؟

ماريا بجدية : أنظر آيزك ... في هذا القصر يجب أن تكون أعماً و أطرش و أخرس ... و لا تتدخل بأي شي ... ولا تنظر للسيد الصغير أو تزعجه وإلا لن يحصل خيراً أبداً ... كن حذراً فالسيد الكبير لا يحب أن يعبث أي أحد بممتلكاته و أن يتدخل بمساحته الشخصية ... بكل الأحوال هما زوجان لذا لا فائدة من التدخل بأمورهما الشخصية ....

صدم ذلك الثلجي من كلام رئيسة الخدم و كيف لا يُصدم فهو لا يزال جديداً في هذا القصر الضخم و لم يشهد على أي شيء مشابه لما حدث ، عكس كل الموجودين الذين إعتادوا على هذا بل أصبحوا يستغربون إن ما مر يومٌ دون حدوث شيءٍ سيءٍ كهذا ، دخل الثلجي و رئيسة الخدم لغرفة ذلك القابع تحت ملائة السرير متكورٌ حول نفسه يشد على شفتيه إثر الألم الذي يشعر به بكل أنحاء جسده ، ليشعر بتلك اليد العطوفة التي تمسح شعره برفق و الدموع تملئ عينيها التي تبث الإحساس بالأمان ، إعتدل الغرابي بصعوبةٍ ليتمكن من معانقة تلك التي كانت بمثابة أمٍ له فهو لا يناديها سوى العمة و يحبها كثيراً فهي الوحيدة التي تعطف عليه و تهتم به ، مسحت وجهه من تلك الدموع التي لم تتوقف يوماً عن الهطول بهذا القصر ، و ناولته الحساء ليأكل ، بل أطعمته بنفسها بعد أن رأت كدمات يديه التي تؤلمه كلما حركهما ، جلب ذلك الثلجي علبة الإسعافات ليغير ضمادات الغرابي التي وضعها ذلك الوحش له هذا الصباح عندما لم يكن بوعيه بعد أن إنتهى منه ، وضع له المراهم و الضمادات و قد أصبح الآن يشبه المومياء فعلاً ، بعد أن إنتهى الثلجي نظر له جان بإستغراب فهو لم يره من قبل لذا عرّف آيزك عن نفسه ...

آيزك : مرحبا سيدي الصغير ، إسمي آيزك ، خادمك الشخصي الجديد ، جئت منذ شهرين ، رجاءً لا تترد بمناداتي إن إحتجت أي شي ....

أماء له جان بتعب فهو غير قادر حتى على الترحيب بأحد ، نظر الغرابي للسيدة ماريا بتساؤل و همس بإرهاق

جان : أين لوكس

أدمعت ماريا ، تنظر للأسفل

ماريا : أظن أنك تعلم أين سيضعه السيد كريس

فهم جان مقصدها ، أشاح ببصره لذلك الحائط الزجاجي على الجانب الأيمن الذي تدخل منه أشعة الشمس و يطل على البحر الذي يعكس ذلك اللون الأزرق البراق الذي يبث الراحة و الإسترخاء لكل من يتأمله ، أحس بوخزةٍ بصدره لفكرة أن صديقه و خادمه السابق إحتمالٌ أن يكون قد لقي حتفه ، زاد حقده و كرهه لكريس الذي لم يسمح لهذا الصغير بالتنفس حتى .....

أخرجني حيث تعيش القصص. اكتشف الآن