24

278 13 1
                                    

منغمسٌ بتنظيف و ترتيب كوخه أو ما أصبح بمرسمه ، مرتدياً قميصاً واسعاً و خفيفاً جداً ،  بنطالاً مريحاً، يمسح الغبار و يكنس الأوساخ ، يشعر بالحر ، و العرق يتصبب منه بغزارة ، يربط شعره للأعلى قليلاً ، و بعض الخصلات تخرج من الجوانب مُرافقةً غرته ، أنهى التنظيف بصعوبة مبعثراً المكان عدة مرات إلى أن فهم تماماً كيفية الأمر ، ليقوم بإدخال الرفوف و الطاولات التي قد حضّرهم من قبل ، راكناً جميع أعراضه و مستلزماته خارج الكوخ ، يُدخلهم بالتدريج و يرتبهم بأماكن مناسبة ، خصص ركناً كاملاً للرسم حيث كانت بجوار النافذة الكبيرة ، وضع طاولة الرسم و المرسم الخشبي و بضعة رفوف و جرارات ملئها بأدواته ، بشكلٍ مرتبٍ و أنيق ، و ركن لوحاته المنتهية أرضاً ، مسندهم على الحائط بجوار الجرارات ، ركنٌ آخر على نفس جهة المرسم ، وضع بعض الوسائد الأرضية الجميلة ، منها أصفر و منها أزرق ، و أحمر و ملائةٌ خضراء و طاولة أرضية بيضاء تتوسطهم  ، أمامهم  شاشةً قماشيةً كبيرة  يقابلها فوق الطاولة العارض ، حيث يُعرض الفيلم و المشاهد على القماشة ، بعض الزينة كأوراق الشجر الصناعية و الأضواء الخافتة قام بتعليقها على الجدران و السقف بشكلٍ فوضويٍ و لطيف بذات الوقت ، معطياً مظهر غابة ، خصيصاً أن الكوخ خشبي و عتيق مما يجعله أكثر لطفاً و سلاماً ...
أنهى ترتيب المكان ليجلس بمرسمه يقوم بتنظيف فُرشه و أدواته ، ليشعر بدفئٍ لطيفٍ يلفح مؤخرة عنقه ، بالبداية فزع من الشعور لكن سرعان ما أدرك صاحبه ، ليجد وجهاً لطيفاً مبتسماً أمامه

جان : هان ... أفزعتني ...

هان بينما يحشر أنفه بعنقه أكثر : همممم ... و لما الفزع ؟؟!  ... هممم ... هل أنهيت المرسم ؟!! ...

بحماسة يتحدث ، وبينما يستقيم و يتأمل المكان الذي أصبح بغاية الجمال

هان بسعادة و حماسة كبيرة : وااااو ... إنه حقاً رائع ... تماماً كما بالأفلام ... أحببته ...

يمسك بكلتا يدي الرقيق و يحدق بحماسة بعينيه

هان : ... هذا رائع ... الآن بإمكانك البدء بحساباتك للرسم ... ستنشهر بسرعة ... و سياعدك ذلك بالدخول للمعارض و بناء جمهورٍ خاصٍ بك ...

ليبتسم الآخر بلطف

جان : ... هممم ... ربما ... حسناً ... الآن لم يبقى علي سوى تنظيف أدواتي و من الغد أبدأ بالرسم ... أريد أن أستمر و أرسم بشكلٍ متواصل ...

هان : ... أجل ... وأنا سأقوم بالتصوير ...

جان بسخرية : ... ههه ... أنت دوماً ما تقوم بتصويري أثناء إنشغالي

هان مقتربا أكثر محاوطاً جذعه : ... أصورك بأكثر لحظاتك إثارة لأجلي أما هذه المرة لن تكون كذلك ... لا أريد لأحدٍ غيري رؤية جانبك المثير ...

جان بغيظ : هممم ... و لما !! ... ربما أُحبُ أن أُرى هكذا

ليبرز الآخر شفته السفلية بحزن كالأطفال  مسبباً بقهقهة الآخر

أخرجني حيث تعيش القصص. اكتشف الآن