منغمسٌ بتنظيف و ترتيب كوخه أو ما أصبح بمرسمه ، مرتدياً قميصاً واسعاً و خفيفاً جداً ، بنطالاً مريحاً، يمسح الغبار و يكنس الأوساخ ، يشعر بالحر ، و العرق يتصبب منه بغزارة ، يربط شعره للأعلى قليلاً ، و بعض الخصلات تخرج من الجوانب مُرافقةً غرته ، أنهى التنظيف بصعوبة مبعثراً المكان عدة مرات إلى أن فهم تماماً كيفية الأمر ، ليقوم بإدخال الرفوف و الطاولات التي قد حضّرهم من قبل ، راكناً جميع أعراضه و مستلزماته خارج الكوخ ، يُدخلهم بالتدريج و يرتبهم بأماكن مناسبة ، خصص ركناً كاملاً للرسم حيث كانت بجوار النافذة الكبيرة ، وضع طاولة الرسم و المرسم الخشبي و بضعة رفوف و جرارات ملئها بأدواته ، بشكلٍ مرتبٍ و أنيق ، و ركن لوحاته المنتهية أرضاً ، مسندهم على الحائط بجوار الجرارات ، ركنٌ آخر على نفس جهة المرسم ، وضع بعض الوسائد الأرضية الجميلة ، منها أصفر و منها أزرق ، و أحمر و ملائةٌ خضراء و طاولة أرضية بيضاء تتوسطهم ، أمامهم شاشةً قماشيةً كبيرة يقابلها فوق الطاولة العارض ، حيث يُعرض الفيلم و المشاهد على القماشة ، بعض الزينة كأوراق الشجر الصناعية و الأضواء الخافتة قام بتعليقها على الجدران و السقف بشكلٍ فوضويٍ و لطيف بذات الوقت ، معطياً مظهر غابة ، خصيصاً أن الكوخ خشبي و عتيق مما يجعله أكثر لطفاً و سلاماً ...
أنهى ترتيب المكان ليجلس بمرسمه يقوم بتنظيف فُرشه و أدواته ، ليشعر بدفئٍ لطيفٍ يلفح مؤخرة عنقه ، بالبداية فزع من الشعور لكن سرعان ما أدرك صاحبه ، ليجد وجهاً لطيفاً مبتسماً أمامهجان : هان ... أفزعتني ...
هان بينما يحشر أنفه بعنقه أكثر : همممم ... و لما الفزع ؟؟! ... هممم ... هل أنهيت المرسم ؟!! ...
بحماسة يتحدث ، وبينما يستقيم و يتأمل المكان الذي أصبح بغاية الجمال
هان بسعادة و حماسة كبيرة : وااااو ... إنه حقاً رائع ... تماماً كما بالأفلام ... أحببته ...
يمسك بكلتا يدي الرقيق و يحدق بحماسة بعينيه
هان : ... هذا رائع ... الآن بإمكانك البدء بحساباتك للرسم ... ستنشهر بسرعة ... و سياعدك ذلك بالدخول للمعارض و بناء جمهورٍ خاصٍ بك ...
ليبتسم الآخر بلطف
جان : ... هممم ... ربما ... حسناً ... الآن لم يبقى علي سوى تنظيف أدواتي و من الغد أبدأ بالرسم ... أريد أن أستمر و أرسم بشكلٍ متواصل ...
هان : ... أجل ... وأنا سأقوم بالتصوير ...
جان بسخرية : ... ههه ... أنت دوماً ما تقوم بتصويري أثناء إنشغالي
هان مقتربا أكثر محاوطاً جذعه : ... أصورك بأكثر لحظاتك إثارة لأجلي أما هذه المرة لن تكون كذلك ... لا أريد لأحدٍ غيري رؤية جانبك المثير ...
جان بغيظ : هممم ... و لما !! ... ربما أُحبُ أن أُرى هكذا
ليبرز الآخر شفته السفلية بحزن كالأطفال مسبباً بقهقهة الآخر
أنت تقرأ
أخرجني
Randomبعد هروب ذلك الفاتن اللطيف من سجنه الذي سلبه حياته و مستقبله ، هل سيستطيع إستعادة ما سُلِب منه بعد ان إلتقى بذلك اللطيف الذي سيعيد اليه طعم الحياة و السعادة .... هل سيتخطى ماضيه ام سيبقى اسيرا له ، وهل سيستطيع التخلص من ما يسيطر على حياته و يتح...