22

338 15 3
                                    

دخل الثلجي غرفة ذلك الأشهب ، يجده يقوم ببعض التعديلات و التغيرات ، يقف أمان الباب و الآخر مُنشغل بما يفعل ، يتأمل خطواته و خصلاته التي تتطاير بفعل حركته ، تتموج و تتبعثر ، خصيصاً عندما يقوم بإعادتها للوراء بعنف ، كما لو أنه مجبرٌ على إطالتها و يكرهها جداً ، إقترب الثلجي بهدوء ، ليُمسك بحبلٍ صغيرة مهملةً على الأرضية ، أخذ بتلك الخصلات التي تفاجئ صاحبها من إقتراب الآخر ، يمسكها برفق ليقوم بجمعهم سوياً خلف عنقه يعقد الحبل عليهم ، إلتفت شهل العينين يحدق به بإستفهام

آيزك : شعرك طويلٌ جداً ...

لوكس : ... أجل ... سأقوم بقصه ... ربما أذهب و جان للحلاقة ...

آيزك : ... لكنه جميل ...

لوكس : ... أجل ... للفتيات ...

تحدث بضجرٍ معيداً رأسه لإكمال ما يفعله ، ليُغادر الآخر بصمتٍ متوجهاً ناحية سارا اللطيفة و التي تقوم برسم بعض الرسومات و الخرابش اللطيفة ، يجلس بجانبها و يُحدق فيما تفعل ، يتسائل عن إتقان الصغيرة لرسم هرةٍ بشكل دقيق و جميل ، أمسك بالورقة يحدق بها بإمعان ، مذهولاً من إتقان الرسمة

آيزك بذهول : سارا ... هل أنتِ من رسم هذه ...

لتقهق الصغيرة بينما تردف

سارة : ... عمي جان علمني ذلك ... إنها رسمته ... و هذه لي ...

مررت له عدة أوراق أخرى لذات الرسمة ، كما لو أنها تتدرب لنسخها بشكلٍ جيد ، و بالفعل بضع صفحات كانت قريبةً جداً من رسمة جان

سارة بقهقهة : ... إنها الهرة لوكس ...

ليحدق الأكبر بها ثم بالرسمة و ينفجر ضاحكاً وهو يقارن بين القطة و لوكس

آيزك : ... يا الهي ... إنها بالفعل كذلك ... و انا الذي كنت أتسائل لما تبدو مألوفة ... هههه ...

..........................

توجهوا أربعتهم للمدينة بغية جلب بعض المؤون و المستلزمات ، و رغبةً بتعديل مظهرهم و هيئتهم المتشردة ، دخلوا إحدى صالونات الحلاقة ، يجلس كلاً منهم بكرسيه بينما يستلم كل عاملٍ رأس كلٍ منهم ، لم يسمح جان بتقصير شعره كثيراً فقد كان إيطاله برغبةٍ منه لكنهم قامو بتعديله و قص غرة قصيرة بعض الشيء و مناسبة لطوله مع بعض التدرجات الجذابة ، بينما لوكس قام بإنهائه تماماً ، قَصةً قصيرةً جداً بالكاد يصل طول خصلاته لسانتين ، و مبعثرة ، زاد من وسامته و حدودية ملامحه ، أما آيزك أخذ بشعرٍ مخففٍ من الجوانب و بتسريحةٍ رسميةٍ لبقة ، هان فضل أن يبقى كما هو حيث يصل لأسفل أذنيه ببعض التدرجات المثيرة ، و بهذا أنهوا الوسيمين الأربعة تحسين مظهرهم المشرد ، دخلوا مشردين ليخرجو مثيرين ، بعد التجول قليلاً بأرجاء المدينة ، أصرّ لوكس على دخول إحدى البارات التي صادفوها بطريقهم ، للحظي ببعض المرح و الإستمتاع ، توجه للساقي ليأخذ لكلٍ منهم مشروباً كحولياً خفيفياً و يهم لساحة الرقص الصاخبة حيث الجميع يرقصون بجنون تام ، إشتاق أشهب كثيراً لهذه الأجواء ، يمسك بزجاجته بيد و بالأخرى يرفعها عالياً و يتجه للرقص بينما جسده يتمايل طوال طريقه للساحة ، و الآخرون يقهقهون عليه ، يحدق الثنائي بذلك الثلجي الشارد بأثره ، ليوجه بصره نحوهما بإستفهام ، أخذ جان بيديه يدفعه و يشير له للذهاب إليه

أخرجني حيث تعيش القصص. اكتشف الآن