بتثاقلٍ شديد يفتح عينيه المرهقتين ، ليستعيد إدراكه ، شعر بالعطش الشديد ، ليستدير رأسه لجانبه حيث يرقد شاباً ، الشحوب و الإرهاق و التعب لم يغطي وسامته ، مستلقٍ بجانبه بعيداً عنه ، على حافة طرف السرير ، مُكتفاً يديه ، و قدميه متقاربتين ، ينام محاولاً جهده ألا يزعج الآخر حتى أثناء نومه ، تبسم بلطف لحنيته و مراعاته ، لم يرد إيقاظه لأمرٍ سخيف لكنه أيضاً لم يستطع تحمل العطش الشديد ، و كون هان يعلم أنه لن يهتم لتعليمات الطبيب و سيقوم بما يريد بنفسه أبعد عنه كل شيء كي يجبره على الطلب منه و إيقاظه إن إحتاج شيئاً ، بلطفٍ يمرر أنامله الرقيقة على وجهه ، تلامس مفاصلها حاجبي الآخر اللطيفتين بإنعقدها الطفيف
جان بخفوت : ... هان .... هاني ...
أراد ترديدها مرةً أخرى لكنه جفل بإستيقاظ الآخر بذعر ، حيث جلس فوراً متأهباً و يحدق بالآخر بتوتر يتفحصه مُطمئناً على حاله
هان بذعر : ماذا ؟! ما الأمر ؟!! ... أنت بخير ؟! ... أتتألم !!!...
ليبتسم الآخر بقلة حيلة ، فهو مدركٌ لإنهيار الصغير و تلف أعصابه ، بالكاد ينام ، يستمر بمراقبته و الإهتمام به بشكلٍ مُبالغ
جان : ... إهدأ ... لا شيء ... إهدأ ... أنا فقط أشعر بالعطش ...
ليستقيم الجرو ببعض العجلة ، يأخذ بكوب الماء و
يملئه من الزجاجة بجانبه ، يتوجه لجهة الآخر واضعاً الكوب على المنضدة بجواره ليأخذ بلطف يحاوط يديه جذعه و غراب بدوره يتشبث بأحد ذراعيه يحاوط عنقه مثبتاً يده على كتفيه ، ليقوم هان برفعه قليلاً مريحاً ظهره على الوسائد برفقٍ بشكلٍ شبه جالس ، يعدل الملائة و الوسائد حوله ليرتاح أكثر ، جلس بجانبه ، يناوله كوب الماء بحذر ، يرتشف الآخر بهدوء ليمرر الصغير أنامله برفقٍ لجبين الأكبر نزولاً لوجنتيه مُبعداً بطريقه خصلاته خلف أذنه ، ليبادره غراب بدوره بعينيه بلطفٍ و إمتنانهان : ... أتشعر بأي ألم ؟! ...
لينفي الآخر برأسه ، مبتسماً بلطف ، أعاد هان الكوب للمنضدة مجدداً ، ليأخذ بذراعيه يثبت أحدها أسفل ركبتي الآخر و بالأخرى خلف ظهره و بدوره جان يحيط عنقه بإحدى ذراعيه السليمة حيث الأخرى تحيطها جبيرةً قاسية و مشداً مرصوصاً على كتفه ، توجها للحمام ليبدأ يومهما بإنتعاش ، يستحما بهدوء و إسترخاء ، خرجا بعد مدة من الإنتعاش اللطيف ، أرتدا ملابسهما ، ساعد هان الآخر بالإرتداء ليأخذ بالحزام المثبت ليحيط حوضه حيث غطى وركيه و أحد قدميه كاملةً ، مقيداً حركة العظام حرصاً على إلتائمها بشكلٍ جيد ، مُعيداً إستلقائه على السرير بشكلٍ مريح أكثر ، يطبع قبلةً لطيفةً بجبينه ، محدقاً بعينيه بلطف ، يأخذ كلتا يديه برفق يمسكهما ليهبط يجلس بجانبه ، مخفضاً برأسه يقبلهما ليعاود النظر بكريستاليتيه و الذي بدوره يراقب بصمتٍ و لطف
هان : ... أحبك ...
جان : ... أنا ايضاً ...
تقرع الباب بخفةٍ و هدوء لتدخل بعد سماع الإذن ، سوداوتين واسعتين لطيفتين تملأهما تعابير الحزن و القلق
أنت تقرأ
أخرجني
Randomبعد هروب ذلك الفاتن اللطيف من سجنه الذي سلبه حياته و مستقبله ، هل سيستطيع إستعادة ما سُلِب منه بعد ان إلتقى بذلك اللطيف الذي سيعيد اليه طعم الحياة و السعادة .... هل سيتخطى ماضيه ام سيبقى اسيرا له ، وهل سيستطيع التخلص من ما يسيطر على حياته و يتح...