28

252 11 0
                                    

بتثاقلٍ شديد يفتح عينيه المرهقتين ، ليستعيد إدراكه ، شعر بالعطش الشديد ، ليستدير رأسه لجانبه حيث يرقد شاباً ، الشحوب و الإرهاق و التعب لم يغطي وسامته ، مستلقٍ بجانبه بعيداً عنه ، على حافة طرف السرير ، مُكتفاً يديه ، و قدميه متقاربتين ، ينام محاولاً جهده ألا يزعج الآخر حتى أثناء نومه ، تبسم بلطف لحنيته و مراعاته ، لم يرد إيقاظه لأمرٍ سخيف لكنه أيضاً لم يستطع تحمل العطش الشديد ، و كون هان يعلم أنه لن يهتم لتعليمات الطبيب و سيقوم بما يريد بنفسه أبعد عنه كل شيء كي يجبره على الطلب منه و إيقاظه إن إحتاج شيئاً ، بلطفٍ يمرر أنامله الرقيقة على وجهه ، تلامس مفاصلها حاجبي الآخر اللطيفتين بإنعقدها الطفيف

جان بخفوت : ... هان .... هاني ...

أراد ترديدها مرةً أخرى لكنه جفل بإستيقاظ الآخر بذعر ، حيث جلس فوراً متأهباً و يحدق بالآخر بتوتر يتفحصه مُطمئناً على حاله

هان بذعر : ماذا ؟! ما الأمر ؟!!  ... أنت بخير ؟! ... أتتألم !!!...

ليبتسم الآخر بقلة حيلة ، فهو مدركٌ لإنهيار الصغير و تلف أعصابه ، بالكاد ينام ، يستمر بمراقبته و الإهتمام به بشكلٍ مُبالغ

جان : ... إهدأ ... لا شيء ... إهدأ ... أنا فقط أشعر بالعطش ...

ليستقيم الجرو ببعض العجلة ، يأخذ بكوب الماء و
يملئه من الزجاجة بجانبه ، يتوجه لجهة الآخر واضعاً الكوب على المنضدة بجواره ليأخذ بلطف يحاوط يديه جذعه و غراب بدوره يتشبث بأحد ذراعيه يحاوط عنقه مثبتاً يده على كتفيه ، ليقوم هان برفعه قليلاً مريحاً ظهره على الوسائد برفقٍ بشكلٍ شبه جالس ، يعدل الملائة و الوسائد حوله ليرتاح أكثر ، جلس بجانبه ، يناوله كوب الماء بحذر ، يرتشف الآخر بهدوء ليمرر الصغير أنامله برفقٍ لجبين الأكبر نزولاً لوجنتيه مُبعداً بطريقه خصلاته خلف أذنه ، ليبادره غراب بدوره بعينيه بلطفٍ و إمتنان

هان : ... أتشعر بأي ألم ؟! ...

لينفي الآخر برأسه ، مبتسماً بلطف ، أعاد هان الكوب للمنضدة مجدداً ، ليأخذ بذراعيه يثبت أحدها أسفل ركبتي الآخر و بالأخرى خلف ظهره و بدوره جان يحيط عنقه بإحدى ذراعيه السليمة حيث الأخرى تحيطها جبيرةً قاسية و مشداً مرصوصاً على كتفه ، توجها للحمام ليبدأ يومهما بإنتعاش ، يستحما بهدوء و إسترخاء ، خرجا بعد مدة من الإنتعاش اللطيف ، أرتدا ملابسهما ،  ساعد هان الآخر بالإرتداء ليأخذ بالحزام المثبت ليحيط حوضه  حيث غطى وركيه و أحد قدميه كاملةً ، مقيداً حركة العظام حرصاً على إلتائمها بشكلٍ جيد ، مُعيداً إستلقائه على السرير بشكلٍ مريح أكثر ، يطبع قبلةً لطيفةً بجبينه ، محدقاً بعينيه بلطف ، يأخذ كلتا يديه برفق يمسكهما ليهبط يجلس بجانبه ، مخفضاً برأسه يقبلهما ليعاود النظر بكريستاليتيه و الذي بدوره يراقب بصمتٍ و لطف

هان : ... أحبك ...

جان : ... أنا ايضاً ...

تقرع الباب بخفةٍ و هدوء لتدخل بعد سماع الإذن ، سوداوتين واسعتين لطيفتين تملأهما تعابير الحزن و القلق

أخرجني حيث تعيش القصص. اكتشف الآن