33

302 10 26
                                    

*** يمشي بأرجاء الحي ، أسفل عتمة السماء ، ممسكاً بإحدى سجائره ، ينفث بدخانها بالهواء بهدوء ، إستدار رغبةً بالعودة أدراجه لتستقبله إبتسامةً ساحرة ، بأجفانٍ مُمتلئة إثر تقلصها و حفرةٌ كغمازةٍ صغيرة و لطيفة أسفل عينيه اليسرة

" ماذا تفعل هنا "

ليكون جوابه ضربةٍ من عصاً سميكة جعلت منه يفقد وعيه ....

....................

فتح عينيه بثقلٍ شدد و صداعٍ يهشم دماغه ، يشعر كأنما إبراً صغيرةً و حارة تدخل عينيه ، صدى دوي برأسه كطبولٍ تُقرع وسط صمت الجميع ، بضبابيةٍ يحدق حوله لتصطدم عينيه بذلك الجسد الهزيل ، يجلس بكرسيٍّ أمامه بشكلٍ معاكس ، يسند ذراعيه على ظهر الكرسي و رأسه يتكى فوقهما ، بعد تبادل النظرات  طويلاً كسر صمتهما الأكبر

" ... ما الذي تفعله ؟!!! "

يتحدث بثقل و أنفاسٍ مضطربة تحاول تنظيم نفسها لشدة ألم رأسه

" هممم ... ألم تشتق إلي ؟! ... لقد كنتُ غائباً فترةً طويلة ... "

" .... "

" اوووه ... نسيت ... لطالما أردتم غيابي ... لذا لا بأس ... أنا أيضاً لم أشتق لك "

" .... "

" ... منذ بضعة أيام ... كنا نحتفل ... لقد كان ذكرى مولد ملاك "

يتحدث مُحدقاً بعينه بتركيزٍ شديد بينما الآخر ينظر بهدوءٍ تام و حذرٍ شديد ، محاولاً تفسير و فهم ما يجري ، لينقذ ذاته فهو قد تأكد أن من أمامه الآن ليس ذات الشخص

" كنا نرقص ... و نصفق ... نقهقه بسعادة ... لكن ... ذلك الملاك ... قرر الطيران بعيداً و العودة لحيث جاء ... "

" ... حسناً ؟! ... لكن ما شأني ؟! بذلك ... "

ليصك أسنانه بغضبٍ شديد محدقاً بحدية بعينيه

" ... ما شأنك ؟!!! ... أووه نسيت ... فأنت لم تكترث أبداً لها ... "

" ... عن من تتحدث ... "

" أتحدث عن ملاكٍ صغيرٍ هجين ، أحد والديه ملاكاً سامي و الآخر شيطانٌ خبيث ... أتحدث عن من ضحت سارا لأجلها "

لتتوسع سوداوتي المقيد محدقاً بالآخر بإضطراب و ذعر

" ... ما الذي حدث لها ؟!! ... إبنتي ؟!!  ... أين هيا ؟!!! "

لتُفلت قهقةٌ ساخرة من الأصغر

" إبنتك ؟!!! .... هههه ... لا تضحكني ... "

" أين هي ؟! ... اين أخذتها أيها اللعين ؟!! ... لقد سلبتها مني ... من سمح لك بذلك !!! ... "

" اوه ...حقا !! ... دعني أصحح ما قلتَه ... سلبتُ منك خمسون مليوناً ... و ليس أبنتك ... فأنت لا تعد أحداً غيرك بشري ... جميعنا سلعةٌ لك ... "

لينفعل الآخر ، تحد ملامحه و نبرته

" ... ايها اللعين ... هذه إبنتي أنا ... أتفهم ... "

أخرجني حيث تعيش القصص. اكتشف الآن