*** يمشي بأرجاء الحي ، أسفل عتمة السماء ، ممسكاً بإحدى سجائره ، ينفث بدخانها بالهواء بهدوء ، إستدار رغبةً بالعودة أدراجه لتستقبله إبتسامةً ساحرة ، بأجفانٍ مُمتلئة إثر تقلصها و حفرةٌ كغمازةٍ صغيرة و لطيفة أسفل عينيه اليسرة
" ماذا تفعل هنا "
ليكون جوابه ضربةٍ من عصاً سميكة جعلت منه يفقد وعيه ....
....................
فتح عينيه بثقلٍ شدد و صداعٍ يهشم دماغه ، يشعر كأنما إبراً صغيرةً و حارة تدخل عينيه ، صدى دوي برأسه كطبولٍ تُقرع وسط صمت الجميع ، بضبابيةٍ يحدق حوله لتصطدم عينيه بذلك الجسد الهزيل ، يجلس بكرسيٍّ أمامه بشكلٍ معاكس ، يسند ذراعيه على ظهر الكرسي و رأسه يتكى فوقهما ، بعد تبادل النظرات طويلاً كسر صمتهما الأكبر
" ... ما الذي تفعله ؟!!! "
يتحدث بثقل و أنفاسٍ مضطربة تحاول تنظيم نفسها لشدة ألم رأسه
" هممم ... ألم تشتق إلي ؟! ... لقد كنتُ غائباً فترةً طويلة ... "
" .... "
" اوووه ... نسيت ... لطالما أردتم غيابي ... لذا لا بأس ... أنا أيضاً لم أشتق لك "
" .... "
" ... منذ بضعة أيام ... كنا نحتفل ... لقد كان ذكرى مولد ملاك "
يتحدث مُحدقاً بعينه بتركيزٍ شديد بينما الآخر ينظر بهدوءٍ تام و حذرٍ شديد ، محاولاً تفسير و فهم ما يجري ، لينقذ ذاته فهو قد تأكد أن من أمامه الآن ليس ذات الشخص
" كنا نرقص ... و نصفق ... نقهقه بسعادة ... لكن ... ذلك الملاك ... قرر الطيران بعيداً و العودة لحيث جاء ... "
" ... حسناً ؟! ... لكن ما شأني ؟! بذلك ... "
ليصك أسنانه بغضبٍ شديد محدقاً بحدية بعينيه
" ... ما شأنك ؟!!! ... أووه نسيت ... فأنت لم تكترث أبداً لها ... "
" ... عن من تتحدث ... "
" أتحدث عن ملاكٍ صغيرٍ هجين ، أحد والديه ملاكاً سامي و الآخر شيطانٌ خبيث ... أتحدث عن من ضحت سارا لأجلها "
لتتوسع سوداوتي المقيد محدقاً بالآخر بإضطراب و ذعر
" ... ما الذي حدث لها ؟!! ... إبنتي ؟!! ... أين هيا ؟!!! "
لتُفلت قهقةٌ ساخرة من الأصغر
" إبنتك ؟!!! .... هههه ... لا تضحكني ... "
" أين هي ؟! ... اين أخذتها أيها اللعين ؟!! ... لقد سلبتها مني ... من سمح لك بذلك !!! ... "
" اوه ...حقا !! ... دعني أصحح ما قلتَه ... سلبتُ منك خمسون مليوناً ... و ليس أبنتك ... فأنت لا تعد أحداً غيرك بشري ... جميعنا سلعةٌ لك ... "
لينفعل الآخر ، تحد ملامحه و نبرته
" ... ايها اللعين ... هذه إبنتي أنا ... أتفهم ... "
أنت تقرأ
أخرجني
Randomبعد هروب ذلك الفاتن اللطيف من سجنه الذي سلبه حياته و مستقبله ، هل سيستطيع إستعادة ما سُلِب منه بعد ان إلتقى بذلك اللطيف الذي سيعيد اليه طعم الحياة و السعادة .... هل سيتخطى ماضيه ام سيبقى اسيرا له ، وهل سيستطيع التخلص من ما يسيطر على حياته و يتح...