8

621 22 5
                                    

دخل الغرابي تلك الغرفة المعتمة ، يهمس و يتفحص مكان صاحبه
   
جان بهمس : لوكس ... لوكا ... أتسمعني ...؟!!
   
همهم ذلك الممدد على الأرض الذي بالكاد يعي شيئاً ، رفعه جان الذي بالكاد يقف هو الآخر ، وضع إحدى يدي المتضرر على كتفه و وضع يده  على خصره محاولاً إسناده كي لا يقع و بالأخرى يُمسك ذراعه الملفوفة حول كتفه كي لا يقع كلاهما ، زحفا للخارج فهما بالكاد يستطيعان الوقوف ، ليخرجا من تلك الغرفة متوجهَين نحو الأسفل و عند وصلهما للسلالم المؤدية للطابق الأرضي تفاجئ جان الذي كاد يسقط أرضاً من الخوف عندما سمع صوت كريس يطلب من الخدم إحضار الشراب ، لم يتوقع أن يعود بهذه السرعة فقد أخبره هذا الصباح أنه لن يعود ليومين ، لم يعرف ما الذي ينبغي عليه فعله لذا ذهب فوراً لغرفته التي كانت تبعد عنه عدة خطوات فقط ، وضع صاحبه بالخزانة و عندما أحس أن كريس قد أصبح بالغرفة إدعى أنه يقوم بترتيب بعض الملابس ، أغلق الخزانة و تفاجئ بالأصخم يحاوط خصره و يضع رأسه على كتفه ، ملصقاً صدره  بظهره ، توتر جان كونه إنتبه أن لوكس يستطيع رؤيته من ذلك الشرخ الصغير فهو لم يغلق الباب بالكامل خوفاً أن يختنق الآخر ، قبّله كريس قُبلاً طفيفة على رقبته و يمتصها قليلاً ثم ذهب للخزانة ليُخرج ملابساً مريحة لكن أوقفه صوت صغيره الذي يطلب منه الإستحمام و أنه بنفسه سيعطيه ملابسه ، شعر كريس بالفرحة العامرة ، فمنذ أن تزوجا هذه المرة الأولى التي يبادر بها الصغير و يُحاول الإهتمام بزوجه ، دفعه للسرير و إعتلاه ، فهو الآن بقمة سعادته و يريد أكله ، لا يُريد شيئاً أكثر من أن يعتني به لطيفه و يقدّره ، بدأ يطبع القُبل على جسده و يشتمّه بينما يتغزل به
   
    كريس : اهمممم ...جاني ... صغيري اللطيف ... لقد إشتقت لك كثيراً ... إشتقت للمسك و تقبيلك ... إشتقت لرعشاتك بين يدي ... إشتقت لصوتك و أنت تتأوه أسفلي ... هممم ... لا تذهب بعيداً عني مرة أخرى ... لقد كنتُ ميتاً طيلة تلك السنتين التي إختفيت بها .... إني أحبك كثيراً ، لما لا تفهمني ....
   
شعر ذلك المحجوز بالخزانة بالتقزز من هذا القذر فهو يكرهه جداً و يكره تعامله من الآخر ، لم يدع شتيمةً على هذه الأرض و لم يشتمه بها  و يلعنه و تمنى الموت له عدة مرات بطرقٍ لم يتخيلها أحد من قبل ، أراد إنقاذ صاحبه  و إبعاده من مخالب ذلك الوحش الكاسر ، لكن ماهي لحظات حتى أحس أنه إنعدمت حركتهما تماماً  ، إستغرب و تردد بالخروج ، عندما خرج وجد ذلك الوحش غائباً عن وعيه و ذلك القابع أسفله يرتعش بقوةٍ و مصدوم حاملاً حقنةً  فارغةً  بيده  على ما يبدو أنه أفرغها بجسد الأكبر ، سحبه لوكس من أسفله  يحاول تهدئته ، إلى أن صفعه بقوةٍ ليعيده لرشده ، وذلك الثلجي مصدومٌ تماماً من كل ما يحدث هو فقط يراقب  ولا يعلم بالظبط مالذي ينبغي عليه فعله لذا أكمل اللحاق بهما إلى أن وصلا لخارج القصر عن طريق نافذة المطبخ العالية قليلاً لأنها المكان الوحيد الغير مكتظ بالحراس ، فهو نفسه الطريق الذي هربوا منه المرة السابقة ، حيث أن للقصر نقطةٌ عمياء إكتشفها لوكس ، خطوا ناحية السور ليتسلقوه لكن تفاجئوا بذلك الخيال الطويل الذي إنعكس عليهما مما دب الرعب بقلب كليهما ليتبين للغرابي أن صاحب الخيال هو خادمه الشخصي الجديد آيزك ، رمقه بنظراتٍ حادة 
   
جان بحدية : إذهب من هنا إياك و فتح فمك بأي كلمة .
   
آيزك :  سيدي ما تفعله خاطئ ...

أخرجني حيث تعيش القصص. اكتشف الآن