حلقةٌ من الأطفال متجمعين حول عراك ٍ بين طفلين صغيرين ، يهتفون مشجعين لإحتداد الشجار أكثر ، وسط متنزه الحي ، تتدخل سيدتان تجر كلاً منهما أحد الطفلين من إحدى أذنيه
" هذا الولد مشاكسٌ و شقيٌ جداً ... إن إستمر بإذاء طفلي هكذا فسأُعاقبه بنفسي ، فلتضعي حداً له "
تتحدث السيدة ممسكةً بطفلها الذي ينزف بعض الدماء من رأسه و شفتيه ، و تُوجد بعض الخدوش على وجهه و يديه ، ليُجبها الطفل الآخر و الذي كانت إصاباته أكثر عدداً و إيلاماً بكدماتٍ زرقاء و بنفسجية ، و عين متورمة بشكل فظيع
" أيتها العجوز الخرفاء ، فلتقومي بتربية طفلك بدل التذمر علينا "
لتتقدم السيدة ناحيته و تقوم بصفعه محدقةً بحديةٍ بعينيه
" طفلٌ وقح عديم التربية ... بالطبع سيتخليان عنك والديك ... من يريد الإعتناء بهذه المصيبة البغيضة ... "
يصك أسنانه بغضبٍ شديد ، محدقاً بقوةٍ بعينيها ، لتُمسك بيده السيدة الأخرى و تشده معها متجهين للمنزل ، تُدخله ببعض الغضب و تتجه للأريكة لتستريح
" لما كل هذا لوكس ، ألا يمكنك تفويت يومٍ واحد دون عراك "
لوكس : ذلك الوغد دوماً يقوم بإزعاجي و السخرية مني ، لذا بالطبع سألقنه درساً قاسياً ... تلك الشمطاء اللعينة لا تقوم أبداً بتأديبه ... ما فائدة وجودها إذن ... ؟!!
" لوكس ... توقف عن إفتعال المشاكل ... يكفيني البؤس الذي أنا به ... إن كنت ستستمر هكذا فسيأتي يوم أتخلى به عنك أنا أيضاً "
لوكس بصياح : إذن فلتذهبي أيتها العجوز الخرفاء ... لست بحاجةٍ لأحد ... و لستُ بحاجةٍ لك أيضاً ... "
يتحدث و الدموع تنساب من عينيه بغزارة ، محاولاً كبح ضعفه و تغطيته بغضبه و عدم مبالاته و إكتراثه لأحد تاركاً تلك العجوز اليائسة تحدق بأثره ببعض الندم لما تفوهت به ، لكنها لم تعد تستطيع تحمل تصرفات حفيدها الذي تركه إبنها بعهدتها و ذهب ليكمل حياته غير مكترث ، و زوجته التي تخلت عن الصغير ما أن أنجبته ، لتذهب مطاردةً أحلامها و حياة الرفاهية مع زوجها الجديد ...
يجلس بجوار سريره متكوراً على ذاته محتضناً ساقيه ، يمسح دمعاته بعنف كلما إنهمر البعض منها .................................
بكامل قوته ، يلكم مراراً و تكراراً ، غير آبه بكمية الدماء التي تتنافر من وجه الآخر ، إلى حين إبعاده من قِبل أصدقائه عن الذي أصبح بين أحضان الموت
" ستقتله يا أحمق ... توقف ... "
" ما الذي تفعله يا رجل ... ألا تظن أنك بالغت قليلاً ... ماذا إن حدث له مكروه ... سنقع جميعنا بورطة "
ليمسكه الأسمر من ياقته بعنف ، بملامح حادة و باردة ، يحدق بعينيه بل بروحه
لوكس : إن كنت خائفاً لما لا تزال تقف هنا إذن ...
أنت تقرأ
أخرجني
Randomبعد هروب ذلك الفاتن اللطيف من سجنه الذي سلبه حياته و مستقبله ، هل سيستطيع إستعادة ما سُلِب منه بعد ان إلتقى بذلك اللطيف الذي سيعيد اليه طعم الحياة و السعادة .... هل سيتخطى ماضيه ام سيبقى اسيرا له ، وهل سيستطيع التخلص من ما يسيطر على حياته و يتح...