بوجنتين حمراوتين منتفختين بلطافةٍ شديدة ، يزداد إنتفاخ إحداها بسبب إتكائها على كتف والده الذي يُحكم أمساكه لصدره و وجه الصغير للخلف ، و لجواره والدةً لطيفة تمسح مخاط الصغير مقهقهةً لتعابيره اللطيفة ، ينفخ البالونات بأنفه بينما يحدق بنعس بالأرجاء و بإحدى يديه مصاصةً كبيرة ملونة و بالوناً على شكل جروٍ بذات لون خصلاته المنفوشة بلطف
" صغيريي~ ... أتشعر بالنعس ... هيا فلنلعب قليلاً ... ألا تريد اللعب هنا مع باقي الأطفال "
إنخفض السيد لوضع طفله أرضاً و جذب يده ناحية ساحة الرمال المليئة بالألعاب المبهرجة و اللطيفة ، تلك الشفتين البارزة بعبوس ، بثانيةٍ تبدلت لأخرى متوسعة بشدة ، و تلك النعاستين تبرق بحماسة ، ركض بسعادة ناحية الأراجيح ليصطدم بطفل آخر مسببان بسقوطهما على مؤخرتهما الممتلئة بشكل مضحك ، ينفخ وجنتيه بعبوس مكشراً بأنفه ، إستقام الطفل الآخر و الذي بدا أكبر منه ببضعة أعوام ، مد ذراعه نحوه ، سرحت تلك الزمرديتين بسلام تأمل تلك السوداوتين ، لفته وسعها و حديتها بذات الوقت ، لونها الغريب ، لم يرى قط عينان سوداوتين داكنتين ، فالجميع يملك إما عيون عسلية و إما خضراء أو زرقاء
" آسف هل تألمت ؟! ... "
بتردد أمسك اللطيف بتلك اليد الصغيرة وإستقام ، تبسم الآخر و هم للذهاب لجهة أخرى ، و ذلك اللطيف الذي يحدق بشكلٍ مبالغ مسحورٌ تماماً بل مفصولٌ عن الواقع يستمر باللحاق به ، مسبباً بقهقهة والديه بشكلٍ صاخب ، أينما يذهب أسود يلحقه أشقر ، إستمرا بالجري وراء بعضهما ، الأول يهرب مستغرباً من إلتصاق ذلك الذي ينفخ البالونات بأنفه و الثاني مفصول عن واقعه و يلاحق تلك العدستين ، وقف الصغير الأكبر أمامه محدقاً بإستفهام
" مابك ؟! ... اتريد اللعب؟! ... لما تلحق بي كالجرو ؟! "
إقترب أشقر ماداً ذراعه ، يشعر بالفضول للمس تلك الخصلات الداكنة جداً و الملساء بتموجٍ خفيف أخرها ، خالية من اي تجعيدات عكس خصلاته التي تشبه غزل البنات ، لمس تلك الخصلات و ملامحه مدهوشة ، تنهد الآخر بيأس و أمسك بيد التائه بإندهاشه ، يجره معه لساحة اللعب ، ليقفا امام الأرجوحة التي إصطدما أمامها ، أشار بسبابته اللطيفة للصغير بالذهاب نحوها كونه تحدث معه و لم يستجب
" هييي أقول فلتركب ... سيأخذها أحد الأطفال ... هيا "
لكنه لم يجد سوى تعابير لطيفة جداً بأنفٍ يُطلق البالونات ، تنهد و صفع جبهته بخفة و سحبه بيده للأرجوحة يساعده للركوب ، أحكم وضع يديه على كلتا الأحبال ليتجه خلفه و يقوم بأرجحته بلطف ، إستعاد اللطيف إدراكه ، مبتسماً بلطف يُحدق بالأرضية للتتحول للسماء ثم تعود الأرض ، بعد مدة شعر بالدوار ، للتتوقف أرجحته و الآخر يعود لجهته مطمئناً عليه بعد أن شعر بدواره و أنه على وشك السقوط
أنت تقرأ
أخرجني
Randomبعد هروب ذلك الفاتن اللطيف من سجنه الذي سلبه حياته و مستقبله ، هل سيستطيع إستعادة ما سُلِب منه بعد ان إلتقى بذلك اللطيف الذي سيعيد اليه طعم الحياة و السعادة .... هل سيتخطى ماضيه ام سيبقى اسيرا له ، وهل سيستطيع التخلص من ما يسيطر على حياته و يتح...