فارس إتنهد بإطمئنان لما لقى ملك لوحدها .. نادر فرقع المفرقعات الطويلة إللي فيها شرايط ملونة صغيرة .
ملك ضحكت و هي بتبص على الحاجات إللي بتقع عليها و بعد كدة بدأوا يغنولها .
بعد ما خلصوا سقفوا و ملك كانت الابتسامة على وشها و هي فرحانة .
يوليانة حضنتها : كل سنة و إنتي طيبة يا حبيبتي .
ملك بادلتها الحضن و هي بتقول بسعادة : و إنتي طيبة يا ست الكل .
نادر و فارس قربوا منها و فارس زقها في دراعها و قال بهزار : كل سنة و إنتي طيبة يا طفلة .
ملك برقتله و هي بتضحك : يوووه يا فارس .. 24 و لسة طفلة !
نادر شدها من دراعها و هو بيحضنها : إنتي هتفضلي أختنا الصغيرة في عينينا مهما كبرتي .
ملك ابتسمت من كلمة " أختنا " فشددت على حضنه .. نادر باس جبينها و بعدها بعد عنها ففارس حضنها فملك حضنته و هي بتضحك .
كنزي و حلا قربوا منها فحلا مدتلها إيديها بكيس قُماشي أزرق زهري و قالت بابتسامة : كل سنة و إنتي طيبة يا لوكا .
ملك قالت بابتسامة مُتأثرة و هي بتاخد منها الكيس : و إنتي طيبة يا لولا .. ليه تعبتي نفسك بس .
حلا بابتسامة : مفيش تعب ولا حاجة .. يا رب يعجبوكي بس .
ملك عقدت حواجبها و هي بتبص لدراعها : إيه إللي حصل لدراعك ؟
حلا ضحكت و هي بتبص لكنزي إللي كتمت ضحكتها : حادثة صغيرة عادي .. شوفيهم و قوليلي رأيك .
نادر كان باصص لحلا في صمت و عينيه فيها دمعة مستخبية .. إتنهد بصوت عالي من غير قصد فكلهم بصوله و ضحكوا فنادر ضحك بحرج .
حلا كانت بتبصله كل شوية و هي مبتسمة بس لما شافت ملك بتفتح الكيس بصتلها .
ملك بصت لحلا و هي مضيقة عينيها بشك و كانت بتفتح الكيس .. لقت الدهب إللي حلا كانت جابته ليها فعينيها وسعت بصدمة بس في نفس الوقت كانت فرحانة .
ملك شكت إن سبب جرحها هو إنها جمعت دول عشان هي عارفة إن الدهب و الحاجات دي موجودة في السفن الغرقانة القديمة و السفن دي بالذات بيبقى موجود فيها قروش كتير .
كانت لسة كانت هتتكلم بس حلا قاطعتها و هي بتحضنها : كل سنة و إنتي طيبة .
ملك كانت لسة مصدومة بس بعد كدة قالتلها بابتسامة حزينة : و إنتي طيبة يا حلا .. و إنتي طيبة .
كنزي إدتها كيس قُماشي بردو بس لونه أحمر و هي بتقول بابتسامة : كل سنة و إنتي طيبة يا موكا .
ملك فتحت الكيس و هي بتقول : و إنتي طيبة يا كوكي .. الله صدف .. دول حلوين أوي تسلم إيدك .
حضنتها فكنزي بادلتها الحضن و هي بتقول : معلش أنا مكنتش أعرف إنتي بتحبي إيه تاني غير الصدف فجبتلك إللي لقيته نادر و مختلف عن إللي عندك .
ملك : لا والله حلوين جداً إنتي متعرفيش أنا بحب الصدف قد إيه .. تسلم إيديكوا يا بناويت .
حضنتهم هما الإتنين فالإتنين ضحكوا و هما بيحضنوها و قالوا : تسلمي يا لوكا .
فارس : يلا بقى يا جماعة بسرعة عشان المسرحية قدامها ساعة و تبدأ .
ملك قالت بإستغراب بعد ما بعدت عن حلا و ملك : مسرحية إيه ؟
نادر غمزلها : المسرحية إللي كان نفسك تدخليها .. حجزنا أنا و فارس لينا كلنا مخصوص عشانك .
ملك هتفت بسعادة و هي بتضحك و حضنتهم : إنتوا أحلى إخوات في الدنيا .
فارس و نادر بادلوها الحضن و هما مبسوطين من فرحتها و بعدها بدأوا يتحركوا من البيت للمسرح إللي بينهم و بينه نص ساعة لو إتحركوا ببطء .
نادر و يوليانة و ملك كانوا مُتأخرين عن فارس و حلا و كنزي عشان نادر كان بيحكيلهم على الجرح بتاع حلا .
حلا و كنزي كانوا ماشيين جنب بعض و حلا كانت جنب فارس .
حلا بصت لفارس و قالتله : هو باباكوا يا فارس مات إمتى ؟
فارس : لما أنا كنت في تالتة إعدادي .. ملك كانت لسة صغيرة كانت طالعة سنة خامسة وقتها .. و بما إن نادر أكبر واحد فينا فوقتها ساب تعليمه عشان يساعد ماما في المصاريف خصوصاً إن كان في حرب بين المملكتين وقتها فالوضع الإقتصادي عند الشعب كله كان سيئ .. فنادر من ساعة ما بابا مات و هو متحمل كل مصاريفنا و كان مُصر إني أنا و ملك نكمل تعليمنا لحد ما بعد الجامعة نزلت أشتغل أنا كمان معاه و وقتها الملك شغلنا عنده عشان بابا الله يرحمه كان يعز عليه جامد يعني .
حلا : هو نادر مكانش شغال معاه من الأول ؟
فارس : لأ كان شغال في مصنع للسيوف و المُعدات الحربية .. عشان زي ما قولتلك وقتها كان في حرب فالملك مكانش مُنتبه لينا وقتها بس بعد ما الحرب خلصت إشتغلنا عنده إحنا الإتنين .
حلا هزتله راسها بماشي بعد ما فهمت .
كنزي قالت بسؤال حلا كانت لسة هتسأله : هو إللي حصل عشان .. القرش ياكله يعني ؟
فارس بصلها و ابتسم : ماما ليلتها كانت تعبانة فراح يجيبلها دوا من الصيدلية .. و هو راجع حصل إللي حصل .. كلنا قعدنا وقتها فترة كبيرة عقبال ما عرفنا نتخطى إللي حصل .. أنا مؤمن جداً بالموت و مؤمن إنه في مكان أحسن دلوقتي .. بس طريقة الموت هي إللي وجعتني فاهمين .
حلا و كنزي هزوا راسهم بمعنى أه و هما مبتسمين .. حلا طبطبت على كتفه ففارس بصلها بابتسامة و بعدها بص لكنزي لقاها بصاله و مُبتسمة بس أول ما بصلها بصت قدامها بتوتر .
فارس ضحك بخفوت و بص قدامه هو كمان و بعدها لقوا ملك و نادر و يوليانة إتقدموا بعد ما خلصوا كلام .
بعد نص ساعة وصلوا المسرح و دخلوا و قعدوا مكانهم و بعد أقل من ربع ساعة المسرحية بدأت .
حلا كانت قاعدة و جنبها نادر و جنبه يوليانة و جنبها ملك و جنبها كنزي و جنبها فارس .
بعد ما المسرحية بدأت بشوية حصل مشهد كوميدي بين البطل و البطلة فكلهم ضحكوا و ملك رجعت راسها لورا و بصت جنبها فلقت بعيد عنهم شوية بنت قاعدة في حضن ولد و شكلهم متجوزين .. ابتسمت و تخيلت نفسها هي و جابريال مكانهم بس دة عمره ما هيحصل طول ما في مشاكل بين المملكتين .. خصوصاً كمان إن فارس ميعرفش إنه من المملكة الغربية .. هو فاكره من المملكة الشرقية عادي بس بيتقابلوا عند الدوامة عشان ملك بتحب تجمع صدف من هناك يوم السبت .
فارس شافها و هي بصالهم و بتبتسم بس معلقش أما كنزي فضغطت على دراعها و هي بتهمسلها : هيحصل قريب إن شاء الله .
ملك ابتسمتلها بأمل : يا رب يا كنزي يسمع من بقك ربنا .
حصل بعدها في المسرحية مشهد و كلام رومانسي بين إتنين تانيين فنادر مسك إيد حلا ببطء .
حلا قلبها دق جامد و بصت لإيدها إللي نادر ماسكها و بيضغط عليها بإيده .. ضغطت هي كمان تلقائياً على إيده و هي مكسوفة .. سندت راسها لورا على الكرسي و هي بتتفرج على المسرحية بس عقلها مش فيها و سرحان و دايب في حتة تانية .
عدا ساعتين و نص على المسرحية لحد ما خلصت .. كل إللي كانوا بيتفرجوا سقفوا و الممثلين إللي كانوا على المسرح مبتسمين و بينحنوا ليهم .
إتقفلت الستاير فالناس بدأت تمشي فكلهم قاموا ما عدا كنزي .
حلا بصت لكنزي : يلا يا كنزي .. كنزي !
كلهم بصوا لكنزي لقوها نايمة و مش حاسة بأي حاجة .
حلا بصت لملك و فارس و قالت بإستغراب و ضحك : هي نامت إمتى ؟
ملك بضحك : معرفش أنا مخدتش بالي خالص كنت مركزة في المسرحية .
فارس ضحك و بص لكنزي : نامت قبل نص المسرحية .. صعبت عليا بصراحة فسيبتها .
حلا ضحكت و بعدها قعدت جنب كنزي و بدأت تصحيها براحة لحد ما صحيت .
فارس : صحي النوم يا عسل .
كنزي إستغربت لما لقتهم كلهم واقفين فقالت و هي بتتعدل : في إيه يا جماعة إنتوا واقفين ليه ؟
بعدها بصت حواليها و قالت بإستغراب أكبر : و فين الناس ؟
يوليانة بضحك : المسرحية خلصت يا كنزي صباح الفل .
كنزي ضحكت و قامت ببطء : ألاه .. مش تقولوا طيب .. دة أنا قولت هغفل خمس دقايق كدة و أصحى تاني .
ملك بضحك : ما شاء الله الخمس دقايق دول قلبوا معاكي المسرحية كلها .
كلهم ضحكوا و خرجوا من المكان بس كنزي وقفت و قالتلهم : أنا هروح أسألهم على حاجة إستنوني هنا بس دقيقة .. حلا تعالي معايا .
كلهم هزوا راسهم بماشي و حلا راحت مع كنزي و دخلوا تاني .
حلا و هي مأنكجة كنزي : إنتي عايزة تسأليهم على إيه ؟
كنزي : إنتي عارفة إني بحب التمثيل و المسرح من و أنا صغيرة و مكنش ليا حظ في مصر .. فبفكر أجرب حظي هنا .
حلا : أيوة بقى يا كُنوزة هتبقي أشطر ممثلة هنا .
كنزي ضحكت : يا رب يا حلا .. إنتي بتفكري تشتغلي فين ؟
حلا ابتسمت و بصت قدامها : بصراحة كدة .. بفكر أبقى أمينة للمكتبة و أقرا الكتب براحتي .
كنزي : اااه قولي كدة .. قولي إنك عايزة تروحي تقري براحتك مش تبقي أمينة للمكتبة .
حلا ضحكت و زقتها : طب روحي يلا إسأليهم أنا مستنياكي هنا و خلي ليلتك تعدي على خير .
كنزي بضحك : متزوقيش طيب الله .
كنزي دخلت غرفة التقديم و حكتلهم إنها موهبتها و نفسها تمثل من زمان و حكتلهم إنها حاولت قبل كدة في مسارح تانية بس مكانش ليها نصيب .
قالولها إنها تيجي بكرة الصبح و تمثل قدامهم مشهد عشان يحددوا هتشتغل في الفريق معاهم ولا لأ فشكرتهم و خرجت لحلا قالتلها إللي قالوه .
حلا طبطبت على كتفها : خير إن شاء الله .. لو عايزاني آجي معاكي أنا معنديش مشكلة .
كنزي : لا يا روحي مش مشكلة روحي إنتي كمان بكرة شوفي حالك و شوفي هيقولولك إيه .
حلا بابتسامة : ماشي .
خرجوا برة تاني لقوهم مستنيين فإعتذرولهم هما الإتنين إنهم إتأخروا و بعدها فارس قالهم إنه هيعزمهم كلهم على الغدا النهاردة فراحوا محل بيعمل مأكولات بحرية .
طلبوا و قعدوا يستنوا شوية لحد ما الأكل بدأ ينزل .
حلا فتحت الغطا فلقت السمك بيطلع بُخار و مستوي .. فتحت بقها بصدمة و بصت لكنزي إللي كانت قاعدة جنبها و إتصدمت هي كمان .
النادل كان لسة واقف فحلا سألته : هو إزاي السمك مستوي ؟
نادر كان قاعد جنبها الناحية التانية و كان بيشرب ميا فبطل شرب لما سمع جملتها و حط إيده على بقها و بص للنادل إللي كان بيبصلها بإستغراب .
ملك قالت بابتسامة متوترة : معلش عندها مرض في عقلها و خرفانة .. شكراً ليك .
النادل كتم ضحكته و هزلها راسه بمعنى العفو و مشي بعد ما حط كل الأطباق .
حلا زقت إيد نادر و قالت بإستغراب : يا جدعان بجد هو إزاي سخن !
نادر مسك كوباية فيها ميا و قال : بصي .
بعد 10 ثواني قال : إلمسيها كدة .
حلا لمست الكوباية لقتها سخنة فقالت بإنبهار و بصتله : واااو .. إنت إزاي عملت كدة ؟!
نادر : دي قُدرة عندنا .. بس البشر مبيقدروش يعملوها .
حلا ربعت إيديها و قالت بلوية بوز : يوووه .. كان نفسي أجرب .
بصتله تاني لقته بيرفعلها في حواجبه قصداً منه إنه يغيظها .
حلا ضربته في كتفه بغيظ : بس يا مُستفز .
نادر ضحك فحلا بصتله بقرف مصطنع و ضحكت .
كنزي بصت لملك و سألتها : طب ملك إنتي بتعرفي ؟
ملك هزت راسها بلأ فكنزي قالت بإستغراب : أومال إنتي إزاي عملتي الشاي أول إمبارح بليل ؟!
ملك : كان في ميا سخنة في شفشق كنت ملياه قبلها بشوية و ماما سخنته .
كنزي : اااه فهمت .
بدأوا ياكلوا كلهم و بعد ما خلصوا فارس حاسب و بعدها خرجوا من المطعم و بدأوا يتمشوا لنادي قريب بُناءاً على رغبة ملك عشان مكانتش عايزة تروح بدري كدة .
و هما في الطريق فجأة سمعوا صوت تفجير و شافوا دخان في مكان قريب منهم .. فارس و نادر جريوا للمكان إللي شافوا منه الدخان و معاهم يوليانة و كنزي و ملك و حلا و إتصدموا من إللي شافوه ..
يتبع ..
أنت تقرأ
رحلة في مُثلث الشيطان
Фэнтезиماذا لو ذهبنا معاً في رحلة مُختلفة ؟ .. رحلة إلى مكانٍ بعيدٍ في المحيط الأطلنطي نكتشف به حياة أخرى .. لكائنات أخرى !