parte14(مهزلة الحياة)

631 41 134
                                    

وهاهو ذا.......
توقف جون كاي لاهثا غير متوازن لضربه للأصغر بكل ما أوتية من قوة......

ألقى نظرة متعالية على تاي وقد أضحى ساجدا يتلوى ألما ومن ثم إرتمى بجسده على الأرض ليلامس برودها مما جعله ينتفض و يلامسها ثانية وإذا بملامحه متعبة منهكة كمن قطع صحراء قاحلة دون رحال،جسده ينزف كمن تقاتل مع أسد سرش عنيف،صدره يعلو ويهبط بسرعة هستيرية إثر رئتيه التي تجاهد للإستنشاء بعض الأكسجين،إرتجافه عنيف وشهقاته تعلوا بعد كل صرخة ألم أطلقها من فاهه بصعوبه إثر بكاءه المؤلم.......

إبتسم جون كاي بجناببة والفرح تغلغل في كيانه تغلغل المياه في أرض قاحلة نال منها الجفاف ليبدأ بالقهقهة كلما تعال صراخ وشهقات تاي موسعا عينيه بإعجاب لما صنعته يديه.......

جلس القرفصاء أمام تاي الذي أخذ الألم يفقده وعيه رغم مقاومته للبقاء واعيا كمناضل يمنع إحتلال أراضي بلده الملطخة بدماءه.......

وإذا به يبعد خصلات شعر الملقى أمامه عن وجهه ويفك العصابة عن عينيه ليتأمل صراعه الذاتي فجفنيه يرتخيان تلقائيا بغية ملامسة السواد ليمنع تاي ذالك بتحركاته المخدرة.......

وقد شقت الإبتسامة وجهه لما رأى ليشابك يديه بشعر الأصغر يشده بعنف.......

_هل تتألم......؟

.........._

_لا فائدة من سؤالك يبدو أنك لن تجيب قط......
أو.....
تعجز عن تحريك لسانك......
أليس كذالك......؟

........._

_أتعلم أنت تستحق المزيد......

تكلم وهو يقف مستعدا لشيء ما ليرجع ساقه إلى الوراء

و

يركل تاي في منتصف معدته ليشهق الآخر بضعف ويتعالى بكاءه يتخلله الصراخ والتأوهات.......

تتالت الركلات إلى أن سكنت تحركات الأصغر،صراخه،بكاءه،أنينه وشهقاته ليحل في الغرفة الصمت كما حل بوطن بعد إنتهاء حرب أبادت كل سكانه وجالت أطيافهم في ثناياه بهدوء مراقبة أجساها وأجساد من أحبوا ملقاة في سكون.......

_أوو......لا...لا....لا
الأمر ليس بهذه البساطة.......

تحدث وهو يسحب جسد الأصغر نحوه ليجعله جالسا قبالته ويبدأ بصفعه بقوة عدة صفعات متتالية إلى أن فتح عينيه بوهن على تلك الإبتسامة الشيطانية......

_يالا ضعفك!......
أبهذه السرعة فقدت وعيك أنسيت ما معنى ذالك......؟

أنهى كلامه بقهقهات عالية لعدم قدرة تاي حتى على النطق بحرف واحدة وأفلت جسده ليهوي على الأرض ثانية......

وكم كانت تحركاته هادئة وهو يتوجه نحو الخزانة الرثة ذات الموقع المميز بحيث تكون في زاوية الغرفة المحجوبة عن الضوء وأحضر منها جهاز صعق كهربائي وعاد بخطواته المشابهة لعقارب الساعة عند مرورها بحزم تعلن إقتراب الموعد المنتظر.......

و.....

دوى صوت الكهربائي وهو يرسي في جسد الأصغر يقيد جسده بقبضاته الجبارة......

وكانت صرخة ضعفة آخر ما نطق به تاي.....
.
.
.
.
.
.
.
بعد يومين.......

يفتح عينه بألم شديد يشل حركته ليجول ببصره يتفقد محيطه......

سقف أسود......

ستائر سوداء.......

سرير ذو أفرشة سوداء.......

إ.....إنها غرفة عمه.......

حاول رفع جزءه العلوي لكن الألم جعل ذالك مستحيلا لشدته ليحول نظره نحو الجهة الأخرى بقهر و ضعف بعدما تذكر كلما حدث وقد إنهارت دموعه على وجنيه المليءة بالكدمات عندما لمح بصره العمود الحامل لكيس يحتوي على سائل متصل بيده عبر أنبوب.......

حاول كتم شقهاته بعض شفتيه لكن هذا شبه مستحيل خاصة بعدما إسترجع عقله تلك الجملة.......
"أبهذه السرعة فقدت وعيك أنسيت ما معنى ذالك ؟...."
.
.
إن كان يسبب كل هذا الأذى المميت له لما يعتني به عندما يشرف على الموت لما لا يدعه يفارق الحياة فحسب......؟

هذا أشبه بالمهزلة.......

بل.....

مهزلة بكل معنى الكلمة إن لم تكن مضحكة فهي مبكية فمتى ستنتهي مهازل الحياة وألاعيبها.....
فلم نعد نحتمل حسها الفكاهي بعد الآن.......
.
.

فلم نعد نحتمل حسها الفكاهي بعد الآن

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

.
.
شكرا للقراءة🖤
.
.
ستكون الأحداث أكثر تشويقا بعد الآن إستعدوا🖤
كما أود أن أشكركم على تعليقاتكم الرائعة ورغم أنني لا أرد عليها لكنني أقرأها بعناية......
.
.
لا تنسوا التصويت🖤

لا بأسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن