هو لم يظن أن عمه سيعاقبه بهذه القسوة المميتة فقد ظن أنه سيقوم فقط بجلده وسينتهي الأمر كالعادة عندها سيذهب للمدرسة ولا يخلف وعده لوالدته بشان الإهتمام بدراسته........لكن هذه المرة ليست كسابقتها فالأمر جدي بشكل خانق.....لقد أوشك على قتله بحق وهو لن ينسى تلك الساعة التي قضاها بين يدي "سفاح".......
نعم سفاح فأي بشر يفعل هذا بمراهق لم يتجاوز عمره 15 سنة !!......
فعندما قام عمه بصعقه كان يتألم بشكل فظيع ولم يستطع الصراخ حتى فحنجرته نزفت الدماء ولم تقدر على المزيد وصوته هدر بلا فائدة ترجى ......
أما عن الخوف الذي نهش كيانه حينها لم يتوقف إلى الآن فالإرتجاف إحتل جسده منافسا ألمه وأقسم على مرافقته مادام بجانب جون كاي.......
.
.
.
وهذه كانت أول مرة يسمح تاي لهذه الأفكار بمداهمة عقله.......تلك الأفكار ذات الظلام الكاحل الذي لاحقته لسنوات وإستطاع الهروب منها حاصرته في كل جانب الآن........
إنتظر كثيرا وهذا ما آلت له الأمور .....يعذب وكأنه قاتل لا كشخص بريئ و نقي كنقاء الثلج.......
لكن.....
هذا النقاء ناضل طويلا فقد أريقت الدماء على بياضه لتلطخه الحمرة القامتة.......
لما الناس مؤذيين بهذه الحدة القاسية أحدهم يهجر والآخر يغرس سمه بنا والبعض الآخر يستغلون ضعفنا لصالحهم.......
أما نحن.....
فقط نتقبل كل هذا كالجمر في قلوبنا إلى أن أُحرقنا وأضحينا رمادا وهنا لن يفيد لا نقاء ولا مشاعر ترحم فقط سيركض عقلنا لإنقاذ ما تبقى بنا من حياة.......
وهذا ما يحدث بالضبط داخل تاي الذي رفع عقله أمامه لافتة وحيدة لتوجيه ضياعه......
"الهروب"
نعم الهروب فهذا هو الحل الوحيد الذي سينقذ حياته ونقاء نفسه من التلطخ بالسواد أكثر ......والآن هدفه الوحيد هو التعافي للقدرة على إتباع توجيهات لافتته الوحيدة......
.
.
.
.
ماهي إلا دقائق حتى فتح الباب بهدوء ليسرع الأصغر بإغماض عينيه مدعيا النوم......_تاي.....
إرتعش الصغير تلقائيا وتيبس جسده إثر سماع صوت عمه لتبدأ أنفاسه بالتقطع حتى أنه لم يستطع الحفاظ على هدوءه فقط أخذت شفتيه ترتجف بعنف كلما حاول كبت دموعه .......
_أعلم أنك مستيقظ هيا إنهض........
.......
_قلت إنهض!
فتح تاي عينيه وهو يشد قبضته على غطاءه بكل ما أوتي من قوة والدموع بدأت بالتجول على وجنتيه بغزارة بلا حسيب ولا رقيب.......
هو خائف حتى النخاع الآن وكل محاولته في تهدئة هيجان نفسه بتت سدى فيا ليت ولو وقاه حضن دافئ من أذى الدنيا دافنا إياه بين أضلعه......لكن لا فهو وحيد الآن ولا أحد بجانبه ......
_يا إلهي ساعدني......
همس في نفسه وأطلق شهقات متألمة أما جون كاي فتنهد بكئابة على ما صنعت يداه ......
_تاي إهدأ صغيري......
تحدث بهدوء واضعا يده على كتف الأصغر محاولا جعله يسترخي لكن ذالك ما زاده إلا خوفا لاذعا يهز كيانه هزا ما جعله يتراجع بيأس مبتعدا عنه......
_أسمعني.....أقسم أنني لن ألحق بك أي أذى لذا إسترخي قليلا ......
لم ينبس تاي بحرف واحد فلا طاقة له لفعل ذالك ما جعله يكتفي فقط بالبكاء بضعف ويأس ......
أدرك جون كاي حينها مدى ألم الصغير لذالك قرر أن يحقنه مهدأ يجعله يهدأ ويسترخي أكثر ......ليجن جنون تاي عندما لمح الإبرة و يأخذ يحاول رفع جزءه العلوي مما زاد ألمه وأنينه إلى جانب صراخه وبكاءه الضعيف ......أسرع الأكبر بحقن المهدئ بالكيس لكي لا يسوء الحال أكثر فتاي يظن أن عمه سيغرسها به كما وعد.......
وماهي إلا دقائق حتى أرخى الأصغر راحة كفه و إسترخى جسده في هدوء لتعم السكينة المحزنة في الأجواء.......
.
.
قد يجهل البعض سبب خوف تاي الشديد من الحقن ......ففي أحد الأيام حقنه عمه فيتامين دافعا السائل بأكثر طريقة مؤلمة كعقاب له لأنه كان مريضا وتراخى في أعمال المنزل........
ومنذ ذالك اليوم أضحى الأصغر يهاب الحقن بشكل غير طبيعا لشدة الألم الذي حل به في تلك اللحظة......
.
.
_آ....آسف أنا آسف ......قطعت تلك الكلمات التي كانت بالكاد أعلى من الهمس سكون الغرفة الكئيب مصطحبة شهقات مختنقة.....
.
..
.
شكرا للقراءة......لا تنسوا التعليقات والتصويت رجاءا🖤
أنت تقرأ
لا بأس
Action{_لا بأس سيكون كل شيء بخير ذات يوم سأنتظر ولن أيأس....} دائما ما يقال إن خداع النفس شيء سهل جدا وهذا ماكان يفعله بطل هذه الرواية كيم تايهونغ .....لطالما خدع نفسه بتلك الجملة التي يقوم بواسطتها بردم أفكاره السلبية وواقعه المر .....هل سيستطيع الإستمرا...